مقتل 8 وإصابة 15 باشتباكات في ليبيا والجيش ينتشر بكثافة
قتل 8 ليبيين على الأقل وأصيب 15 آخرون بجروح أمس جراء استمرار الاشتباكات في مدن سبها وجالو والكفرة جنوب ليبيا وسط استمرار الانفلات الأمني وانتشار الميليشيات المسلحة وعجز الحكومة الليبية عن تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.
وذكرت مصادر محلية أن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 15 آخرين بجروح جراء تجدد الاشتباكات في مدينة سبها.
وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن مقتل 2 و إصابة آخرين.
وأضافت المصادر أن مجموعات مسلحة سيطرت على قاعدة تمنهنت العسكرية شمال مدينة سبها وأن الحركة في شوارع المدينة ضعيفة ومعدومة من قبل المواطنين كما ان المصالح والمرافق الخدمية معطلة منذ الأسبوع الماضي وقت بدء اندلاع الاشتباكات وهجوم مجموعات مسلحة على المدينة.
كما قتل 3 أشخاص في اشتباكات جديدة اندلعت أمس بمدينة جالو بموقع السرير بين مسلحين من قبيلتي التبو والزوية.
وأكد شهود عيان لوكالة الأنباء الليبية أن مستشفى جالو استقبل ثلاث جثث لقتلى هذه الاشتباكات وأن طريق جالو الكفرة الصحراوي مغلق تماما وأن حالة التأهب والنفير أعلنت بالمدينة.
وفي ظل هذه الأوضاع المتردية في البلاد دعت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي منتسبي ما يسمى الدروع التابعة لها وغرفة ثوار ليبيا للالتحاق فورا بوحداتهم بكامل أسلحتهم ومعداتهم بعد ورود أنباء عن تحركات مشبوهة لمسلحين بمختلف انحاء البلاد.
من جهته قال مصدر مسؤول بسلاح الجو الليبي إن عددا من الطائرات التابعة للسلاح توجهت أمس إلى قاعدة الجفرة الجوية للتمركز فيها استعدادا للانطلاق منها والقيام بطلعات جوية من خلالها لمراقبة أي تحركات لقوات مشبوهة في منطقة الجنوب من داخل البلاد أو خارجها.
وأضاف المصدر في تصريح لوكالة الأنباء الليبية أن السلاح الجوي الليبي سيقوم اعتبارا من السبت بطلعات جوية انطلاقا من قاعدة الجفرة الجوية للتحقق من أي تحركات في منطقة الجنوب وغيرها من المناطق لمسلحين من داخل وخارج ليبيا مبينا أن هذه الطائرات مجهزة بكل أجهزة الاستطلاع وبالأسلحة لضرب أي محاولة لاختراق الحدود والأراضي الليبية.
من ناحية اخرى تمكن عناصر الكتيبة 147 مشاة التابعة للجيش والمتمركزة بمنطقة رأس المنقار بمدينة بنغازي من صد هجوم مسلح شنته مجموعة مجهولة مسلحة على مقر الكتيبة أمس.
وقال مصدر أمني مسؤول في تصريح إن عناصر الكتيبة تعاملوا بقوة وحزم مع المجموعة المسلحة واشتبكوا معها وأصابوا عددا من أفرادها ما اجبرها على الفرار.
وكانت الكتيبة تعرضت خلال أشهر مضت لهجوم من قبل مجهولين أسفر عن مقتل اثنين من عناصرها أثناء قيامهم بالحراسة أمام البوابة الرئيسية لمقر الكتيبة.
في سياق متصل بدأت قوات من الجيش الليبي أمس الانتشار بكثافة في شوارع متعددة من العاصمة طرابلس وانطلقت السيارات العسكرية المحملة بالجنود وناقلات الدبابات من منطقة طريق المطار جنوب العاصمة ومنها إلى بقية المناطق للعمل على مساعدة عناصر الشرطة في تأمينها وحمايتها.
وقالت مصادر ليبية إن انتشار الجيش جاء احتياطا لمواجهة أي تحركات مشبوهة قد يقوم بها من يستغلون تدهور الأوضاع في البلاد.
من جهتها أعلنت الغرفة الامنية المشتركة بطرابلس أنها رفعت حالة التأهب القصوى وذلك لتأمين العاصمة من أي خروقات امنية وطالبت في بيان لها نقلته وكالة الانباء الليبية افرادها بالالتحاق فورا بها كما طالبت المواطنين الليبيين بالتعاون معها حفظا للامن والاستقرار بالعاصمة.
إلى ذلك اختطفت مجموعة مجهولة الهوية شخصين ايطاليين بالقرب من قرية مرتوبة شرق مدينة درنة على الطريق الرابط بين درنة وطبرق شرق ليبيا.
وقال موظف تابع للشركة المنفذة لأعمال حفر تتعلق بربط كابلات الاتصالات والانترنت بين مدينة درنة وقرية مرتوبة المجاورة إن الشخصين المختطفين يحملان الجنسية الايطالية وهما خبيران في مجال مد وتوصيل كابلات الاتصالات وتابعان لشركة متعاقدة مع وزارة الاتصالات لتنفيذ أعمال حفر ومد كابلات اتصالات.
وأوضح أن الشخصين فقدا أمس الأول بالقرب من مدينة درنة حيث أفاد السائق المكلف توصيلهم أن مسلحين ملثمين اجبروه على التوقف عند طريق الفتايح وقاموا بانزال المختطفين من سيارته واقتادوهما إلى سيارة اخرى وذهبوا بهما باتجاه مدينة درنة.
ومن جانبها اعلنت وزارة الخارجية الإيطالية فقدان أثر مواطنين إيطاليين يعملان في مشروع للأشغال العامة في شرق ليبيا بشركة جنرال وورلد.
وأضافت الخارجية في بيان لها أن الرجلين لم يعودا من العمل يوم الجمعة الماضي وعثر على شاحنتهما فارغة في حي معزول في المدينة موضحة أنها تدرس كل الفرضيات.
وتعيش ليبيا انفلاتا أمنيا واسعا في ظل عجز الحكومة عن القيام بواجباتها في تحقيق الأمن والاستقرار للمواطنين وسط انتشار الميليشيات المسلحة منذ تدخل حلف شمال الأطلسي الناتو في البلاد عام 2011 الذي أدى إلى مقتل وإصابة آلاف الليبيين وتدمير البنية التحتية وإشاعة الفوضى في البلاد.
وكالات
إضافة تعليق جديد