سوريا على خارطة حروب الكريسماس القادم

الجمل: نشر الكاتب الأمريكي بيل جونسون على موقع «روكي ماونتين» الإلكتروني مقالاً تحدث فيه قائلاً بأن الأمريكيين سوف يرتدون خلال عطلة الكريسماس القادمة بزّاتهم الجلدية الواقية من البرد وسوف يصعدون إلى قمم الجبال ويقيمون "المخيمات" في الغابات البرية، ولكنهم خلال رحلات صيدهم في هذا الكريسماس سوف لن يعثروا سوى على شيء واحد هو "حرب الكريسماس".
* التكهنات حول "حرب الكريسماس" القادم:
وفي نفس السياق الذي تناوله الكاتب الأمريكي بيل جونسون، نشر المحلل الأمريكي والصحفي البارز جاستن رايموند رئيس تحرير صحيفة «آنتي وار» الإلكترونية الأمريكية، تحليلاً حاول فيه التكهن بالحروب الأمريكية القادمة في منطقة الشرق الأوسط وذلك على النحو الآتي:
• المسرح العراقي: وتطرق تحليل رايموند إلى أن النقطة الساخنة التي سوف تشعل الحرب الجديدة في المنطقة هي الحرب التركية – الكردية، والتي كما يقول رايموند سوف تحارب فيها أمريكا "إلى جانب الطرفين"!!
• المسرح الإيراني: برغم معارضة العسكريين الإيرانيين للحرب ضد إيران، فإن الحشود العسكرية الأمريكية والصلاحيات القانونية التي اكتسبها الرئيس بوش بعد هجمات الحادي عشر من أيلول، جميعها تجعل من الحرب ضد إيران مجرد أمر خاضع لمزاج الرئيس بوش والذي باتت بين يديه جميع الصلاحيات المتعلقة بالقيام بأي شيء ضد إيران.
• المسرح اللبناني: يقول رايموند بأن الانتهاكات الإسرائيلية الحالية للأجواء اللبنانية، يمكن أن تتطور وتأخذ شكل عملية غزو إسرائيلي جديدة، وهذه المرة قد يكون السبب متمثلاً في رغبة إسرائيل منع حزب الله وحلفاءه من إسقاط حكومة السنيورة المؤيدة للغرب وإسرائيل.
• المسرح السوري: يقول رايموند، بأنه ظل يرصد بشكل لصيق ووثيق التطورات الجارية في سوريا، ولعدة سنوات، وذلك اعتقاداً منه بأن سوريا تمثل نقطة التركيز الأساسية في الاهتمامات الإسرائيلية. فسوريا، أولاً وقبل كل شيء، هي البلد الذي يوجد فيه الفلسطينيون وقيادات الفصائل الفلسطينية، كما تمثل أيضاً دولة خطرة من حيث موقعها على خط المواجهة الأمامية التي ظلت دائماً تقدم السند والدعم لكفاح المقاومة الفلسطينية. وبسبب أهمية سوريا الكبيرة بالنسبة لإسرائيل، فإن سيناريو "خطة الحروب القذرة" الإسرائيلية الذي وضعته جماعة المحافظين الجدد يضع سوريا كهدف و"فرصة" يتوجب استهدافها، لا بواسطة إسرائيل فحسب بل بواسطة الولايات المتحدة أيضاً. يقول رايموند بأن الإسرائيليين يريدون القضاء على سوريا، ولكنهم يفتقدون القدرة على القيام بذلك، والآن، على غرار الحالة العراقية فإن الإسرائيليين يفكرون بأن يفعل ذلك الأمريكيون بالنيابة عنهم. أما اللهجة القادمة من البيت الأبيض فهي شديدة العداء لسوريا وبرغم ذلك فقد قامت وزارة الخارجية الأمريكية بكل شيء ما عدا قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا: لا يوجد سفير أمريكي في دمشق، فقط بضعة موظفين وعلاقات منخفضة المستوى. إضافة إلى فرض العقوبات والإجراءات التي تستهدف إلحاق الضرر بالاقتصاد السوري.
عموماً، إن صراع الكريسماس، أو حرب الشتاء القادم، هي أمر غير مستبعد خاصة وأن الوضع في الشرق الأوسط بعد تعمد إسرائيل والإدارة الأمريكية السعي لإفشال مؤتمر أنابوليس، قد أصبح وضعاً مفتوحاً أمام كافة الاعتبارات والاحتمالات ومن الصعب التكهن باحتمالات التأكيد على اندلاع أو عدم اندلاع الحرب، وذلك لأن:
• الإدارة الأمريكية في حالة ضغط كبيرة، وهناك فريقان يقول الأول بأن الإدارة الأمريكية سوف تسعى لشن الحرب من أجل الحصول على المزيد من الدعم الشعبي، وهناك فريق آخر يقول بأن إدارة بوش سوف لن تسعى لإشعال الحرب وذلك لأن شعبيتها ستنخفض بقدر كبير، خاصة وأنها انخفضت إلى أدنى مستوياتها بسبب حرب العراق وأفغانستان.
• الحكومة الإسرائيلية في حالة ضعف شديد، وهي ترى بأن شن الحرب وكسبها سوف يؤدي إلى رفع شعبيتها أما خسارة الحرب ستؤدي حكماً إلى انهيار الحكومة، والمشكلة أمام حكومة أولمرت لا تتمثل في كيفية شن الحرب وإنما في كيفية كسبها، بكلمات أخرى، هناك الكثير من الذرائع التي يمكن أن تستند عليها حكومة أولمرت في إشعال فتيل الحرب، ولكن السيطرة على نهاية الحرب لم تعد حالياً في يد إسرائيل، وذلك لأن التوازنات العسكرية قد تغيرت بقدر كبير خلال الفترة الماضية، وبالتالي يتردد الإسرائيليون كثيراً هذه الأيام إزاء الإقدام على شن الحرب حيث لم يعد بمقدورهم السيطرة عليها!!

الجمل: قسم الدراسات والترجمة