هل تفلح الاستخبارات الغربية في شق الصفوف الإيرانية؟

19-09-2006

هل تفلح الاستخبارات الغربية في شق الصفوف الإيرانية؟

الجمل: ينطوي النظام السياسي الإيراني على طبيعة خاصة، وذلك على النحو الذي ظلت تعكسه هيكلية عملية صنع واتخاذ القرار في الدولة الإيرانية، وهو نظام يعتمد على اعتبارات حركية السلطة السياسية وأجهزتها التشريعية، التنفيذية، والقضائية، ضمن حدود مظلة المرجعية الدينية.
المشهد الإيراني، بعد قيام الثورة الإيرانية، تؤكد كل القرارات بأن مقاليد السلطة بإيران، ليست في يد شخص واحد، واستناداً إلى توازنات أقسام السلطة التي نص علها دستور الجمهورية الإسلامية في إيران، وبرغم نجاح الزعماء السياسيين في الفترة التي أعقبت الثورة الإسلامية بتعزيز نفوذهم ومركزهم السياسي داخل مؤسسات الدولة والحكم الإيرانية، فإن المرجعية الدينية الشيعية ما تزال قوية النفوذ، بشكل يصعب فيه على السلطة السياسية أن تتغلب على السلطة الدينية.
في الوقت الذي كان فيه الزعماء السياسيون الإيرانيون يعملون من أجل تعزيز وتوطيد نفوذهم في المؤسسات السياسية والعسكرية وشبه العسكرية، كان رجال الدين يعلمون من أجل توطيد نفوذهم وتشديد قبضهم على المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية، وذلك على النحو الذي جعل من القوام السياسي المؤسساتي الداخلي في إيران يقوم على توازنات اعتبارات تقاسم السلطة والثروة، بحيث أصبحت (المصالح الاقتصادية) تتمركز في يد المرجعية الدينية.
تفيد بعض التقارير الاستخبارية الغربية الصادرة حالياً، أن الدول الغربية المتحالفة ضد إيران، وبالذات أمريكا وبريطانيا، وبشكل مواز للتعبئة العسكرية ضد إيران، قد بدأت تنفيذ عملية أخرى لا تقل خطورة عنها، وتتمثل في العمل من أجل استمالة (المرجعية الدينية) في إيران، وذلك لدفعها في عملية صراع داخلي ضد النظام الإيراني، بحيث تقوم (المرجعية الدينية) بحث وتشجيع السلطة السياسية على ضرورة التخلي عن تنفيذ البرنامج النووي الإيراني، لأنه يتطلب الكثير من التكاليف المالية، إضافة إلى أنه قد يؤدي لتعرض إيران إلى العقوبات الاقتصادية أو المواجهة العسكرية، والتي سوف تضر كثيراً بـ(المصالح الاقتصادية) الإيرانية.
المؤشرات التي تلمح إلى ذلك كثيرة، أبرزها:
مقابلة نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي للرئيس الإيراني أحمدي نجاد والتفاهم معه بشأن مكافحة الإرهاب في العراق، وأيضاً الحوار الذي تقوم به أمريكا مع السيستاني من أجل توحيد المرجعيات الدينية الشيعية من أجل الدخول في حوار أمريكي شيعي سعودي، حول مستقبل المنطقة وتأمين ثرواتها النفطية، وخطر أسلحة الدمار الشامل.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...