واشنطن تعرض شتاء موسكو بعد خريف أنابولس
عرضت واشنطن على الدول العربية تصوير حلقة ثانية من مسلسل التسوية في موسكو، في يناير/ كانون الثاني، بعد تشكيل لجنة متابعة تنبثق من حلقة “أنابولس” الخريفية، لمتابعة مسار التسوية الفلسطيني والسوري مع “إسرائيل” التي قتلت أمس شقيقين في غزة قبل اقترابهما من الجرافات التي كانت تدمر أرضهما الزراعية في غزة. وكشف مصدر دبلوماسي عربي في الرياض ل “فرانس برس”، أمس، أن الولايات المتحدة عرضت على الدول العربية التي ستشارك في لقاء أنابولس، الثلاثاء، تشكيل لجنة متابعة للملف الفلسطيني “الإسرائيلي”، وعقد اجتماع في يناير/ كانون الثاني في موسكو للمسارين السوري واللبناني، وكذلك الفلسطيني. وقال المصدر ان “الترتيبات المقترحة التي أبلغتها واشنطن للأطراف العربية، تتضمن عقد مؤتمر مشابه في موسكو في شهر يناير/ كانون الثاني المقبل، سيبحث في المسارات السورية واللبنانية إضافة إلى المسار الفلسطيني”. وأضاف ان الترتيبات المقترحة تتضمن أيضا “تشكيل هيئة متابعة من بعض أعضاء اللجنة الرباعية (الدولية) ولجنة المتابعة العربية لمتابعة سير المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية”.
وأوضح ان أعضاء هذه اللجنة سيتم اختيارهم من بين ممثلي رباعي الوساطة الدولي و”المتابعة العربية”. ولم يعط المصدر العربي رأيه في هذه الاقتراحات الأمريكية التي تهدف خصوصا إلى طمأنة الدول العربية عبر ايلاء دور مهم لروسيا القريبة تاريخياً من عدد من الأنظمة العربية.
وتابع المصدر ان “الولايات المتحدة أعطت موافقة شفهية حتى الآن على أن مسألتي الجولان ومزارع شبعا ستطرحان في اجتماع انابولس”، وأن “الطرف العربي طلب رسالة رسمية تؤكد هذا الوعد”. وكشف المصدر أنه “ستوزع على كل الأطراف في المؤتمر رسالة بوش إلى رئيس الوزراء “الإسرائيلي” ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس”، مشيراً إلى أن هذه الرسالة “تعتبر رسالة ضمانات أمريكية يؤكد فيها بوش على مبدأ إقامة دولتين فلسطينية و”إسرائيلية” وعلى أن عملية السلام ستكون مرجعيتها قرارات الشرعية الدولية وخريطة الطريق ومبادرة السلام العربية”.
ولفت إلى أن “السعوديين أكدوا لواشنطن انهم لا يريدون اللقاء مع أحد من الوفد “الإسرائيلي” لا بالمصادفة ولا بالترتيب، ولذلك اتفق ضمن الترتيبات البروتوكولية للمؤتمر على أن تدخل الوفود إلى قاعة الاجتماع من أبواب مختلفة”. ورأى ان “العديد من الدول العربية غير متفائل بأن يحقق أنابولس اختراقات مهمة على صعيد تحقيق السلام بين الفلسطينيين و”الإسرائيليين”، ولكنها ذاهبة للتأكيد على رغبتها في المشاركة في أية محاولة لتحقيق السلام”.
وإذا كان البعض شارك ل “رفع العتب”، أو لملء “فراغ” مقعده في المنتجع الأمريكي، فإن رئيس حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية سلام فياض ذاهب محملاً بالأمل بأن اللقاء “سيسرع إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف”.
ووسط إلحاح “إسرائيلي” على موضوع الأمن اختار فياض مدينة نابلس طريقاً إلى أنابولس، حيث زارها للاطمئنان على تطبيق الخطة الأمنية فيها. لكن رئيس الوزراء المقال، إسماعيل هنية، اعتبر من جانبه “أن الذاهبين إلى مؤتمر الخريف ذهبوا من دون مرجعيات ودون مؤسسات.. إنما وفق الرؤية الأمريكية والإسرائيلية”.
“إسرائيل” كعادتها تعتمد لغتين، بلسان يتحدث عن “السلام”، وإصبع على زناد القتل اليومي للفلسطينيين، وآخر جرائمها اغتيال طلال سلامة أبو جغيبة (41 عاماً)، وشقيقه رأفت (40 عاماً)، اللذين حاولا منع الجرافات من تدمير أرضهما الزراعية في قطاع غزة.
وأعلنت مصادر فلسطينية عن استشهاد فلسطيني في الخمسينات من عمره أمس، في مدينة بيرزيت الى الشمال من رام الله في الضفة الغربية، جراء تعرضه للضرب على أيدي جنود الاحتلال، ما أدى إلى استشهاده قبل دخوله مستشفى رام الله الحكومي.
وحسب شاهد عيان عرف نفسه باسم علي العاروري، قال ل “الخليج” إن جنود الاحتلال اقتحموا مدينة بيرزيت حيث رشقهم الشبان بالحجارة، الأمر الذي دفعهم للتوجه الى المواطن زياد عبد رشيد ابو عواد (52 عاما)، صاحب أحد المحال التجارية في المدينة حيث قام ضابط الدورية برفقة أحد الجنود بضربه بكعب البندقية في صدره في حين قام الآخر بتوجيه ضربة للمنطقة الخلفية من رأسه ما أدى إلى سقوطه.
وقال العاروري “لقد حدث هذا الأمر أمام عيني وشاهدت الجنود وهم يعتدون عليه بالضرب حيث إنني توقعت وفاته لأنني أعرف أنه أجرى عملية جراحية في القلب العام الماضي”، مشيرًا الى انه تم نقله إلى مستشفى رام الله الحكومي حيث توفي على مدخله.
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد