مطاران عسكريان تحت مرمى داعش والنصرة
في وقت متزامن، وعلى جبهتين مختلفتين، كثّف كل من تنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة»، الفرعان المتنازعان لتنظيم «القاعدة» في سوريا، هجماتهما على مطاري كويرس العسكري بريف حلب الشمالي، وأبو ضهور العسكري في ريف إدلب الشرقي، الأمر الذي اشعل ليل المطارين منذ مساء، امس الأول، وحتى ساعات الفجر يوم أمس، من دون أن يتمكن التنظيمان من تحقيق أي اختراق حقيقي في أي من المطارين.
ففي ريف إدلب، وعلى بعد نحو 50 كيلومتراً شرق المدينة، شنّ تنظيم «جبهة النصرة» هجوماً هو الأعنف على مطار أبو ضهور العسكري، النقطة العسكرية الوحيدة المتبقية للجيش السوري في ريف إدلب، عبر محاور عدة، تخللها تنفيذ هجمات انتحارية، وذلك بعد ثلاثة ايام من فشل هجوم عنيف آخر استهدف المطار من بوابته وجهته الشرقية.
وذكر مصدر ميداني أن «حدة الاشتباكات تراجعت في محيط المطار بعد تصدي القوات المدافعة عن المطار المحاصر للهجوم العنيف الذي ترافق أيضا باستهداف مكثف لحرم المطار بمختلف أنواع القذائف، وذلك بهدف تأمين غطاء ناري للمسلحين الهاجمين الذين نجحوا في الوصول إلى أسوار المطار قبل أن تتمكن قوات الدفاع عن المطار من التصدي لهم ما أجبرهم على الانسحاب».
المصدر الذي أكد أن المطار مازال صامدا رغم حصاره وكثافة الهجوم، أوضح أن سلاح الجو السوري ساهم بشكل كبير في وقف الهجوم، ودفع المسلحين للانسحاب من جميع محاور الهجوم باستثناء بوابة المطار، موضحاً أن قوات الدفاع عن المطار تمكنت من تدمير آليات عدة للمسلحين، بينها دبابتين، في حين تمكنت من سحب جثث عدد من المسلحين الذين قتلوا عند أسواره.
وأجبر الهجوم العنيف الذي تخلله هجمات انتحارية قوات الدفاع عن المطار للانسحاب من بوابة المطار نحو مواقع أكثر تحصينا، حيث تمركزت «جبهة النصرة» عند بوابة المطار الرئيسية، وهي النقطة الوحيدة التي ما زالت مشتعلة، حيث تشهد معارك متواصلة.
وفي ريف حلب الشرقي، تمكنت قوات الدفاع عن مطار كويرس العسكري من التصدي لهجوم عنيف آخر شنّه مسلحو تنظيم «داعش» على المطار المحاصر منذ نحو عامين، حيث تمكنت قوات الدفاع عن المطار من تفجير عربة مفخخة قبل ان تصل إلى هدفها داخله، كذلك ساهم سلاح الجو السوري في ضرب خطوط امداد مسلحي «داعش»، الأمر الذي أدى، بحسب مصدر ميداني، إلى مقتل نحو 50 مسلحاً من تنظيم «داعش»، بينهم تركيين وعدد من المقاتلين العراقيين والشيشان.
وبالتزامن مع الهجوم العنيف على المطارين العسكريين، قام التلفزيون السوري وللمرة الأولى بمتابعة أخبارهما، عن طريق بث حلقة خاصة عن مطار كويرس، تضمنت اتصالات مع المقاتلين الموجودين داخل المطار، إضافة إلى نشر الأخبار العاجلة على الشريط الاخباري حول التطورات في مطار أبو ضهور.
وفي هذا السياق، ذكر مصدر إعلامي سوري أن «التلفزيون السوري وأمام الهجمة الإعلامية الشرسة التي تتعرض لها سوريا، وأمام نشر الأكاذيب وترويج الانتصارات الوهمية، فنّد عبر متابعته لأخبار المطارين الأكاذيب التي تنشرها المحطات المؤيدة للفصائل الجهادية»، موضحاً أن «بعض المحطات روّجت لسقوط المطارين، وهو أمر عار عن الصحة، في حين نشرت بعض المحطات صورا قديمة لمطار تفتناز العسكري الذي سقط قبل أكثر من عامين على انها لمطار ابو ضهور في محاولة لشحذ همم المسلحين».
وتضمنت الحلقة التي خصصها التلفزيون السوري لمطار كويرس وامتدت نحو 50 دقيقة اتصالات مع مقاتلين في المطار أدلوا بشهاداتهم حول طبيعة الحصار والمعارك، في حين أكد مقاتلون آخرون أنهم «ورغم الحصار الشديد قد اقسموا على الدفاع عن المطار مهما كلف الأمر»، في إشارة إلى أن مطار كويرس صمد رغم حصاره طيلة العامين الماضيين، وهو ذات الصمود الذي سيشهده مطار ابو ضهور الذي يشهد تصعيدا في محيطه منذ نحو أسبوع فقط رغم حصاره منذ أكثر من عامين، خاصة مع ارتفاع وتيرة الضغوط الشعبية على الحكومة لفك الحصار عنه، الأمر الذي بدأه الجيش السوري وقوات الدفاع المحلي قبل نحو ثلاثة أسابيع، قبل أن تتوقف العملية بعد هجمات عنيفة شنّها تنظيم «داعش» على مواقع الجيش التي كانت متقدمة نحو المطار.
علاء حلبي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد