مقترحات روسية لبدء عملية إصلاح دستوري في سوريا
وضعت روسيا الاقتراح الذي يتألف من ثماني نقاط قبل جولة ثانية من المحادثات المتعددة الأطراف في شأن سوريا تعقد في فيينا في وقت لاحق هذا الأسبوع. اقتراحيدعو الأطراف السورية الى الاتفاق على الخطوات في مؤتمر تنظمه الأمم المتحدة في المستقبل.
وأظهرت مسودة وثيقة، وصفتها موسكو بالأفكار المقترحة، أن روسيا تريد أن تتفق الحكومة والمعارضة السورية على بدء عملية إصلاح دستوري تستغرق ما يصل إلى 18 شهراً تعقبها انتخابات رئاسية مبكرة، وتأجيل الانتخابات البرلمانية السورية المزمعة في ربيع العام 2016.
ووضعت روسيا الاقتراح الذي يتألف من ثماني نقاط قبل جولة ثانية من المحادثات المتعددة الأطراف في شأن سوريا في فيينا هذا الأسبوع. ولا يستبعد الاقتراح مشاركة الرئيس بشار الأسد في الانتخابات المبكرة وهو ما يقول خصومه إنه مستحيل إذا أريد تحقيق السلام.
ويقول الاقتراح إن "رئيس سوريا المنتخب انتخاباً شعبياً سيضطلع بوظائف القائد الأعلى للقوات المسلحة ويشرف على الأجهزة الخاصة والسياسة الخارجية".
ويشدد على الأطراف السورية بأن تتفق على مثل هذه الخطوات في مؤتمر تنظمه الأمم المتحدة في المستقبل، وإن الأسد لن يرأس عملية الإصلاح الدستوري وإنما سيرأسها مرشح تتفق عليه كل الأطراف.
وويرى الاقتراح الروسي أن المعارضة السورية التي تشارك في العملية السياسية يجب أن تؤلف "وفدًا موحدًا" ويتم الاتفاق عليها مقدمًا.
ويشير الى انه "يجب أن يتفقوا على الأهداف الخاصة بمنع وصول الإرهابيين إلى السلطة في سوريا وضمان سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقلالها السياسي وكذلك الطابع العلماني والديموقراطي للدولة".
ويقترح أيضاً الاتفاق على "قائمة بالجماعات الإرهابية". قال إن الاقتراح أيضا إنه بالنسبة لوقف اطلاق النار في سوريا "يجب استبعاد العمليات ضد داعش وغيرها من الجماعات الارهابية." وداعش هو الاختصار غير الرسمي للاسم السابق لتنظيم الدولة الإسلامية.
وبالنسبة لوقف اطلاق النار في سوريا، يوضح الاقتراح انه "يجب استبعاد العمليات ضد (تنظيم الدولة الاسلامية) داعش وغيرها من الجماعات الارهابية".
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف التقى نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في موسكو، اليوم الثلاثاء، لبحث الوضع في سوريا. وأوضح بوغدانوف أن روسيا لم تعد وثيقة خاصة في شأن سوريا، انما لديها فقط أفكار لمزيد من النقاش. وأكد أن وفداً من المعارضة السورية يزور وزارة الخارجية الروسية غداً الاربعاء في موسكو.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان اليوم، إن نائب وزير الخارجية التقى وفداً للمعارضة السورية في موسكو، مشيرة الى لقائه ممثلين عن "جبهة التحرير والتغيير السورية".
وأوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في وقت سابق الثلاثاء، أن موسكو تريد التوصل إلى مثل الاتفاق في محادثات فيينا.
كذلك افادت وزارة الخارجية الروسية في بيان، بأن وزير الخارجية ونظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير أجريا اتصالاً هاتفيا، اليوم الثلاثاء، لبحث الأزمة في سوريا. وقال لافروف إن روسيا تريد التوصل خلال محادثات السلام المقبلة في فيينا الى اتفاق يضع قائمة بالجماعات الإرهابية التي تنشط في سوريا. وأضاف أن مثل هذا الاتفاق سيكون "خطوة للأمام".
ومن جهته، قال وزير الخارجية الالماني إنه ليس هناك "ما يدعو الى التفاؤل" في شأن نتيجة الاجتماع الدولي حول سوريا الذي سيعقد السبت في فيينا، بهدف وقف دوامة العنف.
وقال شتاينماير خلال مداخلة في برلين أمام مؤسسة "كوربر"، إن "السعي الى انهاء دوامة العنف والفوضى المتناميين" هو الهدف "حتى وان كنا لا نضمن اننا سنتوصل الى ذلك". وأضاف انه "لا يوجد أي سبب يدعو الى التفاؤل ولا الى الشعور بالبهجة" قبل الاجتماع الثاني بعد اجتماع 30 تشرين الأول الذي ضم وزراء 17 دولة. غير أن شتاينماير اعتبر ان اللقاء الاول كان "بداية شيء ما" حتى وان كان من غير الممكن التكهن "بما ستؤول اليه الأمور".
وتابع "انه سبيل نحو نزع فتيل النزاع بشكل جزئي"، مذكّراً بأنه "قبل أربعة أيام من الاجتماع الأول، لم اكن اتصور اننا سنتوصل الى جعل ايران والسعودية تجلسان حول الطاولة نفسها". واعتبر ان "هذه بادرة امل في منطقة اعتدنا فيها منذ خمس سنوات على سماع اخبار رهيبة".
بدورها، أعلنت بريطانيا، الثلاثاء، أن القوى العظمى التي تلتقي السبت في فيينا تعد قائمة بالمجموعات "الارهابية" في سوريا، محذرة بان بعض الدول سيتعين عليها وقف دعمها لفصائل مقاتلة على الارض.
وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند لصحافيين في السفارة البريطانية في واشنطن: "سيتطلب الأمر تفكيراً وتريثاً من جهات عدة بما فيها الولايات المتحدة".
ورأى هاموند انه سيتعين على الدول التي تدعم فصائل في الداخل ان تقرر من هي المجموعات الاكثر اعتدالا لتشملها العملية السياسية ومن هي الفصائل التي يجب استبعادها.
وتابع غداة محادثات اجراها مع نظيره الاميركي جون كيري: "لا اعتقد انه في الامكان استبعاد الاتفاق على تحديد من هي الفصائل الإرهابية".
الا انه دعا الى ضرورة القبول بتسويات، وقال "لن يقبل السعوديون ان يتم تصنيف كتائب انصار الشام مجموعة ارهابية"، مضيفاً: "علينا ان نرى اذا كان من الممكن التوصل الى حل براغماتي في هذه النقاط".
ورداً على سؤال عما اذا كان يطلب تحديداً من السعودية التخلي عن دعم بعض المجموعات، أجاب "ربما لكن لننظر في الامر".
ونفى ان يشكل اعداد "قائمة المجموعات الارهابية" مبررًا لتنفيذ ضربات جوية على الفصائل المعارضة.
وقال هاموند ان "الروس يستهدفون كل من يعتبرون انه يشكل تهديداً للنظام"، مضيفا "عندما نتحدث عن مجموعات ارهابية فالقصد هنا هو تضييق نطاق أهداف روسيا".
وفي جولة أولى من محادثات السلام في فيينا الشهر الماضي كانت فيها روسيا لاعباً رئيسياً قالت موسكو إنها تريد أن تشارك جماعات المعارضة في المناقشات في المستقبل في شأن الأزمة السورية وتبادلت مع السعودية قائمة تحوي 38 اسماً.
وقال ديبلوماسيون غربيون إنه سيكون من الصعب على البلدان المعارضة للأسد أن توافق على مسودة الاقتراح الروسي.
وأفاد أحد الديبلوماسيين الغربيين بأن "الوثيقة لا تناسب الكثيرين"، مشيراً الى ان من اختلفوا مع النهج الروسي يحرصون على ألا يكون النص أساساً للمفاوضات.
وقال ديبلوماسي غربي آخر إن موسكو تريد استخدام "الجماعات الارهابية" ليشمل كل جماعات المعارضة المسلحة وليس "الجهاديين" فقط مثل "داعش" و"جبهة النصرة".
ومن ناحية ثانية، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الثلاثاء، إن حلفاء لتركيا في المعركة ضد تنظيم "داعش" يقتربون من فكرة إقامة منطقة آمنة في سوريا، مضيفا إنه شهد تطورات إيجابية في شأن منطقة حظر طيران وتنفيذ عمليات جوية.
وأكد الرئيس التركي "ما زلنا مستمرين في مسألة تدريب وتأهيل المعارضة السورية، وفيما يخصّ إنشاء المناطق الخالية من المنظمات الارهابية(منطقة آمنة)، فقد بدأت الدّول الصديقة تبدي قناعةً في هذا الصدد. كما أنّ هناك خطوات إيجابية فيما يخص مناطق حظر الطيران ومسألة التدخل البري".
ورأى إردوغان أنّ "قيام طيران بعض الدّول بقصف المدنيين وخاصة في منطقة بايربوجاق (جبل التركمان) ذات الغالبية التركمانية شمالي اللاذقية السورية، بحجّة توجيه ضربات ضدّ "داعش"، أمر لا يمكن قبوله وقد أبلغنا سلطات تلك الدّول بذلك".
وأشار الى أن القوات التركية ردّت على محاولة قوات "حزب الاتحاد الديموقراطي" التمدد إلى الضفة الغربية من نهر الفرات في سوريا، قائلاً "على المجتمع الدولي أن يتفهّم حساسيتنا".
في غضون ذلك، قال متحدث باسم البيت الأبيض، الثلاثاء، إن الرئيس باراك أوباما سيبحث الأزمة السورية مع حلفاء الولايات المتحدة خلال الاجتماع المقبل لقمة مجموعة العشرين. وقال الأمين الصحافي للبيت الأبيض جوش إرنست: "سيكون من المستحيل السفر كل هذا الطريق إلى هناك وعدم قضاء بعض الوقت في التفكير والحديث في شأن جهودنا المتواصلة لإضعاف داعش (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) وتدميره في نهايةالمطاف. لذا أتوقع أن يكون هذا ضمن زيارة الرئيس".
وأضاف أن كثيراً من البلدان المشاركة في قمة مجموعة العشرين في تركيا الأسبوع المقبل، تشارك أيضا في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش".
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن كيري سيلقي كلمة في شأن السياسة الأميركية تجاه سوريا هذا الأسبوع، في "المعهد الأميركي للسلام" وهو مؤسسة بحثية تحصل على تمويل من الكونغرس.
وكالات
إضافة تعليق جديد