القيادة الوسطى للجيش الأمريكي: ماذا يكمن خلف التغييرات الجديدة
الجمل: لاحظ المراقبون العسكريون أن البنتاغون لم يقرر حتى الآن من سيتولى منصب قائد القيادة الأمريكية الوسطى، وفقط تمت بعد استقالة القائد السابق الأميرال فالون تسمية نائبه الجنرال مارتن ديميسي ليقوم بمهمة القائد المكلف بتصريف الأعمال إلى حين تكتمل إجراءات تعيين القائد الجديد الذي أشارت المعلومات إلى أنه سيكون الجنرال ديفيد بتراوس القائد الحالي للقوات الأمريكية في العراق.
* القيادة الوسطى الأمريكية ماذا وراء التغييرات الجديدة:
تعتبر القيادة الوسطى الأمريكية من أكثر القيادات التي تعرضت للاختبارات وذلك بسبب خوضها حرب العراق وأفغانستان إضافةً إلى حرب الخليج الأولى التي هدفت لإخراج القوات العراقية من الكويت.
أدت التجارب والاختبارات التي تعرضت لها القيادة الأمريكية الوسطى إلى كشف الثغرات وجوانب الضعف في الأداء العسكري الأمريكي وهو الأمر الذي لم يتوافر للقيادات الأمريكية الأخرى كالقيادة الباسفيكية والقيادة الشمالية والقيادة الجنوبية وغيرها.
* ما هي أبرز التغييرات الجارية حالياً:
تقول التحليلات والمعلومات بأن القيادة الوسطى الأمريكية ما تزال تمثل السبب الرئيسي في تزايد حالة اللايقين وعدم الثقة في أوساط القيادة العسكرية المشتركة ورئاسة أركان هيئات الأركان المشتركة الأمريكية ومن أبرز خطوط التغيير في القيادة الوسطى نجد الآتي:
• إحداث المزيد من التعديلات على مذهبية الجيش الأمريكي سواء لجهة العقيدة القتالية و العقيدة العسكرية، وذلك بعد أن كشفت خبرة القيادة الوسطى عن وجود أنماط قتالية جديدة في مسارح الشرق الأوسط والشرق الأدنى لا خبرة للقوات الأمريكية بها، وعلى وجه الخصوص أسلوب حزب الله اللبناني في القتال ضد الإسرائيليين وأسلوب المقاومة العراقية في القتال ضد الأمريكيين إضافةً إلى خبرة حروب الصومال وقتال الأفغان ضد القوات الأمريكية وقوات الناتو.
• إعادة تحديد منطقة المواجهة العسكرية العراقية تحت مسؤولية القيادة الوسطى الأمريكية وذلك لجهة إنشاء قيادة إفريقية تكون مسؤولة عن المسرح القتالي الإفريقي الذي يتطلب العمل فيه خبرة قتالية خاصة تختلف عن الخبرة التي اكتسبتها القيادة الوسطى في مناطق أفغانستان والعراق.
• إجراء المزيد من التعديلات والتغييرات في هياكل قيادة القوات الأمريكية الوسطى، بالتركيز على اختيار الضباط والقادة العسكريين الذين سبق أن عملوا في مناطق المنطقة الوسطى لمعرفتهم بطرق وطبيعة مسرح المواجهة التابع للقيادة الوسطى.
* القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى وتأثير العامل الإسرائيلي:
كانت منطقة القيادة الوسطى الأمريكية تغطي المسؤولية عن العمليات العسكرية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والخليج العربي وشرق إفريقيا، أما شمال وغرب إفريقيا فكان يقع ضمن منطوقة القيادة الأوروبية باعتبارها المسؤولة عن العمليات العسكرية في غرب ووسط وشرق أوروبا بالإضافة إلى شمال وغرب إفريقيا.
التقسيم الجديد تضمن توزيع مسرح المواجهة الخاص بالقيادتين الوسطى والأوروبية إلى ثلاثة مسارح مواجهة هي:
• مسرح القيادة الإفريقية التي تم تكوينها مؤخراً والذي يغطي كل القارة الإفريقية ما عدا جمهورية مصر.
• مسرح القيادة الوسطى الذي يغطي مناطق الخليج وشرق المتوسط والشرق الأدنى إضافةً إلى أفغانستان وباكستان وآسيا الوسطى والقوقاز ومصر.
• مسرح القيادة الأوروبية الذي يغطي غرب ووسط وشرق القارة الأوروبية.
تقول التسريبات بأن إسرائيل تتمتع بوضع استثنائي بما يوفر للأمن العسكري الإسرائيلي المزيد من المزايا الاستثنائية لجهة:
• تقع إسرائيل في نقطة التقاء مناطق اختصاص مسارح القيادات الأمريكية الثلاثة الوسطى والأمريكية والإفريقية.
• القيادة الوسطى الأمريكية مسؤوليتها الإشراف على العمليات العسكرية البرية لجهة دعم أمن إسرائيل.
• القيادة الأوروبية مسؤوليتها الإشراف على العمليات البحرية العسكرية لجهة دعم أمن إسرائيل من جهة البحر الأبيض المتوسط.
وتقول التسريبات بأن إسرائيل وإن كانت تقع ضمن مسؤولية القيادة الوسطى فإن ارتباطها أكبر بالقيادة الأوروبية الأمريكية لجهة التموين والإمدادات العسكرية بالعتاد المتطور المتاح للقيادة الأوروية.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد