مجموعةمن المسرحيين العرب يتشاركون في مسرحية «بداية اللعبة»بدمشق
تقيم مؤسسة «المورد الثقافي» حالياً بالتعاون مع المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق وجمعية شمس في لبنان اللقاء المسرحي الثالث. وتضم ورشة العمل ثمانية عشر شاباً وشابة من تونس وسوريا ولبنان ومصر والمغرب والجزائر يعيشون في دمشق لقاء مسرحياً فريداً يطمح إلى التواصل الإنساني بين الشباب العرب بقدر ما يطمح إلى تطوير مهارات المشاركين وصقلها. واللقاء يعقد بعد اثنين؛ الأول في تونس العام 2005 وأشرفت عليه اللبنانية حنان الحاج علي، والثاني في بيروت 2006 وأداره التونسي عز الدين قنون.
المخرج اللبناني روجيه عساف، المشرف على النسخة الثالثة من ورشة العمل المسرحية قال لـ«السفير» رداً على سؤال حول أهمية الملتقيات: «مزاجي لا ينسجم مع المحترفات عموماً، ولكن في هذا الملتقى مزجا والتقاء شباب من بلدان عربية مختلفة، ثم التقاء لخبرات في التصميم والتمثيل والكتابة. المهم بالنسبة لي هو هذا الاختبار، فلدى الشباب انتماءات ولغات (لهجات إن شئت) مختلفة، مشاكل وهموما مختلفة، وبالتأكيد أشياء كثيرة مشتركة، من بينها المسرح. العمل الأساسي هو إيجاد آلية الاختلاط الإيجابي، الذي ينبغي أن يكون له أسس معنوية وأخلاقية. حلمُنا أن نتجاوز الحدود وأسبابَ الانقسامات، ومعالجة مشكلة التواصل، واكتشاف قدراتنا على بناء أشياء مشتركة«. ويصف عساف الملتقى بالقول: «إنه فسحة للتعبير من خلال المسرح؛ الإخراج، التقنيات، ومختلف الأشكال التعبيرية، ليكون لكل منا فعل تعبيري حرّ يلتقي مع الآخر ويسمعه المتلقي. نعمل بشكل تضامني وتعاوني، ونجعل للإنساني أولوية على الفني». وفي ما إذا كان المشاركون يعكسون فعلاً مشكلات المسرح وتطلعاته في بلدانهم قال عساف: «التجربة ليست كافية لنرى الأشياء بعمق، ولكن من الواضح أن هذا الجيل لا يجد له مكاناً في مجتمعه. ولا علاقة متينة له مع الأطر الرسمية أو الخاصة». وعلى المستوى التقني المسرحي وآلية العمل مع المشاركين قال عساف: «مسرحياً نشتغل على كل شيء، نصل إلى نصوص ومشاهد، نختبر أدوات المسرح، من كتابة وتمثيل وسواهما. ولكن لا ننتظر أن يكون لدينا نص كامل أو عرض للجمهور، هي تجارب أولية وليس مهماً أن تكتمل».
البداية فقط
ما يقوله عساف هنا هو معنى أن يعنْوَن الملتقى بـ«بداية اللعبة» العنوان الذي، وإن تعارض مع عنوان مسرحية صموئيل بيكيت «نهاية اللعبة»، يفسر ما ترمي إليه «المورد الثقافي» حيث محاولة تسليم الموهوبين أول الخيط، أول الطريق، ليكملوا هم في بلدانهم. مع أن المؤسسة تظل تعود إلى هؤلاء كلما احتاجوا إليها لتسلمهم بداية طريق جديد. ولعل اللبنانية خلود ناصر نموذج لذلك، فقد بدأت المسرحية الشابة عملها في «بداية اللعبة 1» لتحصل من ثم على منحة إنتاجية لعرضها الممتاز »سكويك« الذي شاهدناه في مهرجان دمشق المسرحي الأخير، ثم حصلت ناصر على منحة تجوال لتسافر بمسرحيتها إلى مصر والمغرب. وكذلك الأمر مع المصري عادل عبد الوهاب الذي شارك في ملتقى العام 2005 ليحصل على منحة إنتاجية ويقدم عرضاً تجريبياً في الإسكندرية يأخذ الجمهور من غرفة إلى أخرى في مسرحيته «لغة الجبل».
المصري أحمد عامر أحد المشاركين في الملتقى، وهو كاتب ومخرج، لديه فرقة مسرحية في مصر، يقول: «إن أفضل ما في الملتقى هو هذا التفاعل بين المجموعة وكيف تتطور الأفكار. التفاعل يثري المخيلة أكثر من مشاهدة العروض في المهرجان، فليست الفرصة متوفرة دائماً لرؤية تكوين العرض من الداخل في أكثر من عرض أو مشروع في آن معاً».
التونسية مريم بوسالمي كانت قدمت مشروع كتابة وإخراج بعنوان «كيمياء» الذي تصفه بأنه رصد لتحولات المجتمع الإنساني في القرن العشرين. قالت إن الملتقى لم يغيّر من مشروعها بل أنضجه فـ«كانت الفكرة نظرية وأصبحت فضاء وممثلين واقتراحات». وتضيف: «إن المورد الثقافي يُطوّر المشاركين عبر نوعية اللقاءات، حين تقترح أكثر من مخرج ومشرف، وتختار أناساً من مختلف الأساليب والانحدارات الثقافية، وهذا مهم لتطوير الأفكار وللانفتاح في مناخ عربي ينغلق أكثر فأكثر».
راشد عيسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد