منظمة الإيباك تقود حملة علاقات عامة لمواجهة عاصفة الرابع من حزيران

08-03-2007

منظمة الإيباك تقود حملة علاقات عامة لمواجهة عاصفة الرابع من حزيران

الجمل:     في داخل قاعات الكونغرس- الأمريكي، ومكاتب السياسيين الديمقراطيين الموزعة في أنحاء الولايات المتحدة، يوجد انتقاد متزايد للقبضة غير القانونية الخانقة للجنة الشؤون العامة الإسرائيلية- الأمريكية (الإيباك: Aipac) وحلفائها السياسيين، التي تمارسها على أجندة الحزب الديمقراطي- الأمريكي،  ورسالته السياسية.
أجرى موقع تقرير واينماديسون الاستخباري الأمريكي تحقيقاً حول هذه القبضة، وتحدث محرر التقرير واينماديسون –العقيد السابق في الجيش الأمريكي- إلى عدد من زعماء الديمقراطيين الذين رفضوا نشر أسمائهم، واتفقوا جميعاً على رواية واحدة تقول:
إن الزعماء الديمقراطيين، بمن فيهم: راحم إيمانويل رئيس لجنة الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي، والسيناتورة هيلاري رودمان كلنتون، والسيناتورة دياني فاينشتاين، المتتبعين والمسايرين للإملاءات المقدمة إليهم من مؤيدي المصالح السياسية الإسرائيلية، يقومون بكبح واختصار الحوار حول انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وأيضاً حول حجب الثقة عن إدارة بوش، وعموما –السيطرة والاحتواء- لأي رد فعل قوي أو فاعل بواسطة الديمقراطيين يستهدف الحرب الكارثة التي تقوم بشنها إدارة بوش وجماعة المحافظين الجدد في العراق. وفي العديد من دوائر انتخابات الكونغرس، قامت لجنة الحزب الديمقراطي المختصة بحملات انتخابات الكونغرس، بتجاوز المرشحين الديمقراطيين التقدميين واستبدالهم بمرشحين يتميزون بالاعتدال و(عدم العداء للحرب)، وذلك تمهيداً لترشيحهم بشكل نهائي باسم الحزب الديمقراطي في انتخابات الكونغرس الجزئية القادمة في عام 2008م.
الانتقادات ضد الإيباك داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي، يتم القيام بها بشكل هادئ وأكثر (نعومة) تماماً. وذلك لأن العواقب والتبعات التي سوف يواجهها كل سياسي ديمقراطي يتحدّث منتقداً (جماعة اللوبي الإسرائيلي ونفوذها القوي)، هي تبعات وعواقب تؤدي فوراً إلى إصدار حكم الإعدام بإنهاء حياته السياسية. وعلى أية حال يمكن القول بأنه من العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، وحتى كاليفورنيا، فإن الرسالة هي نفسها (الإيباك وحلفاؤه قد نفد صبرهم إزاء عدد من الديمقراطيين الذين ينظرون إلى "المجموعة" باعتبارها تمثل حصان طروادة الحزب الجمهوري والمحافظين الجدد داخل الحزب الديمقراطي. وفي الأسبوع القادم، سوف يعقد الإيباك مؤتمره السنوي بمركز المؤتمرات في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي. والتجمع سوف يؤدي إلى خلق المزيد من الغضب بين الديمقراطيين).
وما هو واضح حالياً أن اللذين يقفان في واجهة مرشحي الحزب الديمقراطي للرئاسة الأمريكية القادمة: هيلاري كلنتون، وباراك أوباما، مهووسان حالياً برحلة البحث عن دعم الإيباك لحملاتهم الانتخابية.
العراق والشقاق داخل الحزب الديمقراطي، برز للوجود عندما رفضت نانسي بيلوزي رئيسة مجلس النواب الأمريكي السماح لأحد كبار الأعضاء الدائمين في المجلس القيام باختيار جين هارمون (عن ولاية كاليفورنيا) لكي تصبح رئيسة لجنة المخابرات التابعة لمجلس النواب الأمريكي. وقد وجدت نانسي بيلوزي المساعدة والدعم من رئيس لجنة التخصيصات الدفاعية المالية جون مورتا.. وقد أدى ذلك إلى نشوب معركة حول موقف رئيسة المجلس (نانسي بيلوزي)، وكانت المعركة بين جون مورتا، وسيتين هويار (عن ولاية ميريلاند). وقد كسب هويار الانتخاب عن طريق التصويت برفع الأيدي، برغم أن نانسي بيلوزي رئيسة المجلس كانت تدعم ترشيح جون مورتا.
وتؤكد المعلومات أن أسرة هويار شديدة الارتباط بمنظمات اللوبي الإسرائيلي، ومن الدلائل على ذلك أن بيرنيسا شقيقة هويار ظلت تعمل في منصب الرئيس التنفيذي لمنظمة الإيباك.
تفاقم الخلاف حول جين هارمان بعد أن حاولت التدخل في تحقيقات وزارة العدل الأمريكية حول تجسس الإيباك. وقد أدى ارتباط جين هارمان بالإيباك إلى ضياع فرصتها لكي تصبح رئيسة لجنة المخابرات التابعة لمجلس النواب الأمريكي.
ويُقال بأن جين هارمان وافقت على التعاون والعمل مع بيتر هويكيسترا الرئيس السابق للجنة المخابرات التابعة لمجلس النواب، من أجل تفادي التحقيقات العدلية الرسمية المتوقعة حول (المعلومات الاستخبارية المطبوخة) التي تم استخدامها في التقارير الاستخبارية في فترة ما قبل حرب العراق، وسوف تعمل جين هارمان على استقطاب دعم الجمهوريين لهذه العملية، وبالمقابل سوف يقوم الرئيس بوش والنواب الجمهوريين وأجهزة الإدارة الأمريكية بإبطاء وتخفيف التحقيقات الرسمية في مواجهة مسؤولي منظمة الإيباك: ستيف روزين، وكيث فايزمان، اللذان ثبت أنهما قاما باستلام وثائق ومستندات سرية للغاية من لاري فرانكلين الجاسوس الإسرائيلي الذي كان يعمل داخل البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية).
وبعد محاكمة ليبي، فإن الكثير من (القنابل الانشطارية) يتوقع أن تأتي من جراء محاكمة مسؤولي الإيباك ستيف روزين وكيث فايزمان. والتي تقرر إجراؤها في الرابع من حزيران القادم.
ومؤتمر الإيباك في الأسبوع القادم سوف يكون بلا شك مجهزاً بشكل مسبق لكي يقوم بتنظيم (حملة علاقات عامة) لمواجهة العاصفة القادمة في الرابع من حزيران، خاصة وأن إعلان الحكم النهائي على سكوتر ليبي سوف يكون في يوم 5 حزيران، أي في اليوم الذي يلي إعلان الاتهام في حق عملاء الإيباك روزين وفايزمان.
(القشة الأخيرة التي سيحاولون التعلق بها) بالنسبة لبعض الديمقراطيين تتمثل في لجوء الإيباك إلى تنظيم صفوف أصدقائه وعناصره وحلفائه داخل البيت الأبيض وأجهزة الإدارة الأمريكية والكونغرس الأمريكي، من أجل أن يصدر الرئيس جورج دبليو بوش عفواً عن المدان حالياً إيرفينيغ لويس سكوتر ليبي، رئيس مكتب نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني.
وبرغم أن المحكمة قد أعلنت إدانتها لليبي بأنه مذنب، فإن هيئة الدفاع عن ليبي قامت بالإعلان عن عضو جديد تم ضمه إلى لجنتها الاستشارية، وهو شارلس حاييميولد السفير الأمريكي السابق في السويد. ورئيس اللجنة الاستشارية للدفاع عن ليبي هو ميل سيميلار السفير الأمريكي السابق في إيطاليا، والذي تم العثور على بصمات أصابعه في المستندات المزورة التي تم نقلها من إيطاليا إلى إدارة بوش في أمريكا، وهي المستندات التي قادت إلى فضيحة سكوتر ليبي ومحاكمته.
وسوف يحاول الإيباك الضغط على الإدارة الأمريكية والكونغرس للعفو عن ليبي باستخدام ذريعة أنه كان رجلاً فاضلاً خيّراً مستقيماً، وكان موظفاً عاماً متميزاً في كل المناصب العامة التي تقلّدها، وقد تمت محاكمته بدافع الخطأ، وبالتالي يتوجب العفو عنه.
وعموماً نقول: إن سيطرة اللوبي الإسرائيلي على الحزب الديمقراطي، تعود جذورها إلى عملية اغتيال الرئيس كينيدي، والتي هدفت من بين ما هدفت إلى تنفيذ عملية تطهير ديني داخل الحزب الديمقراطي، بحيث يتم إقصاء أي نفوذ كاثوليكي (كينيدي كاثوليكي)، بحيث تسيطر عناصر المسيحية- الصهيونية بالكامل على الحزب الديمقراطي، ومن ثم يكون اللوبي الإسرائيلي قد سيطر على الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وضمن التأثير الكامل على قرارات البيت الأبيض والكونغرس.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...