تقويم نتائج جولة الانتخابات البرلمانية والرئاسية في كردستان العراقية
الجمل: تابعت الأوساط الإقليمية والدولية باهتمام بالغ جولة الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي جرت مؤخراً في إقليم كردستان العراقي ويقول الخبراء أن هذه الانتخابات اكتسبت أهميتها ليس لدورها في تحديد الطرف الذي سيسيطر على أربيل وحسب، وإنما بسبب دورها في التأثير على الأداء السلوكي السياسي العراقي والتركي والأمريكي في المنطقة.
* تحليل نتائج الانتخابات البرلمانية: التقييم الكمي الرقمي:
بلغ إجمالي عدد الذي أدلوا بأصواتهم في الانتخابات 2518229 شخصاً منهم 898735 سجلوا للتصويت في أربيل وحدها (معقل مسعود البرزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني)، و1058189 شخصاً سجلوا في السليمانية (معقل جلال الطالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني)، و568849 شخصاً سجلوا في الدهوك التي هي أقرب لدعم البرزاني.
وعلى أساس النسب المئوية فقد أشارت التحليلات الرقمية والإحصائية إلى الآتي:
• 78% من إجمالي المسجلين شاركوا في التصويت.
• 79% نسبة التصويت في أربيل.
• 74% نسبة التصويت في السليمانية.
• 85% نسبة التصويت في الدهوك.
• 15% نسبة التصويت في العاصمة بغداد.
وما هو لافت للنظر أن أكراد بغداد كانوا الأقل اهتماماً بالتصويت في انتخابات كردستان وهو أمر يشير ويؤكد على أنهم أصبحوا أكثر إحساساً بالانتماء إلى الهوية العراقية وليس الكردستانية وبالتالي لا يتملكهم الإحساس بجدوى ما يدور في إقليم كردستان وإنما ما يدور على أساس الاعتبارات الوطنية العراقية بمعناها الكلي الشامل وبسبب ذلك فإن 85% من الأكراد في بغداد لم يشاركوا في الانتخابات وهو رقم لا يمكن تجاهله لأنه حسب التقاليد الانتخابية – الإحصائية يعتبر مؤشراً للمقاطعة والعزوف الشديد.
* معايرة الوزن السياسي للأحزاب والقوى السياسية الكردية:
بلغ عدد الأحزاب والقوى التي شاركت في انتخابات كردستان 41 حزباً وبرغم هذه الكثرة فقد انحصرت المنافسة في ثلاثة أحزاب رئيسية هي:
• قائمة كردستان: وتمثل تحالف البرزاني (الحزب الديمقراطي الكردستاني) – الطالباني (الاتحاد الوطني الكردستاني).
• قائمة التغيير: ويتزعمها نوشروان مصطفى الذي انشق عن الاتحاد الوطني الكردستاني، وناميك سالم الذي انشق عن الحزب الديمقراطي الكردستاني.
• قائمة الخدمة والإصلاح: تمثل تحالفاً يضم: الاتحاد الإسلامي الكردستاني – الجماعة الإسلامية في كردستان – حزب المجتمع الديمقراطي الكردستاني – الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني – حزب المستقبل.
أسفرت نتيجة الانتخابات عن الآتي:
• 57% من الأصوات لصالح قائمة كردستان (البرزاني - طالباني).
• 23% من الأصوات لصالح قائمة التغيير (نوشروان - ناميك).
• 12% من الأصوات لصالح قائمة الخدمة والإصلاح (الإسلاميون والاشتراكيون وحزب المستقبل).
على هذه الخلفية يكون تحالف القوى السياسية الكردية التقليدية (البرزاني - الطالباني) قد حصل على الأغلبية وتليها القوى الأخرى التي حصلت مجتمعة على 35% من إجمالي الأصوات.
* صيغة توازن القوى في البرلمان الكردستاني الجديد:
على أساس اعتبارات نتائج الانتخابات الكردستانية فإن توزيع المقاعد في البرلمان الجديد سيكون على النحو الآتي:
• 62 مقعداً لصالح تحالف الحزب الديمقراطي مع الاتحاد الوطني.
• 26 مقعداً لصالح تحالف نوشروان مصطفى – ناميك سالم.
• 12 مقعداً لصالح تحالف الإسلاميين والاشتراكيين وحزب المستقبل.
تأسيساً على ذلك فقد أصبح بإمكان الزعماء التقليديين (برزاني – طالباني) فرض سيطرتهما على هياكل السلطة التشريعية في إقليم كردستان. بكلمات أخرى، يستطيعان تمرير القرارات داخل البرلمان وفقاً للأغلبية الميكانيكية (50%+1) وليس الأغلبية المطلقة (66%)، إضافة لذلك فإن المعارضة داخل البرلمان الكردستاني الجديد لن تستطيع الوقوف بسهولة في مواجهة تحالف البرزاني – الطالباني لأن الفارق الكبير في عدد المقاعد سوف لن يتيح لها التمتع بصيغة توازن القوى الهش.
أداء السلطة التشريعية في إقليم كردستان سيمضي قدماً لجهة إكمال مسيرة السلطة التشريعية السابقة وإضافة لذلك سوف لن تتمكن المعارضة الكردية من تمرير التشريعات التي تطالب بمكافحة الفساد ومحاسبة رموزه.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد