مصر: استمرار المظاهرات والأهالي يقيمون نقاط تفتيش في الشوارع
تحدى الاف المتظاهرين قرار حظر التجول واستمروا في التظاهر مطالبين برحيل الرئيس المصري حسني مبارك رغم دفع الجيش المصري بمزيد من التعزيزات الى مخلتف المدن المصرية للسيطرة على الاوضاع الامنية التي تشهد حالة انفلات شبه كامل.
وقد شكل السكان في القاهرة مجموعات لحراسة ممتلكاتهم حاملين العصي والسكاكين كما اقاموا نقاط تفتيش بعد انتشار عمليات النهب والسلب في عدد من الاحياء وسط غياب تام لقوات الشرطة فيما تكتفي قوات الجيش بحراسة المنشآت الحيوية.
وفي اول رد فعل على تعيين اللواء عمر سليمان نائبا للرئيس وتسمية رئيس وزراء جديد لمصر اعلنت الولايات المتحدة ان تغيير الاشخاص غير كاف واكدت على الحاجة الى اجراء تغيير سياسي "حقيقي".
وزادت الادراة الامريكية من ضغوطها على مبارك لاجراء اصلاح ديمقراطي مهددة باعادة النظرة بالمعونات المالية الكبيرة التي تقدمها لمصر في عدم انصياع الحكومة المصرية للدعوات الامريكية.
من جهة اخرى اشارت مصادر طبية وامنية الى ان عدد ضحايا المواجهات بين المتظاهرين وقوات الامن منذ اندلاع المظاهرات الى اكثر من مائة بعد ورود انباء عن مقتل 17 متظاهرا على الاقل في مدينة بني سويف.
كما احرق متظاهرون مقري مباحث أمن الدولة فى الاسماعيلية وفي مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة كما أحرقوا قسم شرطة دمنهور.
وفي مدينة بنها بمحافظة القليوبية احرق بعض الاشخاص مقر المحافظة واستراحة المحافظ وهاجموا اقسام الشرطة واستولوا على الاسلحة منها واستخدموها لترويع المواطنين وسرقتهم
وفي مؤشر الى تردي الاوضاع الميدانية افادت مصادر رسمية في مطار القاهرة ان 19 طائرة خاصة غادرت المطار توجهت معظمها الى دبي وعلى متنها كبار رجال الاعمال المصريين والعرب ومن بينهم نجيب سويرس وحسين سالم.
وكان مبارك قد عين مدير المخابرات المصرية عمر سليمان نائبا للرئيس وتكليف أحمد شفيق بتشكيل الحكومة.
وقال التلفزيون المصري الرسمي ان الرئيس مبارك قد عقد محادثات ازمة مع عدد من كبار المسؤولين المصريين في مقر الرئاسة المصرية.
ونفى التلفزيون أيضا ما تردد من أنباء عن سفر علاء وجمال مبارك نجلي الرئيس المصري خارج البلاد.
وقد أعلن الحزب الوطني الحاكم أنه قبل استقالة أحمد عز من أمانة التنظيم في الحزب، ويعد عز من أبرز قيادات الحزب الحاكم ومن كبار رجال الأعمال.
وقد ناشد الجيش المصري المواطنين الالتزام بحظر التجول ودعا المتحدث العسكري اللواء اسماعيل عثمان المواطنين إلى التصدي لعمليات السلب والنهب.
وقال المتحدث إن الجيش يلتزم بأقصى درجات ضبط النفس في التعامل مع المتظاهرين مناشدا المواطنين بعدم الوقوف في تجمعات في الشوارع والمدن الرئيسية وتوعد المخالفين لحظر التجول بإجراءات صارمة.
وقالت مصادر طبية إن خمسة اشخاص على الأقل قتلوا في احتجاجات يوم السبت بالقاهرة ،واكد الدكتور ياسر سيد من وزارة الصحة المصرية ان ذخيرة حية قد اطلقت على بعض المتظاهرين.
وأظهرت الصور عمليات تخريب تعرض لها المتحف المصري في ميدان التحرير وسط القاهرة ومقر مجمع المحاكم في شارع الجلاء.
لكن زاهي حواس رئيس المجلس الأعلى للآثار نفى وقوع سرقات في المتحف المصري.
كما أن المئات من المواطنين في منطقة مساكن الشيراتون في ضاحية مصر الجديدة نزلوا إلى الشوارع لحماية ممتلكاتهم.
وفي أحدث تطور قالت مصادر أمنية لوكالة فرانس برس إن 13 شخصا قتلوا في اشتباكات بين الشرطة ومحتجين في مدينة بني سويف جنوب القاهرة
وفي الاسماعيلية شمال شرق القاهرة أفادت أنباء باحتراق مبنى مباحث أمن الدولة بمحافظة الإسماعيلية واستيلاء المتظاهرين على الأسلحة الشخصية للضباط والجنود وفرار آخرين بعد إطلاق نار تقول الأنباء إنه أسفر عن سقوط قتيلين بين المحتجين بينما يحمي الجيش المباني الحكومية الرئيسية.
ووقعت اشتباكات بين متظاهرين وقوات أمن في محيط وزارة الداخلية اسفرت عن وقوع إصابات.
واقامت قوات الجيش حاجزا لمنع المتظاهرين الاخرين من اقتحام مبنى وزارة الداخلية التي تتجمع قوات الامن بداخله.
وافادت وكالة رويترز ان الجيش صد محاولة من مئات الاشخاص لاقتحام احد المباني التابعة للمصرف المركزي المصري في القاهرة.
وقد تحركت مدرعات الجيش من منعطف القصر العيني متوجهة الى موقع الاشتباكات قرب وزارة الداخلية.
وسارت الحشود وسط القاهرة مرددة شعارات تقول الشعب والجيش يد واحدة، ومطالبة برحيل النظام المصري الحاكم.
وتجمعت اعداد كبيرة من المتظاهرين امام مبنى التلفزيون المصري، ولم يتدخل الجيش لتفريقهم على الرغم من سريان حظر التجوال منذ الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي المصري.
كما احتشد اكثر من خمسين الف متظاهر وسط مدينة الاسكندرية في تظاهرة حاشدة مطالبة برحيل الرئيس المصري.
وشهدت عدة مدن مصرية اخرى تظاهرات حاشدة حملت المطالب ذاتها، شاب بعضها اشتباكات مع الامن واحداث عنف.
و أصدر شيخ الأزهر في مصر بيانا دعا فيه إلى وقف إراقة الدماء.
قام عدد من بدو سيناء بتفجير مقر امن الدولة في المدينة ما اسفر عن مقتل شخص واحد وجرح 12 ، كما اكد الصحفي اشرف سويلم من مدينة رفح المصرية.
وسبق ان اكد المحتجون البدو في شمال سيناء تلقيهم اتصالا من "جهة سيادية" طلبت منهم التعاون في ضبط الحدود مع قطاع غزة وذلك بعد ورود تقارير غير مؤكدة عن تسلل عدد من الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية.
-هذا وقد سيطر بدو سيناء بالكامل على مدينتي الشيخ زويد ورفح المصريتين في ظل غياب كامل لقوات الأمن ويؤكدون عدم سماحهم بعودة قوات الشرطة الا بعد الإفراج عن معتقليهم وإسقاط التهم الغيابية.
يذكر أن قوات الجيش غير مسموح لها بالدخول إلى تلك المناطق وفق اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل.
وتواردت انباء عن حصول اكثر من تمرد او اشتباكات في وقرب عدد من السجون المصرية
وذكرت مصادر في سجن ابو زعبل ان تمردا جرى داخل السجن واستولى معتقلون سياسيون على السجن وان الشرطة تحاصرهم داخل مبنى السجن.
بيد ان محمد محمود سامي احد المعتقلين السياسيين في سجن ابو زعبل قال في اتصال مع بي بي سي ان أعصاب المعتقلين هادئة الآن، بالرغم من معرفتهم انهم من الممكن ان يموتوا برصاص الشرطة.
وقال ان الشرطة قفلت الابواب عليهم وتركتهم منذ اول امس دون اكل او شرب فحاول المعتقلون الخروج الا انه تم جلب تعزيزات اضافية من الشرطة بلغت حسب تعبيره 50 شرطيا.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد