كندا واحتمالات حرب الوكالة ضد روسيا
الجمل: صرح وزير الدفاع الكندي بيتر ماكاي محذراً روسيا من مغبة إرسال طائراتها لجهة التحليق في أجواء منطقة أركتيك القطبية المتنازع عليها بين روسيا والولايات المتحدة وكندا والدانمارك والنرويج، وإضافة لذلك فقد تزايدت تقارير أجهزة الإعلام الكندية لجهة التحذير بأن الطائرات الروسية ستتصدى لتحليق الطائرات الحربية الكندية.
* خلفيات الصراع حول منطقة أركتيك القطبية:
بسبب الاحترار العالمي المناخي المتزايد، فقد شهدت منطقة القطب الشمالي ذوبان كميات هائلة من الكتل الجليدية وترتب على ذلك ظهور قطعة أرض كبيرة تتميز بالخصائص الآتية:
• وجود كميات كبيرة من النفط والغاز.
• ظهور الأرض بشكل مقابل لسواحل شمال روسيا وشمال الدانمارك والنرويج المطلة على المحيط المتجمد الشمالي.
سارعت الولايات المتحدة للاستحواذ على أراضي أركتيك وتذرعت بأن للولايات المتحدة حدود سياسية مطلة على القطب الشمالي وتحديداً عبر ولاية آلاسكا وفي الوقت ذاته تحركت كندا متذرعة بالأسباب ذاتها، أما روسيا والدانمارك والنرويج فقد طالبو بضرورة تطبيق القانون الدولي الذي يؤكد على أحقية الدولة في ضم الجزر التي تكون الأقرب لسواحلها.
بالمقابل سعت كل من الولايات المتحدة وكندا للاستناد على المبدأ القائل أن منطقة أركتيك كان أول من اكتشفها هم الرحالة الأمريكيون والكنديون الذين كانت لهم الأولية في رفع العلم الأمريكي والكندي على تخوم القطب المتجمد الشمالي وبالتالي فإن مجرد الرفع الاستباقي للعلم يؤكد في حد ذاته أن أمريكا وكندا مارستا عملياً السيادة الاستباقية على القطب المتجمد الشمالي.
* كندا واحتمالات حرب الوكالة ضد روسيا:
تقول التسريبات والمعلومات التي نشرها موقع ستوب ناتو الإلكتروني بالآتي:
• قامت روسيا مؤخراً بتنفيذ عملية إسقاط مظلي واسعة النطاق على بعض مناطق قارة أركتيك القطبية.
• أعلنت كندا عن استعداد طائراتها الحربية الهجومية من طراز إف-16 للاضطلاع بمهام الحفاظ على سيادة الأراضي الكندية في القطب الشمالي.
إضافة لذلك، أصدرت السلطات الكندية احتجاجاً شديد اللهجة زعمت فيه أن روسيا قامت بانتهاك السيادة الكندية وتشير المعلومات إلى قيام القيادة الشمالية الأمريكية وقيادة الناتو بتشكيل فرق عمل من الخبراء العسكريين لتقديم المساعدات لكندا (العضو في حلف الناتو) للدفاع عن النفس في مواجهة الانتهاكات الروسية.
أكد الخبير ريك روتزوف أن زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأخيرة لكندا تضمنت تفاهماً أمريكياً – كندياً توصل إلى ضرورة قيام الولايات المتحدة بمساعدة كندا من أجل وضع حد لطلعات طائرات التيلوف الروسية المستمرة منذ عام 2007 في أجواء القطب الشمالي ومن الواضح أن الدانمارك والنرويج في حالة اندلاع المواجهة العسكرية ستقفان إلى جانب كندا طالما أن حلف الناتو هو الإطار العسكري والاستراتيجي الذي يجمع الدانمارك وكندا وأمريكا وكندا.
عمليات التعبئة العسكرية الفاعلة في مناطق القطب المتجمد الشمالي لم تقتصر على روسيا وكندا حصراً، وإنما بدأت كل من الدانمارك والنرويج في إرسال بعض القطع العسكرية التابعة لها إلى المنطقة وإضافة لذلك تقول بعض التسريبات أن الولايات المتحدة قد بدأت عملياً بتزويد القوات الدانماركية والنرويجية بالأسلحة والعتاد العسكري الخاص بالقتال في المسارح الحربية الجليدية. النموذج الحربي المتوقع أن تأخذه المواجهة مع روسيا، سيكون على غرار نموذج الحرب الجورجية – الروسية التي سعت واشنطن فيها إلى دفع جورجيا للقيام بدور البروكسي الذي يخوض الحرب ضد روسيا بالوكالة عنها.
حتى وإن لم تندلع المواجهة المسلحة ضد روسيا فإن مجرد القيام بعمليات التعبئة العسكرية الفاعلة وتصعيد التوترات السياسية والدبلوماسية ستسعى واشنطن إلى استخدامه لمصلحتها عن طريق تصعيد حملة بناء الذرائع التي تسعى لإقناع الأوروبيين بضرورة التمسك بوجود الغطاء العسكري الدفاعي الأمريكي طالما ان الخطر الروسي الجديد حل محل الخطر السوفيتي السابق إضافة إلى ضرورة إعطاء واشنطن وزناً أكير في علاقات عبر الأطلنطي ويقول الخبراء أنه إذا كان الهدف المعلن هو دفاع كندا عن أراضيها فإن الهدف غير المعلن هو نجاح واشنطن في مساعيها لقطع الطريق مرة ثالثة على النزعة الأوروبية الاستقلالية إضافة إلى بسط النفوذ الأمريكي بقوة أكبر على بلدان الاتحاد الأوروبي.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد