6 آلاف أسير فلسطيني مضربون عن الطعام منذ أسبوع لا يجدون سوى حفنة متضامنين
لا تتغير وجوه المتضامنين والمتضامنات مع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية في اعتصام الصليب الأحمر أو في النشاطات الأخرى التي تنتصر لقضية أكثر من ستة آلاف فلسطيني موزعين على عشرات المعتقلات والسجون ومراكز التحقيق الإسرائيلية.
الوجوه والأسماء والصور نفسها، أمهات الأسرى وزوجاتهم وأبناؤهم وبعض آبائهم، إضافة إلى قلة من مؤسسات نصرة الأسرى والدفاع عن حريتهم، وبعض الصحافيين ليس أكثر، وهذا باختصار يلخّص معاناة الأسرى مع التضامن.
أضحت نصرة الأسرى قضية موسمية تُنصب فيها خيام التضامن التي أيضاً لا يحضرها الكثيرون، وتُسير فيها مسيرات بحجم حضور كل تنظيم وفصيل ينضمّ إليها، وهو الأمر الذي يدفع لدق ناقوس الخطر لمعرفة أسباب ضعف التضامن وتأثيره على الأسرى وممارسات الاحتلال بحقهم.
وبدأ الأسرى المعزولون في سجون الاحتلال الأربعاء الماضي اضراباً مفتوحاً عن الطعام لحقهم بعد ذلك آخرون وذلك للمطالبة بانهاء عزلهم ومنع الاستهانة بمطالبهم، وللتنبيه إلى خطر الموت الذي يداهمهم في غفلة من المؤسسات الدولية التي لا تُحرك ساكناً.
وذكر مركز الميزان لحقوق الإنسان أن جملة المطالب التي يرفعها المعتقلون مطالب مشروعة وتنسجم مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، مؤكداً أن أهداف إضراب الأسرى هي إنهاء العزل الانفرادي كعقوبة، وقف العقوبات الجماعية وفي مقدّمتها منع الزيارات العائلية ولقاء المحامين وفرض الغرامات المالية على المعتقلين، وقف سياسة تقييد الأيدي والأرجل عند الزيارات ولقاء المحامين، وقف الاقتحامات المفاجئة والتي تنطوي على تفتيش استفزازي بما فيه الإجبار على التعرية، حقهم في تلقي الكتب والصحف والملابس من ذويهم، احترام حق المعتقلين في مواصلة تعليمهم، الكفّ عن سياسة التجاهل الطبي بحق المرضى وتحسين الخدمات الطبية المقدمة لهم، السماح بتلقي الزيارات وإتاحة وقت كافٍ سيما وأن ذوي من يسمح لهم بالزيارة يتكبدون معاناة كبيرة كي يصلوا إلى المعتقلات بسبب الحواجز والإجراءات المعقدة التي تفرضها دولة الاحتلال، إعادة القنوات الفضائية التي تم حظر تلقي بثها.
وتقول الأسيرة المحررة فاطمة الزق لـ«السفير» إنها كانت تتألم في زنزانتها عندما ترى وتسمع أن التضامن مع الجندي الإسرائيلي المحتجز في غزة جلعاد شاليت وصل إلى كل بقعة في أرجاء المعمورة، وأن التضامن مع الأسرى والأسيرات تضامناً موسمياً لا أكثر.
وتضيف الزق التي تحررت بفضل صفقة تبادل شريط جلعاد المصور إن الأسيرات والأسرى يشعرون بالإهانة لأن التضامن يقتصر على ذويهم وبعض المهتمين، فيما يغيب الكثير من الفصائل والقيادات والشخصيات الاعتبارية والوازنة عن مثل هذا التضامن.
في المقابل يؤكد الأسير المحرر والباحث في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة لـ«السفير» إن ضعف التضامن مع الأسرى يقلق المعتقلين في السجون الإسرائيلية ويشجع إدارات السجون على ارتكاب مزيد من الانتهاكات بحقهم.
وأشار فروانة إلى أن الأسرى ينتظرون بصدق وقفة فلسطينية شعبية ورسمية جادة معهم وأنهم يتطلعون إلى اللحظة التي ينتفض فيها كل الشعب الفلسطيني ومن خلفه العربي لنصرتهم، مشدداً على أن التضامن القوي مع الأسرى والضغط على الاحتلال يمكن أن يوقف الانتهاكات اليومية بحق الأسرى والأسيرات.
من جهته يرى الكاتب والصحافي هشام ساق الله أن تظاهر واعتصام أهالي الأسرى أسبوعياً في مقار الصليب الأحمر المنتشرة في غزة والضفة ليس كافياً، بل إن الحاجة ملحة إلى ثورة كبيرة تنتصر للأسرى وتعيد قضيتهم إلى الأولويات.
وأوضح ساق الله لـ«السفير» أن العمل الموسمي من أجل الأسرى لا يفيد شيئاً بل يجب أن يكون هناك تضامن قوي وحقيقي وأن تتجسد الوحدة الوطنية الفلسطينية في فعاليات التضامن، متسائلاً «لماذا لا تكون هناك مسيرات واعتصامات جماعية فلسطينية لنصرة الأسرى؟».
وأطلقت حركة حماس أمس حملة «الوفاء للأسرى» المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال استشعاراً بالمسؤولية الملقاة على عاتقها تجــاههم، حســبما قالت في بيان أشار إلى أن الحملة تستمرّ أسبوعاً يتضمن مسيرات شعبية واعتصامات في مناطق مختلفة.
وكذلك دعت حركة الجهاد الإسلامي فصائل المقاومة إلى ألا تدخّر جهداً في سبيل العمل على تأمين حرية الأسرى بكل السبل، وطالبت جماهير الشعب الفلسطيني بإيلاء هذه القضية ما تستحقّ من البعد والزخم الجماهيري عبر المشاركة بحيوية في كل الفعاليات التي تنظم نصرة لمظلوميتهم.
ضياء الكحلوت
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد