جنبلاط يكثف حملته في واشنطن ويستعديها ضد سوريا
الجمل: تقول معلومات إيه.إف.بي (AFP)، القادمة من واشنطن بأن (الزعيم) اللبناني وليد جنبلاط قد تحدث يوم أمس الاثنين طالباً مساعدة الإدارة الأمريكية في محاربة النفوذ السوري في بلاده. وقد قال جنبلاط (ليس سراً، نعم فأنا أطلب المساعدة.. أحتاج لمساعدة أكبر، سياسياً وعسكرياً ضد الاحتلال السوري غير المباشر لأن الاحتلال السوري المباشر لم يعد موجوداً).
تحدث جنبلاط في الندوة التي قدمها مساء أمس الاثنين بمعهد المسعى الأمريكي في واشنطن قائلاً: إن سوريا ماتزال تمارس تأثيراً عبر الاحتلال غير المباشر، الذي تنفذه عن طريق جماعة حزب الله المسلحة وحلفاء آخرين. وأضاف جنبلاط في حديثه قائلاً: (سوف أفعل وأقوم بكل شيء من أجل تحرير بلدي من الاحتلال السوري غير المباشر..).
جدول أعمال وليد جنبلاط في العاصمة واشنطن، سوف يكون حافلاً، فجنبلاط وجد نفسه محظياً في العاصمة الأمريكية واشنطن بكثير من الاهتمام، وذلك لأول مرة في تاريخ علاقته السياسية المستجدة بالإدارة الأمريكية- على حد قول صحيفة السفير اللبنانية.
يتضمن جدول أعمال جنبلاط مقابلة الرئيس بوش في البيت الأبيض الأمريكي ومعه ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي الأمريكي، بحضوى اللبنانيان: الوزير مروان حمادة، والنائب السابق غطاس خوري.
كما يتضمن جدول أعمال جنبلاط مقابلة دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي السابق، وإلقاء محاضرة في معهد المسعى الأمريكي التابع للوبي الإسرائيلي وجماعة المحافظين الجدد، (وليس للمحافظين كما ورد في صحيفة السفير لأن تيار المحافظين يختلف عن تيار المحافظين الجدد الذين يسيطرون على المعهد).
لقاءات جنبلاط سوف تشمل روبرت غاتز وزير الدفاع الأمريكي الحالي، وكوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية، وديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي، وأخيراً لقاء في نيويورك مع يان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، وكبار مساعديه.
برغم أن وليد جنبلاط، على غير عادته لم يطلق التصريحات (النارية) عقب اجتماعه مع جورج بوش، واكتفى بالقول بأن (البحث تناول أوضاع المنطقة)، فمن الممكن، وعلى خلفية التحولات (الجديدة) في استراتيجية الإدارة الأمريكية أن نفهم الآتي:
• اللقاء مع بوش: بالتأكيد سوف يكون جنبلاط، قد استمع بـ(أدب جم) إلى حديث جورج بوش، والذي ركّز –كالعادة- على خطر إرهاب حزب الله وحماس والتمرد العراقي والخطر السوري والإيراني، وعن عزم الإدارة الأمريكية الوقوف بجانب لبنان ودعم حكومة السنيورة.. أما جنبلاط، فعلى الأغلب أن يكون قد (فهم الإشارة)، ووجه سيلاً من الاتهامات إلى سوريا وحزب الله، وإيران، وحماس، واختتم حديثه طالباً من أمريكا ضرورة القيام بعمل وإجراء لحسم المخاطر، ودعم استقرار لبنان تمهيداً لاستقرار لبنان الذي سوف تترتب عليه اتفاقية السلام المرتقبة مع إسرائيل، والتي تعارضها سورية وحزب الله.
ثم بعد ذلك تناول بوش دفة الحديث (ودخل في الموضوع) متحدثاً عن السيناريو الجديد والخطوات الممكنة، وعن مدى جدية جنبلاط وقوى 14 آذار في الوقوف إلى جانب أمريكا وإسرائيل لترتيب استقرار المنطقة، وبالتأكيد سوف يكون بوش قد لفت نظره إلى أن المسؤولين الأمريكيين الذين سيقابلهم، سوف يناقشون معه (استقرار المنطقة)، والمساعدات الأمريكية التي سوف يتم تقديمها إلى جنبلاط، وقوى 14 آذار، وحكومة السنيورة.
• اللقاء مع رامسفيلد: برغم استقالة رامسفيلد من منصب وزير الدفاع الأمريكي، إلا أن حضوره مازال كبيراً ومؤثراً في الإدارة الأمريكية، وعلى الأغلب أن يكون رامسفيلد قد ناقش مع جنبلاط بعض الجوانب المتعلقة بالسياسة الأمريكية في المنطقة، وعزمه على العمل من أجل دعم حكومة لبنان لكي تتغلب على المصاعب والمخاطر.
• محاضرة جنبلاط في معهد المسعى الأمريكي: حتى الآن لم ينشر موقع المعهد نص المحاضرة، ولما كان عنوان المحاضرة (النضال من أجل لبنان) فإن جنبلاط لن يكون –بالطبع- قد تحدّث عن نضاله في صد العدوان الإسرائيلي الأخير ضد لبنان، بل سوف يركز على مهاجمة سوريا وحزب الله وإيران، باعتبارهم سبب (الخراب) في لبنان، مطالباً بضرورة العمل المشترك بين حكومة السنيورة وقوى آذار والإدارة الأمريكية من أجل القضاء على العدو المشترك الذي يتمثل في مثلث سوريا، حزب الله، إيران، بالتركيز على سوريا باعتبارها رأس المثلث.
كذلك التوقعات تقول بأن المحاضرة سوف يشرفها بالحضور جون بولتون، دونيللي، كاغان، مايكل لايدن، بول كريستول، ونخبة زعماء منظمات اللوبي الإسرائيلي مثل الإيباك والمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي، والسفير الإسرائيلي في واشنطن.
وتجدر الإشارة إلى أن معهد المسعى الأمريكي، يقع في نفس البناء الذي يوجد فيه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وكلا المعهدين يتبع لإشراف اللوبي الإسرائيلي وجماعة المحافظين الجدد.
• لقاء جنبلاط مع روبرت غاتز وزير الدفاع الأمريكي: ويتوقع أن يتناول اللقاء موضوع الدعم السري بالسلاح والعتاد لبعض الميليشيات اللبنانية، (ميليشيا الحزب التقدمي التابعة لجنبلاط، ميليشيا القوات اللبنانية التابعة لسمير جعجع، وميليشيا الكتائب التابعة للجميل). كذلك، بل وعلى الأغلب أن يكون جنبلاط قد شكك في فعالية الدعم العسكري الأمريكي للجيش اللبناني، بالتركيز على نقطة أن هذا الجيش قد أعاد تكوينه السوريون، وبالتالي لن تكون له فائدة في دعم أجندة شراكة (جنبلاط- الحريري- جعجع)، مع الإدارة الأمريكية، كذلك سوف يكون جنبلاط قد تبرع بمزيد من المعلومات عن تسليح حزب الله ودور سوريا وإيران في ذلك.
• اللقاء مع كوندوليزا رايس: وهو لقاء يتوقع أن يتحدث فيه جنبلاط عن ضرورة قيام الخارجية الأمريكية بعزل سوريا عن طريق الضغوط الدبلوماسية، ودعم التحركات الدولية للتعجيل بإجراء المحكمة الدولية، كذلك سوف يؤكد للوزيرة الأمريكية دعم الشارع اللبناني للسياسة الخارجية الأمريكية الهادفة لتحقيق (الاستقرار في المنطقة)، وضرورة قيام الخارجية الأمريكية بدعم (المنظمات غير الحكومية) اللبنانية ممثلة في الحزب التقدمي، وحركة الكتائب، وتيار المستقبل، والقوات اللبنانية، وأيضاً حكومة السنيورة.
• اللقاء مع ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي: وفي هذا اللقاء سوف يكون جنبلاط أكثر وضوحاً، فعلى خلفية تشدد ديك تشيني وتبنيه لخطر التصعيد والمواجهة العسكرية، يمكن التوقع بأن يتحدث جنبلاط عن ضرورة استخدام كل السبل الممكنة –بما في ذلك العمل العسكري- من أجل مواجهة خطر حزب الله وسوريا وإيران، حتى لو كان ذلك بواسطة إسرائيل، كذلك يمكن أن يتضمن اللقاء ضرورة تقديم الدعم الأمريكي المادي والعسكري للفصائل اللبنانية المؤيدة للمشروع الأمريكي- الإسرائيلي في المنطقة، وعن ضرورة أن لا تركز الإدارة الأمريكية على الخطر الإيراني وحده، بل على الخطر (السوري)، أيضاً باعتباره الأكثر تهديداً لاستقرار لبنان.
ما لم تتحدث عنه الأخبار هو لقاء جنبلاط مع الجنرال هايدن، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وهل يعقل أن يلتقي جنبلاط مع كل هذه الأطراف، ويتحدث عن مشاكل منطقة الشرق الأوسط، ولا يقابل الجنرال هايدن مدير المخابرات المركزية الأمريكية، أو اليهودي –إيليوت ابراهام- مهندس السياسات الأمريكية الشرق أوسطية في البيت الأبيض الأمريكي.
تقول المعلومات: إن ملامح الاستراتيجية الأمريكية الشرق أوسطية الجديدة، آخذة في التحول شيئاً فشيئاً، بعد هزيمة إسرائيل على يد مقاتلي حزب الله، وتدهور موقف القوات الأمريكية في العراق.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد