10 تراخيص لإقامة مداجن باللاذقية...4000 فروج فاسدة
بعد الارتفاع الجنوني الذي شهدته تجارة الفروج باللاذقية والتي جعلت متوسط مبيع سعر الفروج الواحد متوسط الحجم يصل إلى 1200 ليرة سورية، اضطر عامة المواطنين للعودة بالذاكرة لسنوات ما قبل الأزمة حين كان الاستياء بأوجه على الارتفاع الذي شهدته أسعار الفروج، والتي قفزت حينها من مبلغ يقارب 115 إلى 225 ليرة للفروج المتوسط الحجم
وهذه العودة جعلت الجميع يترحم على تلك الأيام وتلك الأسعار التي بات من الصعوبة أو الاستحالة الحلم بالعودة إليها، فحينها ورغم الاستياء ظل المواطن مثابراً على شراء الفروج وبالكميات الاعتيادية التي كان يستهلكها عادة، على خلاف الواقع الحالي للارتفاع الذي جعل نسبة كبيرة من الأسر مرغمة على مقاطعة الفروج مقاطعة تامة بعد أن أصبح سعره يفوق سعر خمسة فراريج ما قبل الأزمة، يقابلهم نسبة من الأسر التي تشتري الفروج الواحد لتوزعه على عدد من الطبخات يفتت بها من باب توزيع الكمية بشكل متناسب على الجميع، وكذلك إعطاء الطبخة نكهة الفروج إرضاء لأفراد الأسرة والإيحاء لهم بعدم الحرمان أو انعكاس ارتفاع الأسعار على غذائهم اليومي، وفي لقاء للوطن مع عدد من المواطنين أبدوا استغرابهم من ارتفاع أسعار الفروج التي لم يجدوا مبرراً له باعتبار الفروج على حد تعبيرهم مادة وطنية بامتياز، فهي غير مستوردة وتتم تربيتها ضمن مداجن سورية وفي الأراضي السورية، متسائلين عن سبب الارتفاع غير الطبيعي وغير المقبول لهذه المادة الغذائية التي تعتبر من أساسيات الغذاء للمواطن السوري إلى جانب الخبز والزيت ومتسائلين إذا وجدت مبررات لهذا الارتفاع فما مبررات عمليات الغش التي ترافق بيع الفروج؟! مؤكدين أن عدد القطع زنة كيلو غرام أو كيلو ونصف يتبين حين طبخها أن حجمها أقل من الحجم الطبيعي المفترض لها، ما يؤكد قيام بعض الباعة بغش المواطنين عن طريق نقع قطع الفروج في الماء فترة معينة لتتشرب المياه وتصبح أكثر وزناً، أو حقن الفروج بالماء بواسطة الإبر الطبية، ومنهم من لا ينصرف عن رش القطع بالماء تحت ذريعة المحافظة على نضارتها ولونها وقيمتها الغذائية، ليتكاتف بذلك ارتفاع الأسعار وعملية الغش ضد المواطن المستهلك الذي لا حيلة أمامه سوى التذمر والاستياء، مقترحين أن الحل الأنسب لهذه المشكلة التي تشعرهم بالغبن نتيجة التعرض للاستغلال العلني يكمن بالتخلي عن أكل اللحوم بأنواعها ليصبح رب البيت وأفراد عائلته كافة نباتيين ليحصدوا بذلك التخفيف من التوتر النفسي بالابتعاد عن أحد مصادر الاستغلال وتقليص المصاريف والحفاظ على صحة سليمة جيدة.
وعن المشكلة القائمة لارتفاع أسعار الفروج رأى رئيس دائرة الإنتاج الحيواني في مديرية زراعة اللاذقية المهندس فراس نجم أن ارتفاع الأسعار ناجم عن: صعوبة تأمين الأعلاف، وغلاء أسعار المستورد منها، والصعوبة في إجراء ترخيص منشآت الإنتاج الحيواني، مقترحاً دعم مربي الدواجن من ناحية الأعلاف أسوة بمربي الأبقار من خلال المؤسسة العامة للأعلاف، وتسهيل وتبسيط إجراءات منح تراخيص مزارع الإنتاج الحيواني لزيادة عدد مربي الدواجن في المحافظة، وأوضح أن الدائرة ومنذ بداية العام الحالي ولغاية الشهر الماضي منحت 10 تراخيص لإقامة مداجن في اللاذقية، لافتاً الى أن عدد المداجن المرخصة في المحافظة بلغ 115 مدجنة، منها 107 مداجن لتربية الفروج، و6 مداجن لتربية الدجاج البياض، ومدجنتان لتربية أمات الفروج، مشيراً الى أنه ومن خلال متابعة الدائرة لواقع تربية الفروج في المحافظة، لوحظ خروج عدد من مربي الدواجن عن التربية بسبب الصعوبات المذكورة أعلاه من تأمين أعلاف وغيرها.
ولدى الاستفسار من رئيس دائرة حماية المستهلك في اللاذقية أكرم حبابة عن مدى إمكانية ضبط عمليات الغش في مبيع مادة الفروج النيء أكد أن دائرة حماية المستهلك تتابع رقابتها على مادة الفروج بشكل دائم، مبيناً أن إجراءات الرقابة الدورية للدائرة خلال الشهر الحالي، أثبتت وجود مخالفات متنوعة حيث تم تنظيم ضبط لحيازة لحوم فروج فاسدة بكمية 4 أطنان، ضبطت ضمن غرفة تبريد مقابل ساحة السمك في مسبح الشعب وقد تم إتلاف وحرق الكمية بموجب محضر إتلاف أصولي، وأحيل المخالف موجوداً إلى القضاء المختص، رافق هذا الضبط خلال الشهر الحالي تنظيم ستة ضبوط تضمنت: ضبطين لعدم الإعلان عن الأسعار، وضبطين للبيع بأسعار زائدة، وضبطين لعدم حيازة فواتير.
نهى شيخ سليمان
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد