هنية يحذر من قمة شرم الشيخ والانزلاق وراء سراب القمم
شدد رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية على أن الخروج من الوضع الحالي لابد أن يستند إلى احترام كل الشرعيات.وقال في كلمة مطولة ألقاها في غزة إن تشكيل حكومة طوارئ في ظل وجود حكومته التي يفترض أن تسير الأعمال ليس قرارا دستوريا، وفيه تجاوز لصلاحيات المجلس التشريعي الذي يجب أن تنال أي حكومة يتم تشكيلها اعتماده.ودعا هنية إلى استئناف الحوار الفلسطيني على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، كما دعا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية بتوافق وطني في الضفة والقطاع، والالتزام باتفاق مكة المكرمة وإعادة هيكلة المؤسسة الأمنية على أسس وطنية.
وفيما يتعلق بالوثائق التي قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها عثرت عليها بعد سيطرتها على مقرات الأجهزة الأمنية التي كانت تسيطر عليها حركة التحرير الوطني (فتح)، قال هنية إنه بين يدي حماس وثائق "مذهلة" ستصدم الشعب الفلسطيني وتجعل الصورة أكثر سوءا من كل ما سبق وجرى. وتتهم حماس جهازي الأمن الوقائي والمخابرات العامة بالعمالة لإسرائيل.
واستبق هنية القمة الرباعية المرتقبة في وقت لاحق اليوم في شرم الشيخ المصرية، بالتحذير مما دعاه الانزلاق وراء سراب القمم الإسرائيلية الفلسطينية والعربية المشتركة. وقال إن الأميركيين والإسرائيليين لن يعطوا الفلسطينيين والعرب الحق الذي يريدون مشددا على أن المقاومة والصمود هما السبيل الوحيد لاستعادة الأراضي المحتلة.
وجاءت تحذيرات هنية فيما تتواصل الاستعدادات لقمة شرم الشيخ, حيث سيكون رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت وملك الأردن عبد الله الثاني في ضيافة الرئيس المصري حسني مبارك. ويشاع على نطاق واسع -استنادا إلى ما يقرأ من تصريحات مسؤولين من أطراف القمة- أنها تهدف إلى تقديم الدعم لعباس وحكومة الطوارئ التي شكلها بعد إقالة حكومة هنية، ولإعطاء الضوء الأخضر لهذه الحكومة بالبدء بما يسمى عملية السلام.
وتعبيرا عن دعمها لحكومة الطوارئ برئاسة سلام فياض، قررت الحكومة الإسرائيلية الإفراج عن نحو 350 مليون دولار من أصل 700 مليون من إيرادات الضرائب على البضائع الفلسطينية التي تمر عبر أراضيها والتي كانت تحتجزها إبان تولي حماس الحكومة.
وقال أولمرت إنه سيبرز خلال القمة الرباعية مطالب إسرائيل الأمنية للرئيس الفلسطيني، دون أن يشير إلى المطالب الفلسطينية بتخفيف الحصار واستئناف المفاوضات على قاعدة قيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية وفقا لخطة خارطة الطريق الأميركية.
وسط هذه الأحداث المتسارعة، أجرى محمود عباس محادثات في عمان أمس مع الملك الأردني عبد الله الثاني الذي دعا في ختام المحادثات إلى "اغتنام الفرصة" التي ستوفرها القمة الرباعية.
في تطور آخر قال ناطق باسم سرايا القدس إن أحد نشطاء الحركة استشهد وأصيب أربعة آخرون بجروح أمس عندما استهدفتهم غارة إسرائيلية في منطقة غرب غزة. وقال المتحدث إن الشهيد هو قائد ميداني في السرايا.
وكانت مصادر فلسطينية قالت إن الطائرة أطلقت صاروخين على سيارة في منطقة مشروع عامر شمال غرب مدينة غزة. وقد أكد جيش الاحتلال شن الغارة, لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل.
في هذه الأثناء قالت تل أبيب إنها ستستخدم معبري كرم أبو سالم وصوفا لنقل الإمدادات الأساسية لقطاع غزة بدلا من معبر المنطار، معللة ذلك بمخاوف أمنية عقب سيطرة حماس على القطاع.وستسمح إسرائيل بتدفق نحو ثلاثة آلاف طن من المواد الغذائية والطبية الطارئة إلى القطاع. وتعتقد أن هذه الكمية ستكفى لمنع حدوث أزمة إنسانية في القطاع.وقال مدير منظمة أوكسفام الدولية جيرمي هوبز إن إغلاق معبر المنطار قد يؤدي لأزمة صحية لأنه سيمنع الشركات من إدخال معدات تحلية المياه والمواد الكيمياوية.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد