شتاينماير والمعلم يناقشان الأزمة اللبنانية والدور السوري في المنطقة
أكد وزير الخارجية وليد المعلم، أمس، أنّ سورية تعترف بلبنان كدولة عربية مستقلة ذات سيادة، مجدداً دعم دمشق لمبادرة الجامعة العربية لحل الأزمة في لبنان، فيما اعتبر نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير أنّ لسوريا دورا أساسيا في المنطقة، لافتاً إلى أنّ مساهمتها في الحد من التوترات ستؤدي إلى تطوير علاقاتها مع برلين والاتحاد الأوروبي.
وقال المعلم، خلال مؤتمر صحافي مع شتاينماير في برلين، إن سوريا «تعترف بلبنان دولة عربية مستقلة لها سيادتها وتمثيلها في الجامعة العربية وكافة المحافل الدولية»، مشيراً إلى أن عدم وجود تمثيل دبلوماسي لدمشق في لبنان لا يعني العكس.
وذكرت وكالة «سانا» السورية أنّ المعلم شدّد على «ضرورة التوصل إلى حل توافقي للازمة السياسية القائمة في لبنان» مجدداً دعم دمشق للخطة العربية ولجهود الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في هذا الصدد.
وأوضح المعلم أنّ «ألمانيا قلب أوروبا، لذا فإن تواجدنا هنا منطقي»، لافتاً إلى أن موقع سوريا الجغرافي بين العراق ولبنان وفلسطين يجعلها تقوم بدور بناء في تحقيق السلام في المنطقة، وان عدم وجود سلام يؤثر على سوريا بشكل سلبي.
واستشهد المعلم بوجود 1.5 مليون لاجئ عراقي على الأراضي السورية جراء الحرب على العراق، بالإضافة إلى لجوء نصف مليون فلسطيني من قبل بسبب الاحتلال الإسرائيلي، مذكراً بأنه نصف مليون لبناني نزحوا إلى سوريا خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
وشدد المعلم على أنّ رغبة دمشق في بذل مساعيها لإقرار السلام في المنطقة ليس على المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي فحسب، ولكن أيضا على المسار السوري الإسرائيلي، مضيفاً أنّ لسوريا أرضا محتلة، وان السلام الشامل والعادل لا بد من أن يشمل هضبة الجولان.
وأشار المعلم إلى أنه من المنتظر عقد اجتماع قمة في موسكو خلال الربيع المقبل من أجل الدفع بعمليه السلام، موضحاً أنّ وزراء الخارجية العرب اقروا ذلك خلال اجتماعهم الأخير.
من جهته، أثنى شتاينماير على دور سوريا في دفع عملية السلام، وقال «إننا في لحظة حاسمة بعد مؤتمر أنابوليس، ولدينا فرصة لإنجاح عملية السلام هذا العام»، مشدداً على أنّ الفلسطينيين والإسرائيليين ابدوا شجاعة في الانتقال من مرحلة الصمت والعنف إلى مرحلة جديدة.
كما أثنى شتاينماير على دور الجامعة العربية وأمينها العام، معتبراً أنّ نجاح تلك المساعي ليس من الضروري أن يكلل بالنجاح السريع، لكن لا بد من توافر الإرادة المشتركة لتخطي العراقيل وضرورة مشاركة كل الأطراف العربية في عملية السلام وتحديدا سوريا.
وقال شتاينماير إن المجتمع الدولي ينتظر من سوريا أن «تواصل تأثيرها على حركة حماس، ونحن نعلم جيدا أن لسوريا هذا التأثير»، كما أعرب عن تقديره للدور السوري في قضية اللاجئين العراقيين، مشيرا إلى أن ألمانيا سوف تدعم دمشق لمواجهة أعباء تلك المشكلة.
وأكد شتاينماير أنه «في حال بذلت سوريا جهودا ظاهرة وبناءة للحد من التوترات في المنطقة التي تشهد أزمات ونزاعات، فان العلاقات بين ألمانيا وسوريا، وبين الاتحاد الأوروبي وسوريا يمكن أن تتطور».
وجدد شتاينماير إدانته للتفجير الذي استهدف سيارة تابعة للسفارة الأميركية في الكرنتينا، حيث اعتبر أن «هذا يعني أننا لم نتغلب على العنف، ولذا فنحن نعول كثيرا على الجامعة العربية في أن تصل بالأزمة الدستورية اللبنانية إلى حل يحظى بتأييد جميع الأطراف في لبنان».
وكان المعلم التقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الألماني، ورئيس كتلة الاشتراكيين والليبراليين حيث جرى البحث في العلاقات الثنائية والوضع في لبنان، ووزيرة التعاون الدولي هايدي ماري فيتسوريك تسويل، فيما أوضح مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية لـ«السفير» أنّ محادثات المعلم مع شتاينماير، التي تخللها غذاء عمل، شملت العلاقات الثنائية والوضع في لبنان، وعملية السلام في الشرق الأوسط، حيث جرى التركيز على الملف الفلسطيني والمسار السوري ـ الإسرائيلي، إضافة إلى الوضع في العراق والملف النووي الإيراني.
وحول الانطباع العام لمحادثات المعلم في برلين، أكد المصدر السوري أنّ الاجتماعات كانت ودية وبناءة، وأن الجانب السوري لمس من الألمان تفهمهم لوجهة نظر سوريا في المواضيع المطروحة، كما أعربوا عن رغبتهم في مواصلة الحوار والتعاون.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد