هل يمكن استنساخ الماموث؟
قبل سنوات ادعى هوانغ وو سوك بأنه نجح في استنساخ جنين بشري وأنه استخلص منه خلايا جذعية جنينية. لكن ثبت لاحقاً أن الباحث قام بالتزوير. والآن يعود الطبيب البيطري والباحث المثير للجدل إلى الأضواء مجدداً، إذ يريد أن يعيد حيوان الماموث إلى الحياة مجدداً، عبر استخدام نسيج الماموث المجمد. لكن هل سيتمكن من ذلك؟
وقع هوانغ، وهو مسؤول صندوق التكنولوجيا الحيوية في كوريا الجنوبية، اتفاقاً مع مسؤولين من ولاية ياقوتيا الروسية يهدف لبعث الحياة في حيوان الماموث المنقرض. وفي هذا الجزء من سيبيريا تم اكتشاف العديد من جثث الماموث، التي بقيت لأكثر من 10.000 سنة محفوظة في طبقات من الجليد، والآن أصبح بالإمكان استخراجها بسبب ذوبان جزء من الجليد بفعل التغير المناخي. وحتى يتمكن هوانغ وو سوك من استنساخ الماموث يحتاج إلى نواة خلية سليمة، لأنه سيجد فيها الخريطة الوراثية للحيوان، كما يأمل.
وبعدها سيتم زرع نواة خلية من نسيج الماموث في بويضة قريبته المعاصرة. وأنسب الفيلة لذلك هي الفيلة الهندية. فمن حيث المبدأ فإن الأمر ممكن، فقد تمكن باحثون يابانيون، قبل ثلاث سنوات، من استنساخ حيوان وذلك باستخدام خلايا فأر مجمد لمدة 16 عاماً.
الباحث البيولوجي من معهد لايبنتس لبحوث الحيوانات البرية في برلين ألكس غرينوود، يدرس دائماً مثل هذه المشاريع، وهو لا يرى أي فرص لنجاح هذا المشروع. يرى غرينوود أن إمكانية وجود أنسجة سليمة تحوي خلايا صالحة للاستخدام في سيبيريا، أمر غير ممكن أبداً، "عشرة آلاف سنة من التجمّد أمر مختلف كلياً عن تجميد اصطناعي لمدة 16 عاماً فقط. فدرجة الحرارة الموجودة في سيبيريا ليست ثابتة. أنسجة الماموث تتعرّض للتجمّد القاسي ثم ينفك الجليد قليلاً، ويعود الثلج من جديد، وبهذا تحطّمت كل ملامح الخلايا، بما فيها الخريطة الوراثية. أما الحمض النووي فهو مفتّت، وبالتأكيد غير قابل للاستخدام".
وحتى عالم البيولوجيا الجزئي الألماني الأصل ستيفان شوستر، من جامعة بنسلفانيا الأميركية، لا يرى أي فرصة لإعادة بعث الماموث. لكن يمكن التفكير بإيجاد طرق التفافية، كما يرى. فقد نجح في 2009 مع فريقه في إعادة هيكلة 70 بالمئة من الخريطة الوراثية لأحد حيوانات الماموث. وهنا لم يستخدموا نواة الخلايا وإنما جزيئات صغيرة من المادة الوراثية الموجودة في فراء الحيوان المتجمّد.
وتمكنوا بمساعدة الكمبيوتر من وضع أجزاء الخريطة الوراثية في ترتيبها الصحيح. وقد يمكن خلال السنوات المقبلة فك الشفرة الوراثية بشكل كامل للماموث، كما حصل مع حيوانات أخرى. ويؤكد شوستر: "قد يستمرّ الأمر قروناً حتى يتمكّن الباحثون من تقديم ماموث قابل للحياة. ولكن حتى ولو تمكنوا من ذلك، فلن يعود الماموث كما كان قبل آلاف السنين، وإنما عودته ستكون إلى حديقة الحيوان في أحسن الأحوال".
(دويتشيه فيله)
إضافة تعليق جديد