«خطة» أوباما: مؤتمر دولي ودولة فلسطينية في 2012
نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» امس، ما اعتبرته «خطة» الرئيس الاميركي باراك اوباما لإنشاء دولة فلسطينية قبل انتهاء ولايته في العام 2012، والتي تبدأ بعقد مؤتمر دولي على غرار «مؤتمر مدريد» الذي عقد في العام 1991. وأشارت الصحيفة في تقرير لمراسلتها في واشنطن أورلي أزولاي، إلى أن اوباما وممثليه عرضوا مؤخرا مبادئ هذه الخطة على ملكي السعودية عبد الله والأردن عبد الله الثاني، والرئيس المصري حسني مبارك، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأوضحت الصحيفة أن ممثلي الادارة الاميركية شددوا على انهم لن يتمكنوا من فرض تسوية على الطرفين او جدول زمني لإقامة السلام، بل ولن يحاولوا فعل ذلك. ولكنهم مع ذلك، يتوقعون ان يروا منذ الآن بوادر حسن نية من الطرفين تؤدي الى بدء المحادثات، وبعد ذلك محادثات مكثفة تتضمن مفاوضات حول قضايا الحل النهائي وبينها مفاوضات حول طبيعة الدولة الفلسطينية.
وأشارت «يديعوت» إلى أنه وفق مسار اوباما، فإن حوارا جوهريا سيجري في غضون السنة ونصف السنة المقبلة بين اسرائيل والفلسطينيين بهدف احداث اختراق وذلك للإعلان عن اقامة الدولة الفلسطينية في العام 2012. ومن المفترض أن يعرض اوباما في وقت قريب مبادئه لمبادرة السلام في خطاب مركزي.
وتجدر الإشارة إلى أن القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، لفتت أمس الأول إلى أن مسؤولين أميركيين استفسروا عن موقف الحكومة الإسرائيلية إذا ما دعا الرئيس اوباما في خطابه المقبل في واشنطن إلى مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط. وأوضح التلفزيون أن هذه الدعوة مرحب بها بشكل ما في إسرائيل لأنها تترك للمفاوضات الثنائية بين إسرائيل وكل من سوريا والفلسطينيين فرصة التوصل لاتفاق.
وأشارت «يديعوت» إلى أن البيت الابيض لا يزال ينتظر أجوبة نتنياهو على سؤالين مركزيين: هل ستوقف اسرائيل البناء في المستوطنات؟ وهل ستتعهد اسرائيل دخول مفاوضات على مبدأ الدولتين؟. وقالت أن الأجوبة على ذلك ـ ولو جزئيا ـ سترد في خطاب نتنياهو في جامعة بار ايلان يوم الأحد المقبل. وهناك توقعات بأن يعلن نتنياهو عن استعداده المشاركة في خطوة دولية تهدف إلى تحقيق سلام اقليمي.
في إطار هذه الخطوة، من المتوقع أن تعلن اسرائيل استعدادها لإقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة، وهي الفكرة التي رفضها الفلسطينيون في الماضي خشية أن تصبح الحدود المؤقتة، دائمة.
وتابعت «يديعوت» أن نتنياهو يرى في الخطاب لحظة الحقيقة له كرئيس وزراء، وهو يعتزم الكشف عن خطته السياسية التي عمل عليها في السنوات العشر الاخيرة. والنقاط الأساسية في الخطاب باتت متبلورة في رأس نتنياهو ولكن مضمونه ليس معروفا لأحد غيره. وأوضحت أن أحد السيناريوهات التي تدرس لتقدم فكرة الاتفاق الإقليمي هو عقد مؤتمر دولي بمشاركة اسرائيل، الدول العربية المعتدلة، الفلسطينيين، الاميركيين، ودول اخرى يتم تجنيدها لدعم المسيرة السياسية. وأضافت أنه خلف الكواليس، تجري اتصالات دبلوماسية حثيثة بين اسرائيل، الولايات المتحدة، فرنسا، روسيا، السعودية، مصر، الاردن، دول الخليج والاتحاد الأوروبي لتحريك الخطوة.
وبحسب «يديعوت»، فإن الاقتراحات التي طرحت للبحث، تنطوي على الإعلان في المؤتمر عن بدء مفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، تقوم في ختامها دولة فلسطينية مستقلة الى جانب اسرائيل. وتتمتع اسرائيل في المقابل برزمة ضمانات دولية ضمن أمور اخرى: اعتراف الدول العربية بإسرائيل، وخطوات تطبيع كالسماح لرجال اعمال إسرائيليين بالدخول الى الدول العربية، السماح للطائرات الاسرائيلية بالعبور في المجال الجوي العربي، بل وإقامة مكاتب مصالح اسرائيلية في دول عربية عديدة.
وفي موضوع القدس المحتلة مثلا، سيعرض حل رعاية دولية للاماكن المقدسة، وان تكون القدس عاصمة الدولتين. اسرائيل تميل الى الموافقة على انعقاد المؤتمر الدولي، شريطة أن يعلن ان الدولة الفلسطينية التي ستقام ستكـــون مجردة من السلاح، وان الكتل الاستيطانية ستبقى في يد اسرائيل في كل تسوية، يحتمل في إطار تبادل للأراضي.
وقال اوباما نفسه انه لا معنى لوضع جدول زمني مصطنع لإقامة الدولة الفلسطينية، ولكن الجداول الزمنية المتوقعة تعرض على الأطراف كي توضح بان الادارة تتوقع التقدم. اذا لم يكن هناك اختراق حتى نهاية السنة، ستجري الادارة في واشنطن إعادة تقويم. وخلصت الصحيفة إلى أنه يبدو أن سوريا ايضا ستدعى الى المؤتمر. وذكرت أن المبعوث الاميركي الخاص جورج ميتشل سيصل الى دمشق وبيروت لفحص ما إذا كان هناك معنى لإدراج السوريين في محادثات السلام القريبة.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد