التعاون العسكري الأمريكي ـ الكردي في سورية

الجمل ـ نقلا عن WND ترجمة وصال صالح:
أثارت صورة جنود أميركيين يقاتلون  تنظيم داعش جنباً إلى جنب مع وحدة حماية الشعب الكردي YPG  في سورية جدلاً واسعاً حول دعم واشنطن للجماعة، لا سيما أن وسائل التواصل الاجتماعي سلطت الضوء على صور لعدد من  الوحدات الخاصة الأميركية وكان لافتاً أن الأميركيين كانوا يضعون على ملابسهم العسكرية لصقات أو شارات  خاصة  بالقوات الكردية ووصف البعض المشهد" باللهجة السياسية الصماء" فيما يرى آخرون بأن الأمر"طبيعي تماماً".
أثبتت ال YPG أنها القوات البرية الأكثر فعالية في محاربة داعش في شمال سورية، غير أن التوسع الإقليمي لYPGوفر لها انتصارات تلقى معارضة شديدة من قبل تركيا وهي حليف للولايات المتحدة ودولة عضو في حلف القوات الأميركية تقاتل " داعش" إلى جانب  الميليشيات الكردية.
وتنظر أنقرة إلى المطالب الكردية بالحكم الذاتي بمثابة تهديد لسيادتها على الرغم من أنها تدعم العديد من الجماعات المتمردة التي اشتبكت مع الYPGو تربط بين ال YPGوحزب العمال الكردستاني PKK وهي بنظرهم منظمة إرهابية تشن تمرداً في جنوب تركيا،  وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو عبر عن غضبه  تجاه  الشارة التي  يضعها  جنود أميركيين  ووصغها "بالغير مقبولة" ووفقاً لصجيفة دايلي حرييت  قال أوغلو "من غير المقبول أن تستخدم دولة حليفة لتركيا شارة ال YPG إنها ا زدواجية معايير ونفاق "على هذا النحو يتساءل محللون فيما إذا كان عرض  الأميركيين التضامن مع الأكراد سيثير مزيداً من الغضب والتوترات بين الولايات المتحدة وتركيا، أحد النشطاء الأكراد تساءل على تويتر: "كيف سيكون رد فعل أردوغان؟"
تشارلز ليستر وهو أحد مستشاري معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط وخبير في الشؤون السورية  نشر عبر حسابه على تويتر صوراً تعد الأولى من نوعها لجنود أميركيين يقاتلون إلى جانب "قوات سورية الديمقراطية" في المعارك التي  التي أطلقتها  قوات التحالف الدولي للسيطرة على مدينة الرقة تعليقاً على الصور كتب ليستر" كان مشهداً رائعاً رؤية أفراد القوات الخاصة الأميركية يضعون شارات خاصة بالقوات الكردية على ملابسهم العسكرية من أجل السيطرة على مدينة الرقة شمال سورية" وأضاف" المركز الوطني لمكافحة الإرهاب ( NCTC) سمى  YPG بالجناح السوري لحزب العمال الكردستاني PKK المعين في 2014 ".
مايكل فايس وهو محلل قي شؤون الشرق الأوسط  ومؤلف مشارك لكتاب "داعش:  داخل  جيش من الإرهاب "أشار  على تويتر إلى أن الشارة التي يضعها الYPG مستمدة من علم حزب العمال الكردسناني الأصلي".
إميل حكيم وهو محلل شؤون الشرق الاوسط  في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية غرد على تويتر قائلاً بان الصورة  تعكس اللهجة السياسية الصماء" وكان من المرجح أن يشير ليس فقط إلى العلاقة بين الولايات المتحدة الأميركية وتركيا، بل أيضاً إلى التوتر بين القوات الكردية والجماعات المتمردة السورية المرتبطة مع الجيش السوري الحر.
ما يزال تواصل انعدام الثقة المتبادلة يلقي بظلاله على العلاقات الكردية –العربية في شمال سورية حتى أن إدارة  أوباما حاولت جمع قوات عربية وكردية معاً عن طريق  القوات الديمقراطية السورية لمحاربة داعش  وبحسب ما ورد فإن  هذا الامر أثار غضب متمردي الجيش السوري الحر FSA ، على سبيل المثال، عندما علموا أن الجنرال جوزيف فوتيل  رئييس القيادة المركزية الأميركية زار الأكراد في شمال سورية،  نهاية الأسبوع الماضي لمناقشة مخطط قوات الدفاع الذاتي الكردية لاستعادة الأراضي من داعش.
تجدر الإشارة إلى ان العديد من مجموعات الجيش السوري الحر لا يثقون بالأكراد الذين يرغبون بإقامة منطقة حكم ذاتي  في شمال سورية المعروفة باسم كردستان السورية، ويشعرون بالقلق من دعم الولايات المتحدة الأميركية، الجنرال سليم إدريس  قال "المقاتلون  العرب في [ قوات الدفاع الذاتي] هذا للتمويه فقط" وأضاف إدريس وهو القائد السابق للجيش الحر في حديثه لصوت أميركا يوم الاثنين" قوات الدفاع الذاتي هي نفسها وحدات حماية الشعب الكردي الYPG وهؤلاء يتعاونون مع أي شخص، مع الدولة السورية ومع الأميركيين والروس بما يناسب أهدافهم وأضاف "أنا حقاً  لا أعتقد أن  إدارة اوباما فكرت بما إذا كان الاكراد  سيتخلون عن البلدات العربية  التي سيسيطرون عليها"
 بعض المحللين  يشعرون بالقلق إزاء صورة  جنود أميركيين يظهرون متضامنين مع الأكرااد من خلال وضعهم لشارة الYPG، ما يشير بدوره إلى حفيظة  متمردي  الجيش الحر وتركيا حتى إلى أبعد الحدود، غير ان فلاديمير فان ويلينبرغ وهو الباحث الميداني في المعهد العراقي للدراسات الاستراتيجية  وصحفي مقيم في المنطقة، قال بأن هذه الممارسة "طبيعية تماماً" وأضاف "هم يفعلون ذلك كنوع من الاحترام للقوات المحلية التي يعملون معها " وأضاف "إنه نفس الشيء الذي فعلوه مع جنود من قوات التحالف في كردستان العراق ، لقد رأيتهم مع الأعلام الكردية ، أو بلباس قوات البيشمركة ، ليس للامر علاقة بالساسة هم يقاتلون جنباً إلى جنب".

الجمل