الصحافة الأمريكية اليوم الخميس
اهتمت الصحف الأميركية الصادرة اليوم الخميس بالشأن العراقي, فعلقت إحداها على وصف الملك عبد الله الوجود الأميركي في العراق بـ"الاحتلال غير الشرعي", وانتقدت أخرى تعنت بوش في وجه أغلبية الكونغرس بشأن القضية العراقية, في حين اهتمت ثالثة بنداء وجهه توتو وأولبرايت لصالح زيمبابوي.
تحت عنوان "الملك السعودي يوجه ضربة للأميركيين في العراق" قالت صحيفة واشنطن تايمز إن الملك عبد الله, أحد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، انتقد أمس بعنف ما سماه الاحتلال غير الشرعي للعراق، ودعا إلى رفع الحصار "الظالم" المفروض على الحكومة الفلسطينية.
وأضافت الصحيفة أن الإدارة الأميركية رفضت ما قاله عبد الله, بل إن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي غوردون جوندرو صرح بأن الملك كان "مخطئا" في تشكيكه في شرعية الوجود الأميركي في العراق.
وأشارت إلى أن أهمية كلمة الملك عبد الله تكتسبها في الأساس بسبب الاعتماد شبه الكلي للإدارة الأميركية على السعودية في دبلوماسيتها الإقليمية الخاصة بهذه المنطقة.
لكنها نقلت عن بعض المحللين قولهم إن كلمة عبد الله ربما كانت إيماءة موجهة للدول العربية المتشددة التي لا تكاد تثق في أي شيء له علاقة بالإدارة الأميركية.
قالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها إن مجلس الشيوخ الأميركي -عطفا على قرار مجلس النواب- أوضح يوم الثلاثاء بشكل جلي أن الأميركيين يتوقعون رؤية نهاية عاجلة تنم عن المسؤولية للكارثة العراقية.
وأضافت أن ردة فعل الرئيس الأميركي جورج بوش كانت فورية, مشيرة إلى أنها انطلقت من طبيعته التي ترفض أي رأي لا يتماشى مع رأيه لكنها كانت محبطة لابتعادها كل البعد عن الحقيقة.
وأكدت أن بوش هدد باستخدام حق النقض لتمرير قانون ميزانية الحرب لهذه السنة في العراق وأفغانستان بدل الاستماع لمن يدعون لسحب أغلب القوات الأميركية القتالية من العراق خلال العام المقبل.
وأشارت إلى أنه لم يعط بديلا من عنده عن خططه لإنهاء هذه الحرب. ونددت الصحيفة بما سمته الغيوم الدعائية لبوش وأعوانه ومستشاريه والمخلصين له الذين يريدون أن يصوروا ما يحدث على أنه صراع بين من يريدون النصر في هذه االحرب ومن يريدون خسارتها.
وعلقت الصحيفة قائلة إن هذه مهزلة والبيت الأبيض يدرك ذلك جيدا, مؤكدة أن بوش هو من أخفق في القيام بمسؤولياته لا الكونغرس.
وأضافت أنه منح شيكا على بياض لحكومة من السياسيين العراقيين دعاة الفرقة والشقاق الذين يتشدقون بالمصلحة الوطنية علنا بينما يعملون كل ما في وسعهم لتقويضها في الممارسة.
كتبت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت والقس الجنوب أفريقي دسموند توتو تعليقا في صحيفة واشنطن بوست قالا فيه إن زيمبابوي التي ترزح تحت حكم رئيسها روبرت موغابي الاستبدادي منذ زمن طويل وصلت الآن مرحلة الأزمة.
وأضافا أن قادة المعارضة تعرضوا للسجن والتعذيب وقتل أحدهم, بينما كانوا يحاولون تنظيم صلاة جماعية سلمية يوم 11 مارس/آذار الحالي.
وأشارا إلى أن القلاقل تتواصل ويتواصل معها القمع العنيف, في ظل تعنت موغابي وإصراره على مواصلة نهجه دون اكتراث بالمجتمع الدولي.
وذكر المعلقان أنه رغم كون المشاعر المعادية للحكومة مردها سجلها السيئ لحقوق الإنسان فإن تدهور اقتصاد البلاد في ظلها زاد من حنق المواطنين عليها.
وقالا إنهما لا يدعوان لتدخل دولي لإزاحة النظام وإنما يطالبان بضغط من المجتمع الدولي والمنظمات العالمية لإظهار تضامنها مع من يدافعون عن حقوق الإنسان التعددية السياسية في هذا البلد.
وأضافا أن على العالم أن يندد بأقوى العبارات باللجوء للعنف لحرمان الناس من ممارسة حقهم في حرية التعبير وفي حرية اختيار النهج السياسي دون ضغط أو تخويف.
واعتبر توتو وأولبرايت أن هذه الأزمة تفتح الباب أمام الجميع ليتحدوا من أجل زيمبابوزي موحدة حرة وديمقراطية لتتحقق فيها فترة انتقالية سلمية.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد