هل سيتكرر سيناريو عفرين شرق الفرات؟
تنتظر منطقة شرق الفرات الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، بترقب وحذر، ما ستؤول إليه تطورات الأيام المقبلة، بعدما وجهت تركيا بوصلتها السياسية والعسكرية نحو المنطقة، وصعدت من تهديدها على لسان مسؤولين بشن عملية عسكرية واسعة.
ويأتي ذلك بعد تجميد المعارك العسكرية في مدينة إدلب، إذ وقعت تركيا اتفاقًا مع روسيا، في 9 من أيلول الماضي، على إنشاء منطقة منزوعة السلاح وإيقاف المعارك.
ولن تكون العملية العسكرية المرتقبة الأولى للجيش التركي في سوريا، إذ شن خلال العامين الماضيين عمليتين، الأولى تحت مسمى “درع الفرات” شمالي حلب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في 2016، والثانية بعنوان “غصن الزيتون” وسيطر خلالها على منطقة عفرين وطرد “وحدات حماية الشعب” (الكردية)، مطلع العام الحالي.
خطوات تركية مشابهة لـ “غصن الزيتون”
ويلاحظ أن الخطوات المتخذة من قبل تركيا في الوقت الحالي، شبيهة بالخطوات التي اتخذتها أنقرة في العمليتين العسكريتين الماضيتين، بعد إعلان أردوغان نية بلاده على هامش مشاركته في أعمال الجمعية “العامة 73” للأمم المتحدة، في نيويورك الأمريكية، في 24 من أيلول الماضي.
وعلى الرغم من عدم وجود موعد محدد لإطلاق العملية، إلا أن هناك ظروفًا مشابهة ومؤشرات وتحضيرات تعمل عليها تركيا قبل إطلاق أي عملية.المؤشر الأول هو التهديدات العسكرية بشن العملية من قبل مسؤولين أتراك، وفي مقدمتهم الرئيس التركي، الذي قال في 30 من كانون الأول 2017، (قبل أسبوعين من عملية غصن الزيتون) إن “تركيا ستطهر عفرين، ومن ثم سنفرض الأمن في جميع المناطق المحاذية لحدودنا، بدءًا من تل أبيض بمحافظة الرقة، ورأس العين بمحافظة الحسكة، لأن تلك المناطق تشكل لنا تهديدًا”.وكرر أردوغان تهديداته طيلة الأشهر الماضية بالتوجه نحو شرق الفرات، لكنه صعد من لهجته، في 30 من تشرين الأول الماضي، عندما أكد أن “بلاده أكملت خططها واستعداداتها لشن عملية عسكرية واسعة ضد “الوحدات” شرق الفرات.ويرافق التهديدات تحرك إعلامي من قبل وسائل الإعلام التركية، إذ تبدأ الماكينة الإعلامية عبر وسائل مقربة من الحكومة التركية بتسليط الضوء على أي عملية مرتقبة.
ونشرت صحيفة “يني شفق” مقالًا، السبت 3 من تشرين الثاني، تحت عنوان “PKK (حزب العمال الكردستاني) في شرق الفرات.. أيام معدودة ورعب قاتل”، ما يشابه تحركها قبل إطلاق عملية “غصن الزيتون” عندما نشرت نفس الصحيفة مقالات تتحدث عن خطة الجيش التركي وتفاصيل المعركة قبل وقوعها.
موقف أمريكي متناقض
الموقف الأمريكي حيال العملية التركية تجاه شرق الفرات يشابه إلى حد ما موقفها من عملية عفرين السابقة، إذ تخلى التحالف الدولي، المدعوم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، عن المدينة قبل إطلاق العملية بأيام، باعتبارها ليست ضمن نطاق عملياته التي يقودها في سوريا.
أما الموقف الحالي فقد ناقضت أمريكا، السبت 3 من تشرين الثاني، حديث “قسد” عن تسيير دوريات في محيط مدينة عين العرب، والذي تعرض في الأيام الماضية لقصف من الجيش التركي.ونقلت وكالة “رويترز” عن كينو جابرييل، وهو متحدث باسم التحالف الدولي اليوم، أن التحالف يقوم بزيارات عسكرية منتظمة للمنطقة، ولم يزد من دورياته هناك.وعلى الرغم من اعتبار جابرييل بأن “الدوريات الحدودية الجديدة من القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها تهدف إلى ردع شن تركيا لمزيد من الهجمات”، أكد بأن “الوضع ما زال متوترًا (…) ليس هناك شيء واضح بهذا الشأن، وسنرى نتيجة المفاوضات بين الأمريكيين وضغط الأمريكيين على الحكومة التركية”.
وكالات
إضافة تعليق جديد