بيرل «ينصح» أوباما بتفادي أخطاء بوش ويحرضه على غيرها!
أكد الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما امس، تصميمه على »تعزيز العلاقات مع الحلفاء« في الحلف الاطلسي ومواجهة »التحديات الشاملة سويا«، فيما نصحه مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق ريتشارد بيرل، بـ»توخي الحذر« لتفادي ارتكاب الأخطاء ذاتها التي طبعت عهد الرئيس الحالي جورج بوش.
وقال اوباما في رسالة تليت اثناء اجتماع الجمعية البرلمانية التابعة للمنظمة الاطلسية والمنعقدة في فالنسيا في اسبانيا، »انا عازم على العمل بشكل وثيق مع الرئيس المقبل للجمعية البرلمانية للحلف الاطلسي الاميركي جون تانر من اجل تعزيز العلاقات مع حلفائنا ومواجهة التحديات الشاملة سويا«. واضاف ان الجمعية البرلمانية الاطلسية »توفر منبرا قيما لمناقشة غير رسمية والسعي الى توافق بين حلفائنا«، مؤكدا على وجوب ان تواصل هذه الجمعية »عملها الحيوي من اجل ارشاد قيادة الحلف خلال السنوات العشر المقبلة وما بعدها«. وفي السياق، اعلن المكتب الصحافي الرئاسي في جورجيا، ان أوباما اتصل هاتفيا بالرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي ليطمئنه على استمرار تأييد واشنطن لبلاده. وذكر البيان »كانت المحادثة ودية وتطرقت الى مستقبل العلاقات بين جورجيا والولايات المتحدة«. وأضاف »أكد أوباما مساندته لوحدة الاراضي الجورجية وأبدى اهتمامه باستمرار الاصلاح في جورجيا. وأعرب أوباما عن أمله في ان يلتقيا في المستقبل القريب«.
في موازاة ذلك، جدد الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف قوله إنه يرى فرصا جديدة لتحسين العلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة بمجرد تولي أوباما الرئاسة. واوضح »في ظل الوضع الحالي تتكشف فرص طيبة جديدة.. وآمل أن تتبنى الإدارة الجديدة والرئيس الجديد للولايات المتحدة رؤية جديدة«، مضيفا »الآن بالتأكيد هناك مشاكل مع الإدارة الحالية. إنها قبل كل شيء أزمة ثقة.. وفي الوضع الراهن يجري فتح احتمالات إيجابية جديدة. إننا ملتزمون بالتعاون«.
وكان مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق ريتشارد بيرل، الذي انقلب على إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش في ما يتعلق بالحرب على العراق، نصح الرئيس المنتخب بالحذر لتفادي ارتكاب الأخطاء ذاتها التي ارتكبها بوش. وأقر بيرل، الذي عرف بـ»أمير الظلام« وكان يعتبر من أهم المنظرين لغزو العراق، في مقابلة مع مجلة »فورين بوليسي« بأن المسؤولية الأكبر في الأخطاء الكبرى التي ارتكبت في الحرب تقع على الرئيس بوش نفسه.
وتحدث بيرل عن »وديعة بوش« وكيف يمكن للإدارة المقبلة تفادي الأخطاء ذاتها. ففي ما يتعلق بروسيا، قال ان أهم ما يحتاجه أوباما هو »الاستراتيجية التي لا أعتقد اننا نملكها الآن، وذلك عبر المساعدة في إنشاء خطوط أنابيب لتخفيف اعتماد حلفائنا على الغاز الروسي بشكل خاص والنفط أيضاً«، معتبرا انه »كلما زاد اعتماد الدول المجاورة لروسيا عليها، كلما زاد الروس عدائية«.
وحذر بيرل أوباما من وقف دعم جورجيا التي هي الآن »ديموقراطية وفقاً للمعايير الإقليمية طبعاً. صحيح أنهم ارتكبوا أموراً حمقاء غير انهم تعرضوا للغزو«، مشيراً إلى ان تخلي الأميركيين عن جورجيا كرمى لعيون رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين سيكون »مدمراً جداً جداً. ولن يحسن علاقة واشنطن بموسكو«.
وفي ما يتعلق بإيران، نصح بيرل الذي يعد احد ابرز وجوه المحافظين الجدد، بعدم التفاوض مع الإيرانيين »بعيداً عن برنامجهم النووي وبعيداً عن تحالفاتهم الإرهابية«. وأضاف انه »من الوهم الاعتقاد بأن المفاوضات ستنجح. وسيدرك أوباما هذا الأمر عاجلاً أم آجلاً«. واعتبر ان العقوبات المشددة قد تنفع في هذه المرحلة لأن أسعار النفط انخفضت كثيراً و»الاقتصاد الإيراني في وضع سيئ«.
وعن العراق، قال بيرل انه لم يتوقع مطلقاً أن يستمر العراق تحت الاحتلال الأميركي، غير انه قال ان هذا البلد »تحرر فعلاً«. وحذر من ان الوضع الأمني قد يتدهور بشكل خطير، متوقعا قيام »حكومة عراقية تمثل مختلف شرائح الشعب العراقي ولا تشبه نظامنا أو بعض الأنظمة الديموقراطية. ولكن إذا كانت تمثل جميع العراقيين، وإذا بدأ الوضع الاقتصادي يتحسن، نعم أعتقد ان العراقيين سينظرون إلى الوراء ويقولون: دفعنا ثمناً باهظاً ولكن هذه النتيجة تستحق ذلك«.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد