ما هي خلفيات زيارة وزيرة الخارجية الإسرائيلية للصين الشعبية
الجمل: تحركات الحكومة الإسرائيلية على المسرح السياسي الدولي، أخذت بعداً جديداً، وذلك على خلفية زيارة وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني إلى جمهورية الصين الشعبية، وعلى ما يبدو فإن الزيارة تأتي ضمن التحركات الواسعة التي قامت بها الحكومة الإسرائيلية والتي تضمنت جولات رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت التي شملت موسكو، وباريس وغيرها، بالإضافة إلى جولات وزيرة الخارجية الإسرائيلية ولقاءاتها المضطردة مع المسئولين في معظم العواصم الأوروبية و"العربية المعتدلة" والولايات المتحدة الأمريكية.
* الأهداف المعلنة لزيارة بكين:
تغطية الصحافة الإسرائيلية لزيارة ليفني للعاصمة الصينية بكين، بحسب ما ورد في صحيفتي هاآرتس ويديعوت أحرونوت الإسرائيليتين، تشير إلى أن أهداف الزيارة تتمثل في إقناع المسئولين الصينيين بوجهة النظر الإسرائيلية إزاء الآتي:
• أزمة الملف النووي الإيراني.
• أزمة ملف عملية السلام الإسرائيلية – الفلسطينية.
• أزمة التردد الدولي في دعم برنامج العقوبات الدولية الأمريكية بشكل عام.
وأشارت الصحف إلى أن جدول أعمال زيارة ليفني إلى بكين يتضمن الآتي:
• لقاء رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو.
• لقاء وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي.
• لقاء كبار مسئولي الحزب الشيوعي الصيني.
• لقاء كبار المسئولين في أجهزة الحكومة الصينية.
• لقاء الأكاديميين الصينيين البارزين.
• لقاء كبار الشخصيات الإعلامية.
وتقول صحيفة هاآرتس الإسرائيلية بأن ليفني تهدف من خلال الزيارة إلى توصيل رسالة الإسرائيليين للصين، والقائلة بأن العقوبات ضد إيران الجار الـ"متنمِّر"، تعتبر أمراً ضرورياً من أجل تفادي حدوث تأثير الـ"دومينو" في الشرق الأوسط.
ويقول الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد مراسل صحيفة هاآرتس، بأن وزيرة الخارجية الإسرائيلية سوف تشدد على حقيقة أن الزمن قد بدأ ينفذ، وأن الضغط والعقوبات الاقتصادية إضافة إلى الخطوات الأخرى التي حددها وسوف يحددها مجلس الأمن الدولي، يمكن أن تحل سلمياً مشكلة البرنامج النووي الإيراني.
وفي صحيفة يديعوت أحرونوت، أشار الصحفي الإسرائيلي روني سوفير إلى تصريح تسيبي ليفني الذي قالت فيه بأن الحل الدولي هو السبيل الوحيد لجعل إيران تغير سياساتها النووية، وإسرائيل –على حد تعبير الوزيرة- سوف لن تقوم ببدء القتال، وإنما سوف تقوم مرغمة بأخذ دور فاعل فيه..
* الأهداف غير المعلنة للزيارة:
الصحافة الإسرائيلية، برغم تسريباتها التي لا تخلو من جرأة لم يحدث وراء الكواليس الإسرائيلية، إلا أنها لا تختلف كثيراً عن الحكومة الإسرائيلية، خاصة في الاعتبارات المتعلقة بالتوجهات والأداء السلوكي للسياسات الأمنية الداخلية والخارجية الإسرائيلية، وقد أوضحت التجارب مدى المراوغة والأساليب التضليلية التي سبق أن انتهجتها الصحافة الإسرائيلية إزاء سوريا ولبنان والفلسطينيين.
من المعلوم أن إسرائيل ظلت تواصل عملية البناء والتأسيس لما يعرف بـ"ملف العلاقات الإسرائيلية - الصينية" وذلك على أساس:
• نقل التكنولوجيا.
• تحييد الصين إزاء قضايا الصراع العربي – الإسرائيلي.
• قطع الطريق على التعاون الصيني – الروسي.
• دفع الصين إلى التعاون مع الولايات المتحدة.
وبرغم إغراءات محتويات ملف العلاقات الصينية – الإسرائيلية بالنسبة للصينيين، وبرغم الطموحات والحماس الإسرائيلي، فإن ثمة عواملاً غير مواتية ظلت تؤدي دائماً إلى إعاقة نمو وتطوير ملف العلاقات الصينية – الإسرائيلية، وأبرز هذه العوامل:
• التوجهات المذهبية الإيديولوجية الصينية.
• الدور الأمريكي في تايوان.
• الوجود العسكري الأمريكي في منطقة الباسفيك.
• العلاقات الإسرائيلية – الهندية.
• شبكات التجسس الإسرائيلية في تايوان، هونغ كونغ، سنغافورة، بانكوك وغيرها..
• المصالح الصينية في المنطقة العربية.
إن قدرة السياسة الخارجية الإسرائيلية على تحقيق اختراق استراتيجي في ملف العلاقات الإسرائيلية – الصينية هي قدرة محدودة، ومن الصعب أن تتجاوز حدود سقف الوعود بالتفاهمات وتبادل وجهات النظر، والتي سوف لن تكون من نوع الـ"تفاهمات المشتركة"..
زيارة تسيبي ليفني تهدف بشكل أساسي إلى "تهديد" القيادة الصينية من "حدوث تأثير الدومينو في الشرق الأوسط" والمعنى واضح. بكلمات أخرى، تريد تسيبي ليفني أن تقول للصينيين، بأنكم تعارضون فرض العقوبات ضد إيران، وتعارضون أيضاً توجيه ضربة عسكرية ضدها، وبالتالي سوف لن تتوقف تداعياتها بانتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية – الأمريكية في إيران، وإنما سوف تنتقل هذه التداعيات والتأثيرات، على غرار تأثيرات لعبة الدومينو، إلى كامل منطقة الشرق الأوسط.. ولما كانت أمريكا وإسرائيل ستسيطران على المنطقة بعد حدوث الضربة، فإن المصالح الصينية سوف تتضرر... ولحماية مصالحكم ما تزال أمامكم فرصة تقديم المساندة -حتى لو كنتم مكرهين- لأمريكا وإسرائيل..
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد