بوش يعترف بالتشابه بين حربي العراق وفيتنام
أقر الرئيس الأميركي جورج بوش للمرة الأولى بوجود تشابه بين غزو بلاده للعراق والحرب في فيتنام. جاء ذلك بينما ارتفعت الخسائر في صفوف القوات الأميركية في العراق إلى 67 قتيلا منذ مطلع الشهر الجاري ليصل إجمالي القتلى منذ الغزو في مارس/آذار 2003 إلى نحو 2770 جنديا.
وردا على سؤال لشبكة التلفزيون الأميركية "إيه بي سي" حول تشبيه الهجمات الحالية على الجنود الأميركيين بالعراق بعملية "تيت" العسكرية الشهيرة التي كانت نقطة تحول ضد الأميركيين خلال حرب فيتنام، قال بوش إن كاتب المقال الصحفي توماس فريدمان في صحيفة نيويورك تايمز"قد يكون على حق".
وأقر الرئيس الأميركي بتصاعد مستوى العنف في العراق مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في السابع من الشهر المقبل. ورفض أي انسحاب لقوات بلاده قبل "قيام عراق قادر على حكم نفسه بنسفه والدفاع عن نفسه"، وكذب ما يقال عن أن الإدارة تبتعد يوميا عن هذا الهدف.
وقال بوش إن إدارته ستبتعد يوميا عن أهدافها في حال استعمل عدد القتلى لتحديد النصر أو الفشل "للسياسة التي ينتهجها، وأضاف أن "العدو يسعى بالتحديد إلى كسر العزم الأميركي من خلال شنه هجمات وتصعيد العنف الطائفي".
وكان الهجوم على تيت الذي شنه ثوار الفيتكونغ الفيتناميون وجيش فيتنام الشمالية على القوات الفيتنامية الجنوبية والأميركية اعتبارا من يناير/كانون الثاني 1968 قد انتهى بما يمكن اعتباره هزيمة عسكرية كبيرة للقوات الشيوعية.
ولكنه اعتبر بمثابة نصر نفسي كبير لها وتحولا في مجرى الحرب لصالح الشماليين الذين صعدوا هجماتهم حتى غادر آخر جندي أميركي فيتنام في مارس/آذار 1973. وبلغت خسائر الأميركيين في الحرب نحو 57 ألف قتيل و 153303 جرحى.
ويسعى الرئيس الأميركي لإنقاذ حزبه الجمهوري من فقدان أغلبيته البرلمانية على خلفية عدة قضايا داخلية وخارجية أهمها العراق. وينتظر بوش توصيات من وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر لإيجاد مخرج من المأزق العراقي.
لكن المراقبين يستبعدون أن يعمل بوش بهذه التوصيات التي أعدتها لجنة يرأسها بيكر سميت مجموعة دراسة العراق وتضم أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
ولن يكشف عن الخطة إلا بعد أسابيع من الانتخابات، وذكر مسؤول مطلع على مناقشات المجموعة أن الأعضاء يتجهون بوضوح نحو التوصية بإجراء تغييرات لا إلى تأييد سياسة بوش الحالية. وتردد أن من بين الخيارات التي بحثتها المجموعة الانسحاب على مراحل أو إجراء حوار مباشر مع سوريا وإيران.
ويعتبر كثيرون أن الرئيس يتبع حتى الآن إستراتيجية مواصلة المسار من خلال مساندة حكومة نوري المالكي على أمل أن يتمكن من وقف تصاعد وتيرة العنف الطائفي. ويريد الرئيس الأميركي أن يسلم المسؤولية عن الأمن لقوات عراقية لكن بعد التأكد من قدرتها على الاضطلاع بها.
وكان آخر استطلاع للرأي قد أظهر أن نسبة التأييد للحزب الجمهوري عند أدنى مستوى لها على الإطلاق. الاستطلاع أجرته محطة تلفزيون "أن بي سي" الأميركية وصحيفة وول ستريت جورنال وقال 47% إنهم أقل تأييدا لاحتفاظ الجمهوريين بأغلبيتهم مقابل 14% أيدوا الإبقاء على التشكيلة الحالية للكونغرس.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد