نتنياهو يضم الحرم الإبراهيمي إلى «الآثار اليهودية»
قررت إسرائيل، أمس، باسم «التراث»، ترسيخ سيطرتها الاحتلالية على مقدسات فلسطينية، حيث أعلن رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو ضم الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، وما تسميه «قبر راحيل» في مدينة بيت لحم، ما يمس مسجد بلال بن رباح، إلى قائمة «المواقع التراثية» الإسرائيلية، ملوحاً بخطوات أخرى، بينهما ضم «قبر النبي يوسف» في مدينة نابلس إلى تلك القائمة، التي أكد أنها لم تستكمل بعد.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إنّ نتنياهو ابلغ وزراءه، خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة في تل حي في مستوطنة كريات شمونة في الجليل، «موافقته على إدراج قبر راحيل والحرم الإبراهيمي على لائحة المواقع التراثية»، مضيفاً أنّ اللائحة النهائية للمواقع التاريخية الإسرائيلية التي يجب الحفاظ عليها «لم توضع بشكل نهائي بعد»، وذلك في إشارة ضمنية إلى احتمال ضم «قبر النبي يوسف»، وهو أحد المواقع التي يطالب مجلس المستوطنات بضمها.
وقال نتنياهو إنّ «وجودنا كدولة ليس مرتبطاً بالجيش فقط، أو بمناعتنا الاقتصادية، وإنما في تعزيز معرفتنا وشعورنا القومي
ليبرمان مع نظرائه الأوروبيين في بروكسل اليوم، بعد ما اثير عن استياء الاوروربيين من قضية استخدام الموساد جوازات سفر اوروبية، أعلن نائبه داني أيالون أن اسرائيل لا تعتقد ان استخدام فريق اغتيال المبحوح جوازات سفر أوروبية سيؤدي إلى أزمة دبلوماسية مع هذه الدول، مشيراً إلى أنّ «لدى بريطانيا وفرنسا وألمانيا مصالح مشتركة مع إسرائيل في اطار مكافحة الإرهاب الدولي، لذلك ستتواصل علاقات إسرائيل مع هذه الدول وستتكثف».
غير أنّ وكالة «أسوشييتد برس» نقلت عن دبلوماسي أوروبي بارز انّ استخدام هذه الجوازات «ستكون له نتائج سلبية على طريقة تعامل الاتحاد الأوروبي مع إسرائيل».
وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية أن وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش استدعى سفراء دول الاتحاد الأوروبي «لاطلاعهم على تطورات قضية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي، وحثهم على مواصلة دعمهم وتعاونهم في عمليات التحقيق الجارية في هذا الشأن»، معرباً عن قلق بلاده «إزاء إساءة استخدام الامتيازات التي تمنحها الدولة حاليا لحملة جوازات سفر بعض الدول الأجنبية الصديقة».
من جهته، قال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان ان استخدام جوازات سفر مزيفة في عملية اغتيال المبحوح يشكل تهديداً للأمن العالمي، متعهدا بتقديم من يقفون وراء هذا الاغتيال إلى العدالة.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية عن الشيخ عبد الله ان «إساءة استخدام جوازات السفر تمثل خطرا عالميا يؤثر على الأمن القومي للدول كما يؤثر على السلامة الشخصية للمسافرين». وأضاف «ونحن عازمون بقوة على ان يمثل هؤلاء المسؤولون أمام العدالة.»
وقال قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان، في مقابلة مع صحيفة «البيان» الإماراتية، إن عدداً من الضالعين في جريمة اغتيال المبحوح يحملون جوازات سفر دبلوماسية، مشيراً إلى أنّ «هناك معلومات لا تود شرطة دبي الإعلان عنها الآن، خاصة في ما يتعلق بجوازات السفر الدبلوماسية التي استخدمها بعض الجناة في دخول دبي».
وأوضح خلفان أنه «من بين الأدلة الجديدة التي تمتلكها شرطة دبي لإدانة جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية (الموساد)، وتأكيد تورطه في عملية اغتيال المبحوح، الاتصالات الهاتفية التي جرت بين المتهمين والتي تم رصدها بالفعل... إضافة إلى امتلاك شرطة دبي معلومات مؤكدة عن شراء بعض الجناة تذاكر طيران من إحدى الشركات في دول أخرى ببطاقات ائتمانية تحمل أسماءهم التي تم الكشف عنها».
وأضاف خلفان أنّ التعاون مع بريطانيا وفرنسا وايرلندا وألمانيا، التي يحمل أفراد المجموعة المتهمة بقتل المبحوح جوازات سفرها، «يسير على قدم وساق». وتابع «نحن لا نعمل وفق دليل واحد في هذه القضية، لكن أدلتنا متعددة ومتنوعة ولا مفر منها، وستجد الأطراف الأخرى نفسها محاصرة من كل النواحي»، معتبراً أنّ «تورط الموساد لم يعد قضية محلية بل قضية امنية تمس الدول الأوروبية».
وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» ان وكالة «الانتربول» وضعت أفراد فريق الاغتيال المشتبه فيهم على قائمة اهم المطلوبين للحيلولة دون سفرهم بجوازات سفر مزورة. وحث سكرتير عام «الانتربول» رونالد كيه. نوبل قوات الشرطة بكافة انحاء العالم على التركيز على صور المشتبه فيهم لدى اتخاذ قرار بمن الذي يحتجز ويستجوب ويتم تسليمه. واشارت الصحيفة الى ان الوكالة الدولية اعترفت ضمنيا في الإشعار الذي بثته بهذا الصدد بأنه من غير المعتقد ان تعلم الهويات الحقيقية لهؤلاء الأشخاص.
وكانت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية ذكرت أنّ نتنياهو التقى أعضاء المجموعة التي قتلت المبحوح في مقر الموساد قبيل توجهها إلى دبي لتنفيذ العملية. ونقلت الصحيفة عن «مصادر مطلعة على شؤون الموساد» انّ رئيس الموساد مائير داغان استقبل نتنياهو في مقر جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، حيث أطلعه على مخطط قتل المبحوح، وأن الأخير أعطى موافقته على «المهمة التي لم تعتبر خطرة أو معقدة».
بدوره، أكد وزير الصناعة الإسرائيلي بنيامين بن اليعزر أن العمليات التي ينفذها جهاز الموساد تتطلب موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي وحده، من دون العودة إلى الحكومة. وقال بن اليعزر، الذي شغل في الماضي منصب وزير الدفاع، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، إنّ «كل شيء رهن برئيس الوزراء وهو غير مضطر لاطلاع الحكومة حين يحصل رئيس الموساد على تصريح بالتحرك»، مضيفاً أنّ «رئيس الحكومة يمكنه، إذا أراد، إبلاغ وزير الدفاع، لكنه غير ملزم بذلك».
وكانت مجلة «دير شبيغل» الألمانية كشفت أنّ جواز السفر الألماني الذي استخدمه الجناة هو وثيقة قانونية سلّمت لحامل جواز سفر إسرائيلي، مشيرة إلى أنّ هذا الشخص حصل على جواز السفر بعدما أكد انه يقيم في كولونيا، وقدم شهادة زواج والديه، اللذين اضطهدا في عهد النازيين.
من جهة ثانية، قال خلفان إنّ «المعلومات عن موعد تنقلات ووصول المبحوح إلى دبي وصلت إلى فريق القتل من قبل شخص في الدائرة الضيقة المقربة جدا من المبحوح». وأشار الى هذا الشخص هو «العنصر القاتل»، مطالبا حركة حماس «بإجراء تحقيق داخلي حول الشخص الذي سرب المعلومات عن تنقلات المبحوح بهذه الدقة إلى الفريق الذي قتله».
لكن حركة حماس نفت بشكل قاطع هذه المعلومات، معتبرة أنّ «وجود تعقب ومتابعة من الموساد وعملائه للأخ الشهيد وللقيادات الفلسطينية عموما، لا يعني اختراقات». وأضافت أنّ «التعاون والتواصل المباشر مع الأخوة في دبي في ما يتعلق بجريمة اغتيال الشهيد محمود المبحوح، هما الامر المطلوب والأجدى بدلا من إطلاق تصريحات إعلامية متسرعة».
وكان القيادي في حماس صلاح البردويل أشار إلى أنّ جهاز الموساد الإسرائيلي قد تعقب المبحوح من خلال التنصت على مكالماته الهاتفية واتصالاته الالكترونية. وأوضح أنّ «المبحوح اتصل هاتفياً بعائلته قبل سفره إلى دبي، حيث ابلغها بأنه يعتزم الإقامة في فندق محدد، كما أنه حجز للسفر عبر الانترنت»، لكن شقيق المبحوح، فائق، نفى علمه بأي اتصال من هذا النوع، مشيراً إلى أنّ شقيقه لم يكشف له أي تفاصيل.
وأضاف: «لقد كنت آخر من تلقى اتصالاً من محمود، وهو لم يقل لي انه ذاهب إلى دبي، كما أنه لم يبلغ أحداً من أفراد العائلة بأي تفاصيل حول عمله وتحركاته».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد