مطالبات عراقية برفع دعوى ضد الدول الداعمة للإرهاب

ضبطت القوات الأمنية العراقية سيارتين مفخختين قادمتين من مدينة الفلوجة في الأنبار عند مشارف محافظة البصرة جنوب العراق وألقت القبض على سائقيهما.
ونقل موقع شبكة الإعلام العراقي عن العميد سعد معن الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية في بيان أصدره أمس الأول قوله إن "قوة أمنية ضبطت سيارتين مفخختين عند مشارف محافظة البصرة" مشيرا إلى أن "القوات الأمنية تمكنت أيضا من إلقاء القبض على الإرهابيين اللذين كانا يقودان السيارتين المفخختين وقد اعترفا خلال التحقيقات الأولية أنهما قاما بتفخيخ السيارتين في مدينة الفلوجة من أجل تفجيرهما في المناطق الآمنة لفك الضغط على الإرهابيين المجرمين المحاصرين داخل الفلوجة وتشتيت جهد القوات العراقية عن طريق نقل الإرهاب إلى مناطق أخرى".
وأوضح معن أن "جهود المواطنين ووعيهم كان له دور في إفشال هذه العملية الإجرامية" منوها "بتعاونهم مع القوات العراقية من الداخلية والدفاع وبذل مزيد من التعاون من أجل عراق أمن ينعم بالعز والاستقرار وتفويت الفرصة على إرهابيي القاعدة في استهداف المناطق الآمنة في المدن العراقية العزيزة".
وفي مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين شمال غرب بغداد اعتقلت قوات الشرطة أربعة إرهابيين من ما يسمى "تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام" مسؤولين عن زرع العبوات الناسفة وتهريب المشتقات النفطية.
وقال قائد شرطة المحافظة اللواء الركن جمعة عناد في تصريح نقلته الشبكة إن "قوة من أفواج طوارئ صلاح الدين وقوات من الفرقة الرابعة من الجيش العراقي نفذت عملية عسكرية واسعة في مناطق الجزيرة غربي تكريت وضبطت إضافة إلى المعتقلين صهريجا وسيارة صالون معدة للتفخيخ".
وأضاف "جميع المعتقلين نقلوا إلى مركز أمني للتحقيق معهم ومعرفة الخلايا التي يعملون لصالحها".
من جهة أخرى أعلن مجلس محافظة كركوك أمس أنه سجل خلال الأسبوع الماضي نزوح 200 أسرة من محافظة الأنبار غرب العراق.
وفي سياق متصل بحث رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي مع ممثل الأمم المتحدة لدى العراق نيكولاى ملادينوف مستجدات العملية السياسية والأمنية في محافظة الأنبار غرب العراق.
وذكر بيان لمكتب النجيفي أن "الجانبين أكدا خلال اللقاء ضرورة التعجيل بحل الأزمة الحالية حلا سياسيا ولاسيما أن الواقع الحالي انعكس سلبا على الحالة الإنسانية".
ويشن الجيش العراقي بمساندة أبناء العشائر حملة عسكرية واسعة في محافظة الأنبار يستهدف فيها معاقل تنظيم القاعدة الإرهابي والتنظيمات التابعة له ولاسيما ما يسمى "دولة الإسلام في العراق والشام" المدعومة من قوى إقليمية وبعض الدول الخليجية التي تسعى لإحداث الفوضى وخلق الفتنة في المنطقة لخلط الأوراق ومنع استقرار المنطقة خدمة للمشروعات الغربية.

في سياق متصل أكد نائب رئيس جمهورية العراق المستقيل والقيادي في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عادل عبد المهدي أن تنظيم ما يسمى "دولة الإسلام في العراق والشام" يمثل العدو الأول لشعب العراق وشعوب ودول المنطقة داعيا إلى تكاتف الأجهزة الأمنية والأهالي للتصدي له ولجميع المجموعات الإرهابية التي تنشط على الأراضي العراقية.
ولفت عبد المهدي في بيان تسلمت سانا نسخة منه إلى اتساع الأعمال الإرهابية في لبنان وتجول الإرهابيين بين الحدود الشمالية للأردن وغرب العراق وشرق سورية وتمركز الإرهابيين عند الحدود التركية إضافة إلى ما يجري في دول شمال افريقيا واليمن والصومال وأفغانستان وباكستان ودول أخرى كثيرة والخوف الأوروبي المتزايد من آثار انعكاسات قتال الكثير من مواطنيها في سورية أو عند عودتهم إلى بلدانهم وتزامن ذلك مع تصاعد العمليات الإرهابية في العراق "الذي لم يعد مستورداً للإرهاب كما كان في بداية 2003 بل صار مصدراً له باتجاه سورية والأردن ولبنان ودول أخرى مجاورة".
وأضاف المهدي "أن الإرهاب من خلال استهدافه منشآت حيوية واستمراره في استراتيجية احتلال الدوائر الحكومية أو السجون العراقية وإطلاق سراح السجناء إضافة إلى العمليات اليومية التي توقع عشرات الضحايا يقدم رسائل لأنصاره بأنه هو من يمتلك المبادرة وبأنه يسيطر على مساحات واسعة من السكان والجغرافيا العابرين للدول وبانه يمتلك مرونة الحركة وقدرة الضرب في مواقع مختلفة" مشيرا إلى أنه يمتلك استراتيجية واحدة عنوانها الموت وسلاحا فتاكا اسمه الإرهاب والانتحاريون بينما أوضاع البلدان والشعوب في المنطقة منقسمة ومأزومة في صراعات سياسية.
وبين المهدي أن الإرهاب لن يحارب دون حملة أمنية بالتعاون بين القوات الأمنية والأهالي تجمع بين العمليات النوعية الاستباقية والعمل الاستخباراتي ودون توافق وطني عريض يضم جميع مناطق العراق وفئات الشعب ودون برامج إصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي وتعاون إقليمي، بل عالمي لتطويقه والتضييق على مصادره.
في أثناء ذلك دعت الكتلة العراقية البيضاء في مجلس النواب العراقي الحكومة العراقية إلى الاحتفاظ بجثث الإرهابيين من العرب والأجانب الذين قتلوا في العراق وتسليمها بمحضر رسمي تشرف عليه الأمم المتحدة إلى دولهم واستخدام المحضر كمستند لرفع دعوى قضائية تجاه تلك الدول لدى المحكمة الدولية.
وقال النائب عن الكتلة عزيز المياحي في بيان صحفي إن "جميع الدول التي تدعم الإرهاب وتصدر القتلة والإرهابيين إلى العراق لقتل الشعب العراقي تنكر هذا الأمر وتنفي تورطها في هذا الأمر رغم أنهم في كل مناسبة يعلنون بشكل وآخر حقدهم على العراق وحكومته وتجربته الديمقراطية".
وأضاف المياحي أن "هناك مطالبات عديدة بضرورة رفع الحكومة شكوى دولية لدى الأمم المتحدة والمحكمة الدولية تجاه تلك الدول مبينا أن "جثث هؤلاء الإرهابيين الأجانب والعرب هي خير مستند يمكن تسليمه لتلك الدولة بحضور الأمم المتحدة لإثبات تورطهم بقتل العراقيين وبالتالي تكون تلك الجثث هي الدليل القانوني الذي يستند عليه العراق في تجريم تلك الدول ومطالبتها بالتعويضات عن الدماء التي سالت والدمار الذي حصل في كل محافظات العراق".

إلى ذلك قتل سبعة أشخاص على الأقل وأصيب 24 آخرون بجروح في سلسلة تفجيرات إرهابية جديدة وقعت في العاصمة العراقية بغداد أمس.
ونقلت اسوشيتيد برس عن مسؤول في الشرطة العراقية قوله إن "سيارة مفخخة انفجرت في سوق تجاري بمقاطعة الشرطة غرب بغداد ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 11 آخرين بجروح".
وأدى انفجار سيارة مفخخة أخرى في حي المعالف جنوب غرب بغداد إلى مقتل شخصين وإصابة تسعة آخرين بجروح في حين انفجرت قنبلة مزروعة على جانب الطريق في ضاحية تاجي شمال بغداد أثناء مرور قافلة للشرطة ما أسفر عن مقتل شرطي وإصابة أربعة آخرين بجروح.
وتأتي هذه التفجيرات الإرهابية الجديدة بعد يوم واحد من مقتل 12 عراقيا وإصابة نحو 36 آخرين في خمس هجمات إرهابية وقعت في مناطق متفرقة من العاصمة العراقية بغداد.

وكالات