واشنطن تحشد (سورياً) في باريس
مقابل الجمود الميداني المستمرّ في «جيب إدلب»، تشهد القنوات الديبلوماسية المعنية بالملف السوري نشاطاً يفوق المعتاد، توازياً مع التوتر الأخير بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران.
وبعد جولة روسية تحضيرية لاجتماعات «أستانا» المقبلة، في سوريا وجوارها، تتجه الأنظار إلى اللقاء المرتقب بين كبار مسؤولي الأمن القومي في روسيا وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، في القدس المحتلّة، لا سيما مع رهانات الجانبين الروسي والإسرائيلي المعلنة على أهمية هذا الاجتماع. وبالتوازي، تحشد واشنطن حلفاءها في العاصمة الفرنسية باريس، اليوم، ضمن صيغة «المجموعة المصغّرة» المعنية بسوريا، إلى جانب اجتماع مرتقب ليومين متتاليين لكبار مسؤولي «التحالف الدولي»، غداً وبعد غد. وينتظر حضور كلّ من المبعوث الأميركي إلى «التحالف» جايمس جيفري (الصورة)، والمبعوث الأممي غير بيدرسن، إضافة لوفد من «هيئة التفاوض العليا» المعارضة، برئاسة نصر الحريري، في اجتماع «المجموعة المصغّرة».
وبينما يبدو «اجتماع القدس» أشمل من إطار «التسوية» السورية، سيطرح أعضاء «المصغرة» قضايا «الحل السياسي» وخاصة تشكيل «اللجنة الدستورية»، وهو ما يذكّر بالاجتماعات السابقة التي انعقدت قبل جولات «أستانا/ سوتشي»، ودفعت حينها جناحاً من قوى المعارضة إلى مقاطعة تلك الجولات. وفي هذا السياق، أكد رئيس «هيئة التفاوض»، نصر الحريري، المشاركة في اجتماعات باريس، وذلك لبحث «ملف المنطقة الشمالية من سوريا وجرائم النظام والروس وحماية المدنيين وملف المعتقلين»، على حدّ قوله. وعن «اللجنة الدستورية»، أضاف الحريري أن «ما يطرح من أسماء في الثلث الثالث لن يكون مقبولاً من السوريين، وتبعا لذلك لن يكون مقبولاً من هيئة المفاوضات».
اجتماعات باريس تأتي وسط أنباء عن تحضيرات لعقد «مؤتمر» يجمع قوى معارضة في فرنسا، وبمشاركة من «مجلس سوريا الديموقراطية». ويتّسق ذلك مع الجهود الفرنسية التي بُذلت بين تركيا وروسيا خلال الشهر الماضي، لإنتاج صيغة تضمن تمثيل «مسد» على طاولة «التسوية». وتضمنت تلك الجهود وفق المعلومات المتوفرة، محاولة كسر الحواجز بين الأطراف السياسية الكردية الممثلة في «مسد»، وتلك التي تنشط بعيداً عنه. وكان التقى وفد من «الإدارة الذاتية» التابعة لـ«مسد»، المبعوث الأممي بيدرسن، في العاصمة النروجية، بحضور لافت من وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، ومسؤولين أوروبيين. وبعدما خرج عن وجود مفاوضات لإدخال «مسد» إلى هيكلية «هيئة التفاوض» بإشراف سعودي، أكد الحريري أمس أن «ما يشاع عن عقد مؤتمر الرياض 3، وضمّ قسد (إلى الهيئة)، وموضوع إخبار وزارة الخارجية السعودية لي بذلك، غير صحيح»، مضيفاً أن «هذا الأمر لم يناقش داخل الهيئة أو خارجها، بل هو مرفوض بالمطلق من أغلب مكونات قوى الثورة والمعارضة».
ويأتي ذلك فيما تخوض «قوات سوريا الديموقراطية» عملية إعادة هيكلة للمجالس المحلية التابعة لها في مناطق شرقي الفرات. وفي حديث أمس للقائد العام لـ«قسد»، مظلوم عبدي، أشار الأخير إلى أن «هناك مطلبين رئيسين في عملية التفاوض مع النظام لن يتم التنازل عنهما، ويتمثلان بالاعتراف بالإدارات الذاتية والمدنية السبع لمناطق شمال وشرق سوريا ممثلة بالإدارة الذاتية، والثاني هو الإبقاء على خصوصية قوات سوريا الديموقراطية».
الأخبار
إضافة تعليق جديد