68 % من النساء في الوطن العربي يؤكدن مساواتهن مع الرجال في العمل
أجرى مؤخراً موقع Bayt.com، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، بالتعاون مع اختصاصيي الأبحاث YouGovSiraj، الدراسة التي تهدف الى تحديد رؤية النساء العاملات وموقفهن من دورهن وتجربتهن في مكان عملهن. وقد استخرجت النتائج المثيرة للاهتمام من دراسة "النساء في أماكن العمل في الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية 2011" التي تكشف عن عناصر مختلفة من دور المرأة في أماكن العمل، مع التركيز على عدد من النواحي التي تشمل وجهات نظر النساء ومقاربتهن وقدراتهن ومدى رضاهن. كما منحت الدراسة نظرة معمقة عن موقف النساء من طريقة معاملتهن بالمقارنة مع نظرائهن من الرجال.
وأظهرت الدراسة أولا أنه، وبالرغم من العمل لعدد الساعات نفسه مثل الرجال، يشعر ثلث النساء أي 31%، انهن يتلقين أجرا أقل من نظرائهن الرجال، في حين ترتفع تلك النسبة إلى النصف بين النساء الخليجيات والآسيويات. كما أن أكثر من نصف النساء العاملات المتزوجات، أي 52%، يجنين أموالا أقل من أزواجهن، في حين صرحت 19% أنهن يكسبن أرباحا أكثر من أزواجهن. وتظهر الدراسة أنه إلى جانب كسب راتب أقل من الرجال، فإن نحو ثلث النساء العاملات، أي 31%، يعتقدن أن فرصهن أقل في الحصول على ترقية من نظرائهن الرجال، وترتفع تلك النسبة بين النساء الخليجيات إلى النصف.
وكان من المثير للاهتمام أن 25% من النساء العاملات يفضلن مديراً يكون رجلا على مديرة امرأة. وقد يكون ذلك بسبب الواقع أن النساء اعتدن العمل مع مدير يكون رجلا، اذ يترأس 76% من النساء مديرا من الرجال. وشعرت 7% من النساء العاملات فقط أنهن يعملن ساعات أقل من زملائهن الرجال، فيما قالت 17% أنهن يعملن لساعات أطول، وشعرت غالبية قدرها 63% أنهن يعملن لعدد متساو من الساعات مثل زملائهن الرجال. وبينما قالت 7% من النساء أنهن يعملن في بيئة عمل خاصة بالنساء، قالت 84% أنهن يعملن في أماكن عمل مختلطة، بينما قالت 9% أنهن مفصولات عن زملائهن الرجال بالرغم من عملهن في أماكن مختلطة بين الرجال والنساء.
وقال عامر زريقات، نائب رئيس المبيعات في Bayt.com:" يعتبر Bayt.com أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، ونحن نكرس مع اختصاصيي الأبحاث YouGovSiraj جهودنا لدراسة وتقييم البيانات التي يمكن أن تساعد النساء في المنطقة، فيما يتعلق ببيئة أماكن العمل. ومن خلال هذه الدراسة التي أجريت بمهارات تحليلية واستطلاعية استثنائية، فقد تحصلنا على نتائج حيوية نحتاجها، وذلك حتى يتمكن Bayt.com من منح منصة أفضل للنساء اللواتي يعملن و/أو يتهيأن لمهنة وظيفية جديدة".
وبالرغم من وجود انطباع عن تلقي اجر أقل، إلا أن 68% من النساء يشعرن أنهن يحظين بمعاملة مماثلة لتلك التي يتلقاها الرجل في أماكن العمل، فيما تعتقد 15% أنهن يعاملن بطريقة غير عادلة مقارنة مع نظرائهن الرجال، بينما شعرت ثلاثة أخماس النساء، أي 57%، أن نظام تقدير أو تقييم أو مكافأة العاملين يعتمد على الأداء وحده، وليس الجنس.
وتشعر 23% أن آفاق تقدم النساء تطورت بشكل جذري في بلد الإقامة، ولكن الخمس، أي 19%، لايعتقدن أن تلك التطورات كانت كافية. وقال سنديب شاهال، الرئيس التنفيذي في YouGov:" إن هذه النتائج تساعد على توفير اقتراحات من شأنها ان تشجع على التغيير نحو مساواة أفضل في أماكن العمل. كما أن البيانات المستخلصة من دراسة "النساء في أماكن العمل في الشرق الأوسط 2011" توفر مجموعة واسعة من الفوائد للمهنيين الناشطين في مجال الموارد البشرية ومسؤولي التوظيف ومواقع التوظيف الإلكترونية من خلال توفير رؤى مفصّلة ومهمة عما يعني ان تكون المرأة عاملة في الشرق الاوسط وافريقيا الشمالية مع والتركيز على الأسباب والمعنى الذي تربطه النساء بعملهن".
وتضم أهم المزايا المتوفرة للمرأة العاملة إجازة الأمومة المدفوعة وفقا لـ 42% من النساء العاملات في المنطقة، إلى جانب التأمين الصحي العائلي (32%) والتدريب (26%)، مما يقود إلى خلاصة أن النساء في الوظائف الحكومية والشبه حكومية أو الشركات العالمية هن في وضع أفضل للحصول على تلك المزايا المتوفرة. وعندما يتعلق الأمر بإجازة الأمومة، فإن أكثر من الربع، أي 27%، من النساء العاملات لسن راضيات عن إجازة الأمومة والمزايا المتوفرة لهن مع وجود 25% ممن صرحن أنهن حصلن على إجازة أمومة مدتها 3 أشهر أو اقل.
أما العوائق الرئيسية التي تواجه النساء في المنطقة فإنها الروابط العائلية والأولويات (24%) والصور النمطية الاجتماعية التقليدية والمحظورات (14%). ويدعم ذلك واقع أن 17% من النساء العاملات العازبات يعتقدن أن خطط الزواج في المستقبل ستؤثر على خياراتهن المهنية إلى حد كبير. وكان من المثير للاهتمام أن وجود أطفال أقل تأثيرا من الزواج بحسب 27% فقط من الأمهات العاملات اللواتي يعتقدن أن أطفالهن أثرن سلباً على مسيرتهن المهنية.
أما أهم الأسباب التي أعطتها النساء حول رغبتهن بالعمل فكانت الاستقلالية المالي (52%) والقدرة على دعم أنفسهن أو أسرتهن ماليا (48%). وتم تسليط الضوء على أهمية الرواتب من خلال الواقع أن الراتب الأعلى سيكون كافياً للتأثير على أكثر من ثلثي النساء أي 69% لتغيير عملهن. ولكن من الواضح أن النساء يعملن لسبب آخر من مجرد حصولهن على المال مع وجود ثلثين، أي 63%، ممن يردن مواصلة العمل حتى بعد تحقيق جميع الأهداف المالية، مقابل 15% فقط ممن قلن غير ذلك.
واختتم زريقات:" بعد متابعة ومراقبة هذه البيانات، فإن الأعمال ومجالات العمل في كافة أنحاء المنطقة يمكن أن تستفيد من هذه النتائج، مما يسمح للنساء بتعديل الوضع أو النمو ضمن بيئة عملهن، إلى جانب تغيير السلوك لتفيعل المساواة بين الجنسين. وكان الهدف هو فهم رؤية ومواقف النساء العاملات من دورهن وخبرتهن في أماكن العمل، الأمر الذي يمثل أداة فعالة للغاية لتحديد رؤية المرأة الحالية لبيئة عملها في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية ".
يشار إلى أن جمع المعلومات لدراسة "النساء في أماكن العمل في الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية 2011" جرى على الانترنت بين 26 أبريل و23 مايو 2011، وشمل 2347 امرأة مشاركة في كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت وعمان وقطر والبحرين ولبنان وسوريا والأردن، وأفريقيا الشمالية: مصر والجزائر وتونس. كما ضمت الدراسة ذكوراً وإناثاً تفوق أعمارهم 18 عاماً من المواطنين والمغتربين العرب والغربيين والآسيويين. ويمكن الاطلاع على هذه الدراسة وغيرها عن منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى الحصول على معلومات عن الإعلانات المبوبة من Bayt.com على الموقع الإلكتروني www.bayt.com
إضافة تعليق جديد