تمشيط البادية السورية من بقايا قمل الدواعش

16-08-2023

تمشيط البادية السورية من بقايا قمل الدواعش

لم يتأخر رد الجيش السوري والقوات الروسية على الهجوم الذي شنّه تنظيم “داعش” على حافلات مبيت لعناصر الجيش في دير الزور. 

فبعد ساعات قليلة من وقوع الهجوم الثاني في ريف دير الزور، أَطلق الجيش السوري والقوات الرديفة عملية تمشيط شاملة للبادية الممتدّة من الميادين حتى البوكمال، وصولاً إلى أطراف تدمر، دعمه فيها الطيران الروسي الاستطلاعي والحربي، فضلاً عن إقدام موسكو على توجيه ضربات صاروخية من البحر، في رسالة مفادها بأن بعث الحياة بالتنظيم الإرهابي من جديد أمر غير مقبول. ووفق وسائل إعلام روسية، فإن البوارج الحربية الروسية المتمركزة قبالة السواحل السورية، أطلقت مجموعة من الصواريخ الدقيقة في اتّجاه مواقع تابعة لـ “داعش” في البادية السورية، بعدما أجرت عمليات استطلاع واسعة، تقاطعت مع معلومات استخبارية، أدّت إلى تدمير أحد مقارّ التنظيم بين باديتي حماة وحمص

وجاء التصعيد العسكري السوري – الروسي، في أعقاب اتهام وزارة الخارجية السورية، قوات الاحتلال الأميركي، في بيان، بـ “ارتكاب جريمة جديدة، من خلال استهدافها وتنظيماتها الإرهابية حافلةً تقلّ عدداً من عناصر الجيش العربي السوري جنوب شرق دير الزور، ما أسفر عن استشهاد عدد من العسكريين وإصابة آخرين، ولفتت إلى أن هذا العدوان الإجرامي والإرهابي يأتي في إطار التصعيد الأميركي ضدّ سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها، وفي سياق دعم ورعاية الولايات المتحدة الأميركية للتنظيمات الإرهابية، وفي مقدّمها تنظيم “داعش” الإرهابي. وفي هذا الإطار أيضاً، قالت مصادر ميدانية، إن الجيش والقوات الرديفة والحليفة، سيلاحقون فلول الإرهاب، ويقضون عليه في كل مكان في البادية وغيرها، مشيرةً إلى أن الحفاظ على الأمن والاستقرار في عموم المنطقة، ومنْع عودة الإرهابيين، مهمّة رئيسة سيتمّ الحفاظ عليها في كل جغرافية المناطق المحرّرة من الإرهاب. ووفق المصادر، فإن الهجمات الأخيرة التي نفّذها تنظيم “داعش” انطلقت من مناطق سيطرة الأميركيين، في ما يعرف بمنطقة الـ 55 الملاصقة لقاعدة “التنف” غير الشرعية للاحتلال، ما يؤكد تلقّي المهاجمين دعماً استخبارياً وعسكرياً ولوجستياً من قوات الاحتلال الأميركي. ورأت المصادر أن هذه التصرفات تفضح رعاية الأميركيين لتنظيم داعش، وحرصهم على إعادة إحيائه بما يمكنهم من استخدامه كذريعة لتبرير وجودهم غير الشرعي على الأراضي السورية، ونهب الموارد الاقتصادية السورية.

في الموازاة، يواصل الأميركيون استقدام المزيد من التعزيزات العسكرية إلى قواعدهم غير الشرعية، في “كونيكو” و”حقل العمر”، وتنفيذ تدريبات عسكرية بالشراكة مع “قسد”، في قاعدة “الشدادي” جنوب محافظة الحسكة. وفي المقابل، يعزّز الجيش السوري والقوات الحليفة والرديفة من وجودهم على امتداد ضفة نهر الفرات، المتاخمة لخطوط التماس التي تفصلها عن مناطق وجود الأميركيين و”قسد” في ريفَي دير الزور الشمالي والشرقي. تأتي هذه التطورات في وقت أكدت فيه وكالة “المعلومة” العراقية، نقلاً عن مصدر أمني عراقي، وجود تحرّكات جوية للقوات الأميركية فوق سماء قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار غرب العراق، قرب الحدود السورية – العراقية. وكشف المصدر الأمني عن نيّة تلك القوات إغلاق الشريط الحدودي مع سورية من جهة غرب الأنبار، لدواعٍ غير واضحة، بالتزامن مع وصول تعزيزات حربية للقوات الأميركية المتمركزة داخل العمق السوري. وأوضح المصدر أن القوات الأميركية المتمركزة داخل مبنى قاعدة التنف استقبلت أرتالاً حربية قادمة من قاعدة عين الأسد، في مؤشر إلى وجود مخطط غير واضخ المعالم، ويتسم بالسرية التامة.

وتتزامن تحرّكات واشنطن مع مواصلة التصعيد الأميركي – الروسي، إذ أكد مركز المصالحة الروسي أن طائرات “التحالف الدولي”، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، خرقت بروتوكولات تفادي التصادم في سورية 14 مرّة، يوم السبت الماضي. وقال نائب رئيس مركز المصالحة، فاديم كوليت، إن طيران التحالف الذي يدّعي مكافحة الإرهاب يواصل خلق أوضاع خطيرة في سماء سورية، حيث يقوم برحلات جوية تتعارض مع بروتوكولات تفادي التصادم.


الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...