حماس تفرض قيوداً جديدة على الإعلاميين
فرضت حركة حماس امس قيودا جديدة على الإعلاميين في غزة، ممن لا يحملون بطاقة وزارة الإعلام في حكومة اسماعيل هنية المقالة، التي رفضتها نقابة الصحافيين الفلسطينيين، كما اعتدت على صحافيين واعتقلت أحدهم فترة وجيزة، مشيرة الى أنها ستتخذ إجراءات قمعية جديدة حيال «أي حدث عام» في القطاع، بعد المذبحة التي حصدت ثمانية قتلى وعشرات الجرحى خلال احتفال حركة فتح الاثنين الماضي بالذكرى السنوية الثالثة لرحيل الرئيس ياسر عرفات.
في غضون ذلك، أصابت «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحماس جنديا إسرائيليا قرب معبر ايريز بين القطاع واسرائيل.
وصادقت الكنيست بالقراءة التمهيدية امس على مشروع قانون يقضي بحسم تكلفة الأضرار التي تحدثها الصواريخ التي يطلقها الفلسطينيون من غزة على إسرائيل، من أموال الضرائب والجمارك التي تجبيها إسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية. وأيد مشروع القانون، الذي طرحته النائبة ليمور ليفنات من حزب الليكود، 37 نائبا فيما عارضه ,23 وذلك برغم أن لا نفوذ للسلطة في القطاع.
وارتفع عدد ضحايا المهرجان الذي أقامته فتح وقمعته حماس، الى ثمانية بعدما توفي امس العضو في فتح مروان النونو (21 عاما) متأثرا بجروحه.
وأعلنت حماس انه «في إطار ترتيب العمل الإعلامي في قطاع غزة، فقد قررت وزارة الإعلام في الحكومة الفلسطينية (المقالة) منع أي صحافي لا يصطحب معه بطاقة وزارة الإعلام من العمل والتغطية الإعلامية والتصوير في قطاع غزة» موضحة أن «هذا القرار جاء بعد تظاهرة حركة فتح حيث شوهد العشرات من المصورين، ممن لم يعملوا لأي هيئة إعلامية، بل مستخدمين هذه الكاميرات لصالح أحزاب سياسية ولأسباب شخصية».
وبعد قليل على هذا القرار، أقدمت «القوة التنفيذية» التابعة لحماس على الاعتداء على صحافيين في جنوبي القطاع، كما اعتقلت مصور تلفزيون «ايه آر دي» الالماني الصحافي سواح ابو سيف، بذريعة الاشتباه بأنه يعمل مع «تلفزيون فلسطين» التابع للسلطة، قبل أن تطلق سراحه بعد ساعة.
من جهتها، أدانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين «الهجمة الشرسة والاستهداف المبرمج الذي يتعرض له الصحافيون في غزة من قبل مليشيات سلطة الأمر الواقع ومنعهم من أداء عملهم بحرية».
وأفرجت حماس عن 30 من حوالى 400 عضو في فتح تعتقلهم منذ يومين، بينهم المسؤول في الحركة محمد النحال، الذي أشار الى انه رفض التوقيع على ورقة بالالتزام بقرارات الحكومة المقالة، بينها طلب الإذن للقيام بتظاهرات اخرى مستقبلا. وقال النحال انه سأل محاوريه ما اذا كانت «فتح منظمة محظورة، لكي أبلغ قادتي الرسالة... قالوا لا، إنها ليست كذلك».
غير أن المتحدث باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة إيهاب غصين قال من جهته إن حماس تعد لفرض قيود جديدة على «أي تظاهرة، مسيرة أو حدث عام».
قال القنصل الأميركي في القدس المحتلة جيكوب واليس، الذي قام مع رئيس الوزراء الفلسطيني في الضفة الغربية سلام فياض بزيارة إلى نابلس شمالي الضفة، حيث نشرت السلطة 300 عنصر أمني إضافي «لفرض الأمن والقانون»، ان «قوات الأمن الفلسطينية حققت بعض التقدم، وبات الوضع في الشوارع أفضل».
وأعلن واليس عن مساعدة أميركية بقيمة 1.3 مليون دولار لتمويل تسعة مشاريع في نابلس وضواحيها، منها 450 الف دولار لبناء مدرسة للبنات و500 الف دولار لدعم الخدمات الاجتماعية، وذلك «لتحسين حياة السكان».
وأعلنت حماس أن أجهزة الأمن الفلسطينية اعتقلت، في بلدة عصيرة الشمالية شمالي نابلس، 22 من أعضائها، معتبرة الأمر «تصعيدا خطيرا ضد حركة حماس والمقاومة».
غير أن ذلك لم يمنع نائب رئيس الوزراء السابق في حكومة حماس ناصر الدين الشاعر من القيام، مع وفد كبير من الحركة ضم وزراء سابقين ونوابا وقياديين في حماس، بزيارة الضريح الجديد لعرفات في رام الله. وقال الشاعر ان «ما حدث في غزة... مدان كما هو مدان إسقاط أي قطرة دم فلسطينية وإراقتها» مجددا الدعوة إلى «المصالحة الفلسطينية فورا».
وصف رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، أمام مجلس العموم البريطاني، مؤتمر انابوليس بأنه «فرصة فريدة». وقال «اذا حصل تقدم ملموس في مجال الأمن، حينئذ ستكون المملكة المتحدة مستعدة لتقديم مساعدة بقيمة 500 مليون دولار في تلك المنطقة لكي يتسنى تحقيق إعادة الإعمار الاقتصادي». أضاف «وسندعو كل دول الاتحاد الأوروبي وأميركا للانضمام الى جهودنا لإظهار أن التخلي عن العنف يمكن أن يثمر ازدهارا».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد