من يمول الحرب الكردية- الإيرانية وما علاقة واشنطن بحزب بيجاك الكردي
الجمل: اندلعت خلال اليومين الماضيين الاشتباكات العنيفة بين عناصر حزب بيجاك الكردي الإيراني الانفصالي، والقوات الإيرانية في المناطق الإيرانية الشمالية الغربية المتاخمة للحدود الإيرانية- العراقية.
• حزب بيجاك.. التنظيم والخلفية:
تسمية بيجاك هي الاختصار لاسم حزب الحياة الحرة الكردستاني، والذي يضم الأكراد الإيرانيين المطالبين بإقامة إقليم كردستان الإيراني، الذي يشرف على إدارة حكومة كردية واسعة الصلاحيات تعمل على غرار إقليم كردستان العراقي الذي يتزعمه مسعود البرازاني.
كذلك تقول المعلومات بأن حزب بيجاك قد تم تأسيسه وتكوينه لاحقاً تحت إشراف ورعاية حزب العمال الكردستاني التركي.. ويعتقد الكثير من المراقبين بأن حزب بيجاك هو في حقيقة الأمر يمثل فرع حزب العمال الكردستاني الذي يختص بالعمل في إيران.
رئيس حزب بيجاك الحالي هو حاجي أحمدي. وتضم معسكرات جبال قنديل حوالي 3000 عنصر مسلح تابع لحزب بيجاك، وذلك إضافة إلى أكثر من 25 ألف عضو يتنتظمون ضمن خلايا العمل السري في داخل إيران.
• حزب بيجاك والروابط مع محور تل أبيب- واشنطن:
بسبب العلاقات الوثيقة التي تربط حزب (بيجاك) الكردي (الابن) بحزب العمال الكردستاني (الأب)، فقد قامت الإدارة الأمريكية بإدراج اسم حزب بيجاك ضمن قوائم الحركات الإرهابية.. ولكن تبين أن قيام الإدارة الأمريكية بإدراج الحزب ضمن قوائم الإرهاب ما هو إلا عملية شكلية هدفت إلى توفير الغطاء والتمويه من أجل استمرار وتصعيد التعامل بين حزب بيجاك، وعناصر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية المنتشرين في شمال العراق.
وتقول المعلومات بأن عضو الكونغرس الامريكي دينيس كوشينيخ قد أرسل خطاباً شديد اللهجة إلى الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، معبراً عن رأيه بأن الإدارة الأمريكية أصبحت متورطة في تقديم الدعم وتنسيق أنشطة حزب بيجاك، والذي توجد كل قواعده والآلاف من عناصره داخل الأراضي العراقية، والتي هي أراض واقعة بالأساس تحت سيطرة القوات الأمريكية.
وردت بعض المعلومات خلال شهر تشرين الثاني الماضي تقول بأن القوات الأمريكية والإسرائيلية تقوم بتقديم العتاد والمال والسلاح والتدريب والمعلومات الاستخبارية لحزب بيجاك الكردي الإيراني، وذلك من أجل إعداده وتجهيزه لكي يتم استخدامه لاحقاً في ممارسة الضغوط على النظام الإيراني.
• التحركات الجديدة لحزب بيجاك:
القتال الدائر حالياً بين حزب بيجاك والسلطات الإيرانية، هو قتال يحمل أكثر من معنى ومن دلالة، خاصة وأنه قد حدث بعد طول انتظار، فقد خضعت عناصر حزب بيجاك إلى فترة تدريب طويلة داخل الأراضي العراقية، تحت إشراف العناصر الإسرائيلية والأمريكية، على خلفية القتال الحالي يمكن طرح المزيد من الأسئلة: لماذا اختار حزب بيجاك مهاجمة القوات الإيرانية في هذا الوقت بالذات؟ وهل الأمر يرتبط بقضايا الأكراد داخل إيران؟ أم أنه جزء من أجندة العملية الكبرى الجاري تنفيذها في المنطقة ضد إيران، وتركيا، والعراق، وسورية، والأكراد أنفسهم، والذين سوف يكشفون لاحقاً أنه قد تم استخدامهم كوسيلة للتنفيذ فقط لا غير عندما يتم التخلي عنهم.
• الأبعاد الحقيقية لعمليات حزب بيجاك العسكرية:
تأتي عمليات بيجاك العسكرية ضد إيران، ضمن مخطط شد الأطراف الذي يحاول الأمريكيون والإسرائيليون استخدامه في المرحلة الأولى بهدف إنهاك إيران عن طريق النزاعات الداخلية، وقد بدأ هذا المخطط بالاعتداءات التي تم تنفيذها ضد إيران بواسطة الجماعات الأصولية التي تم تسريبها إلى داخل جنوب شرق إيران، وتحديداً عبر منطقة بلوشستان الحدودية الإيرانية- الباكستانية، والآن تجري عمليات حزب بيجاك ضمن مخطط الهجمات الثلاثية، بحيث تقوم الجماعات السنية المتشددة في منطقة خوزستان بتنفيذ بعض الهجمات العسكرية، ثم تقوم جماعة خلق بالعمل في مناطق وسط إيران انطلاقاً من أراضي وسط العراق، ليكتمل العمل العسكري الثلاثي بعمليات حزب بيجاك الحالية ضد شمال إيران، وتهدف أمريكا وإسرائيل من وراء ذلك إلى دفع السلطات الإيرانية إلى الانشغال بتوجيه قواتها المسلحة إلى المناطق الأربعة والتي تتمثل في بلوشستان، خوزستان، الحدود الغربية- الوسطى، والحدود الشمالية الغربية، ثم لاحقاً بعد ذلك تتم إضافة منطقة شمال إيران والتي تعمل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بالتعاون مع جهاز الموساد في عملية تعبئة الحركات الأذرية الانفصالية السنية من أجل القيام بتنفيذ بعض العمليات العسكرية في شمال إيران.
وعموماً، فقد كتب روبرت باير، الضابط الميداني السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الذي كان يعمل متنقلاً بين محطات الوكالة في منطقة الشرق الأوسط، على صفحات مجلة تايمز الأمريكية مقالاً حمل عنوان (مقدمة للعدوان ضد إيران) قائلاً بأن المعلومات والتقارير الاخبارية الأخيرة تفيد بأن الإدارة الأمريكية سوف تقوم بوضع قوات الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب، وهي معلومات يمكن قراءتها بإحدى طريقتين: فإما أن تكون موجة غضب، أو تكون نذير شؤم لهجوم عدواني وشيك ضد إيران.
ويقول ضابط وكالة المخابرات المركزية روبرت باير بأن المسؤولين الذين تحدث إليهم في واشنطن أكدوا له بأن ثمة ضربة عسكرية سوف يتم توجيهها ضد قوات الحرس الثوري الإيراني تجري حالياً الترتيبات العملية الهادفة إلى تنفيذها خلال فترة الستة أشهر القادمة كحد أقصى بحيث تعقبها بعد ذلك عملية توجيه الضربات الجوية ضد المنشآت النووية الإيرانية.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد