ميركل تفتتح الكنيست وألمانيا تتهود للتخلص من «عارها»
وسط تصفيق النواب الإسرائيليين، افتتحت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل خطابها الذي ألقته باللغة الالمانية امام الكنيست امس، متحدثة احيانا باللغة العبرية، معربة عن شعور مواطنيها بـ«العار» جراء المحرقة، كما شددت على ان بلادها «لن تتخلى ابدا عن اسرائيل وستبقى شريكتها وصديقتها الحقيقية». وطالبت ميركل ايران بأن «تقنع العالم» بانها لا تسعى لامتلاك اسلحة نووية، كما دعت حركة حماس الى ان توقف «هجماتها الارهابية» على إسرائيل.
ودخلت ميركل مبنى الكنيست برفقة رئيسة البرلمان الإسرائيلي داليا إيتسيك. وقبل ان تلقي ميركل كلمتها، عزف النشيدان الاسرائيلي والالماني امام مقر الكنيست، كما رفع العلم الالماني الى جانب العلم الإسرائيلي.
وانسحب عشرة نواب إسرائيليين، من اصل ,120 لرفضهم سماع اللغة الألمانية. لكن من استمعوا لميركل وهي تفتتح خطابها ثم تختتمه باللغة العبرية، صفقوا لها. واستهلت ميركل كلمتها بالعبرية، قائلة «اشكركم لاعطائي شرف التوجه الى الكنيست. انه شرف كبير لي ان أتحدث امام مجلسكم الموقر... أشكر الجميع على السماح لي بالتحدث إليكم بلغتي الأم».
وقالت ميركل بالألمانية «في هذا المكان بالذات أقول وبوضوح: ان كل الحكومات في ألمانيا وكل مستشاريها قبلي كانوا ملتزمين بالمسؤولية الخاصة التي تتحملها حيال أمن إسرائيل. هذه المسؤولية التاريخية هي جزء من السياسة الجوهرية لبلادي، أي أن أمن إسرائيل غير قابل للتفاوض بالنسبة لي كمستشارة ألمانيا». اضافت «انني مقتنعة تماما بانه اذا كرست المانيا نفسها من اجل مسؤوليتها الخالدة عن الكارثة الاخلاقية التي وقعت في التاريخ الالماني، فاننا عند ذلك فقط نستطيع ان نبني المستقبل بطريقة انسانية».
وتابعت ميركل، في خطابها الذي بثته مباشرة قناتان إسرائيليتان وثلاث شبكات ألمانية، «كانت ألمانيا وإسرائيل وستظلان للأبد، مرتبطتين بشكل خاص من خلال المحرقة... لقد تسبب القتل الجماعي لستة ملايين يهودي، باسم ألمانيا، بمعاناة تفوق الوصف للشعب اليهودي، ولأوروبا والعالم بأسره. إن الشوا (المحرقة بالعبرية) تجعلنا نحن الالمان نشعر بالعار. انني انحني امام ضحاياها والناجين منها واولئك الذين ساعدوهم على النجاة. مشددة على «ان المانيا لن تتخلى ابدا عن اسرائيل وستبقى شريكتها وصديقتها الحقيقية».
وحول ايران، حرصت ميركل على اسماع اعضاء الكنيست ما يرغبون سماعه، فقالت ان «التهديدات التي يطلقها الرئيس الايراني (محمود احمدي نجاد) ضد اسرائيل والشعب اليهودي، هي بلا شك تثير القلق. ليس على العالم ان يثبت ان ايران تعمل على صنع القنبلة الذرية، بل على ايران ان تقنع العالم بانها لا تسعى لامتلاك السلاح الذري» معتبرة ان «تصريحاته المهينة المتكررة والبرنامج النووي الايراني خطر على السلام والأمن. واذا حصلت ايران على القنبلة الذرية فسيكون لذلك عواقب كارثية. وهذا ما ينبغي منعه». وتابعت «اذا لم تقبل إيران بذلك، فستدفع ألمانيا باتجاه فرض عقوبات إضافية».
وفي ما يتعلق بالنزاع الاسرائيلي الفلسطيني، اوضحت ميركل «اقولها بوضوح ومن دون التباس: يجب ان تتوقف هجمات حماس بالصواريخ» معتبرة ان «الهجمات الارهابية تشكل جريمة، ولا تحل نزاعات سياسية».
وحصلت ميركل على المزيد من التصفيق، عندما اختتمت خطابها قائلة بالعبرية «اهنئكم باحتفال اسرائيل بالذكرى الستين. شالوم».
ورأى رئيس حزب الليكود اليميني المعارض بنيامين نتنياهو، في الكنيست، ان «على ايران ان تعرف ان ثمة خيارا عسكريا».
وكانت ميركل قد تعهدت، خلال غداء اقامته ايتسيك على شرفها، حضرته اسرتا الجنديين الاسرائيليين الاسيرين لدى «حزب الله» الداد ريغيف وايهود غولدفاسر، اللتين سلمتا المستشارة الالمانية رسالتين شخصيتين، بأن برلين ستبذل قصارى جهدها للافراج عن الجنديين. وقالت «اريد ان اساعد اسرائيل كي تحل مشاكلها الصعبة» مضيفة «سنقوم بقصارى جهدنا للمساعدة في اعادة المختطفين الى منازلهم، وسنقوم بقصارى جهدنا للمساهمة في عملية السلام». وشددت ميركل على ان «التعاون والصداقة بين اسرائيل والمانيا هما جزء من معجزات التاريخ، وهذا سيزودنا بالطاقة لكي نتغلب على اقسى المشكلات».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد