بانتظار الحرب الغربية ضد إيران ماذا سيعمل (المختار اليهودي العالمي)
الجمل: نشر الباحث اليهودي الأمريكي باتريك كلاوسن، المختص بالشؤون الإيرانية، تحليلاً في دورية (المختار اليهودي العالمي)، عدد كانون الثاني 2007م، وقد حمل التحليل عنوان (بدأ الوقت ينفد)، وقد نشر موقع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، تحليل كلاوسن المشار إليه.
يقول: إن الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان قد قام بجولة أخيرة لمنطقة الشرق الأوسط شهر أيلول الماضي، وخلال توقفه في العاصمة الإيرانية طهران، أخبره الرئيس الإيراني أحمدي نجاد قائلاً: إن الولايات المتحدة قد كسبت الحرب العالمية الأخيرة، وان إيران سوف تكسب الحرب العالمية التالية، وقد فسّر المحللون حديث أحمدي نجاد بأنه يستند إلى المنظور الأصولي الإسلامي القائل بأن سقوط وانهيار الاتحاد السوفييتي السابق قد كان بسبب حرب أفغانستان التي انهزمت فيها قواته أمام المجاهدين الإسلاميين الأفغان، وقياساً على ذلك فإن هزيمة أوروبا وأمريكا على يد المجاهدين الإسلاميين هي أمر لا محالة قادم.
يقول كلاوسن إن ما يبعث على التفاؤل يتمثل في عدم تمركز كل السلطة في يد الرئيس أحمدي نجاد، والذي يخضع لمحاسبة الزعيم الأعلى آية الله علي خوميني، أما ما يبعث على التشاؤم فيتمثل في أن كل الزعماء الدينيين المتشددين الإيرانيين يشاركون الرئيس أحمدي نجاد في وجهة نظره المشار إليها.
يقول كلاوسن: إن رصيد الرئيس أحمدي نجاد الشرق أوسطي، عامر بالعديد من المواقف:
- استضافة مؤتمر إنكار الهولوكوست بوجود الدولة.
- حث المسلمين على عدم الاعتراف والقبول بالدولة اليهودية.
- تقديم الدعم والإمداد لحزب الله اللبناني.
- تقديم الدعم والإمداد لحركة حماس، وحركة الجهاد الإسلامي.
كذلك يرى كلاوسن ان إيران تعمل حالياً من أجل المزاوجة بين التاريخ الإسلامي الممتد في إيران لحوالي 1300 عام والتاريخ الإيراني القديم الذي يمتد لحوالي 2500 عام، وذلك ضمن مشروع حضاري يهدف لتعبئة 1،2 مليار مسلم في العالم ضمن حركة ثورة إسلامية موحدة تتزعمها إيران.
وحالياً يرى الزعماء الإيرانيون أن أمريكا في حالة ضعف، بينما تتزايد قوة إيران يوماً بعد يوم.
يقول كلاوسن: من الضروري العمل في شتى المجالات من أجل إضعاف قوة إيران والحيلولة دون إكمالها لبرنامجها النووي، ويقول الكاتب: طالما أن المجتمع الدولي مازال مقتنعاً بضرورة الاكتفاء بتطبيق العقوبات الدولية ضد إيران، فإن على الولايات المتحدة وإسرائيل التعامل مع اعتبارات الأمر الواقع التي مفادها أن الوقت لم يحن بعد للقيام بتوجيه ضربة نووية ضد إيران، وبالتالي فإنه يجب على أمريكا وإسرائيل عدم الاكتفاء بتطبيق العقوبات الدولية ضد إيران كوسيلة وحيدة فقط، بل يجب على أمريكا وبريطانيا وفرنسا، تطبيق حزمة إضافية من العقوبات بما يفرض ضغوطاً أكبر على عاتق إيران، ويقترح كلاوسن العقوبات الإضافية الآتية:
• الضغوط المالية: توجيه المؤسسات المصرفية والمالية الغربية لعرقلة المعاملات المالية الإيرانية على النحو الذي يؤدي إلى عرقية وإعاقة كل معاملات إيران المالية الخارجية.
• تشديد الحصار: وذلك عن طريق الضغط على الدول الأخرى التي تملك التكنولوجيا النووية من اجل ضمان عدم قيامها بتسريب هذه التكنولوجيا إلى إيران، وبالتركيز على باكستان والهند وكوريا الشمالية باعتبارها أكثر ثلاث دول يمكن أن تكون لها قابلية في القيام بتسريب التكنولوجيا النووية لإيران.
• التحري : وذلك عن طريق دفع الرأي العام الإيراني لكي يفهم أن الولايات المتحدة والغرب سوف تقدم لإيران المزيد من المساعدات في حالة التخلي عن البرنامج النووي والذي لن يجلب لإيران سوى المزيد من الخراب، وذلك بحيث يدرك الرأي العام الإيراني أن البرنامج النووي سوف يضر كثيراً بالمصالح الإيرانية، وبالتالي يبدأ الرأي العام الإيراني بالضغط على حكومته ودفعها باتجاه تجنب المواجهة مع الغرب.
• الردع والعدول عن الرأي: وذلك عن طريق قيام الولايات المتحدة برفع وزيادة وجودها العسكري في المناطق المحيطة بإيران، على النحو الذي يجعل إيران تفهم أن حصيلة مواجهتها مع أمريكا سوف تكون الخسارة الكاملة لكل شيء في نهاية الأمر، وبالتالي ترتدع إيران وتعدل عن رأيها بالمضي قدماً في برنامجها النووي.
• التخطيط العسكري: وذلك عن طريق قيام الولايات المتحدة بإعداد كل الخطط العسكرية اللازمة للقيام بتنفيذ العمل العسكري ضد إيران، عندما تحين اللحظة المناسبة، كذلك يتوجب إفهام الإيرانيين أن أمريكا وإسرائيل قادرتان على القيام بذلك وفي الوقت الذي تريدانه.
يخلص المحلل كلاوسن قائلاً: إن الإيرانيين كما هو واضح لن يتراجعوا عن تنفيذ البرنامج النووي الإيراني، وأيضاَ انه ليس باستطاعة أمريكا وإسرائيل توجيه ضربة عسكرية حالياً ضد إيران، وكل ما هو متاح لهما هو مسايرة المجتمع الدولي وإقناعه بأن الوسائل الدبلوماسية لن تجدي نفعاً في التعالم مع إيران.
ويضيف كلاوسن: إن الوقت قد بدأ ينفذ أمام الإيرانيين، وذلك لأن لحظة الإجراء العسكري ضد إيران سوف لن يتجاوز منتصف هذا العام 2007م، والذي يعتبر عاماً مصيرياً لإسرائيل إزاء الملف الإيراني وبقية الملفات الشرق أوسطية الأخرى.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد