الخزن: 300 ألف طن سكر قريباً لدعم المنافذ والاحتياطي
يبدو أن حالة الاعتراض التي أبداها مستوردو مادتي السكر الأبيض والرز على قرار إلزامهم ببيع نسبة 15% من مستورداتهم لمصلحة مؤسسات الخزن والتسويق والاستهلاكية، ورفضهم الالتزام بمضمونه لم يدع مجالاً أمام الوزارة ومديرياتها إلا التلويح بالعصا وتطبيق العقوبات المنصوص عنها بحق المخالفين المعترضين، وهم يمثلون الشريحة الكبرى من فئة المستوردين لهاتين المادتين.
فقد كشفت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أنه تم حرمان عدد من مستوردي السكر والرز من إجازات الاستيراد لمدة عام كامل مع اقتطاع نسبة 15% من التمويل المخصص لمستورداتهم من المادتين المذكورتين من مصرف سورية المركزي، وأوضحت مصادر الوزارة أن المستوردين المذكورين والمعاقبين خالفوا قرار وزارة التجارة الملزم لهم بيع مؤسسات التدخل الإيجابي نسبة 15% من مستورداتهم من السكر والرز، وقد تم ضبطهم بناءً على البيانات الجمركية التي تقدمت بها إدارة الجمارك إلى الوزارة بموجب التنسيق والتعاون القائم بين الجهتين، ولعدم مراجعة هؤلاء المستوردين الوزارة للحصول على قرارات لتسعير مستورداتهم، وبالتالي عدم ورود تعهد خطي أيضاً من مؤسستي الاستهلاكية والخزن والتسويق يفيد ببيعهم النسبة المذكورة.
وتشير مصادر الوزارة إلى أن المستوردين للمادتين المذكورتين لن يجدوا سبيلاً سوى القبول بالقرار، لأن المخالفة تكلفهم الكثير وقد تؤثر في عملهم التجاري، فضلاً عن الخسائر المالية التي سيتعرضون لها جراء خصم مبالغ من التمويل المخصص لمستورداتهم، ومن ثم فإن الوزارة لن تتغاضى عن أي مستورد مخالف، لأن التغاضي بحد ذاته سيؤدي إلى رفع الأسعار وهذا يخالف السياسة التي تتبعها الوزارة في الوقت الراهن والرامية إلى تأمين انسياب كميات كبيرة من السلع والمواد الغذائية وبأسعار مدروسة بموجب قرارات التقييد الصادرة مؤخراً بحق جميع السلع الغذائية وبعض المنتجات غير الغذائية.
ويشار إلى أن الوزارة ألزمت المستوردين لمادتي السكر والرز ببيع 15% من مستورداتهم لمؤسسات التدخل بهدف خلق نوع من التوازن السعري في السوق ومنع التجار والمستوردين من رفع الأسعار والتحكم بها، وإن العقوبات التي تضمنها القرار صارمة تضع التجار أمام خيارين إما الالتزام وإما عدم الاستيراد، لأن الاستيراد ومخالفة القرار سيعرضهم إلى العقوبات التي وجهت بها رئاسة مجلس الوزراء.
وفي سياق منفصل أكد مدير عام المؤسسة العامة للخزن والتسويق المهندس حسن مخلوف أنه في ظل الظروف الحالية والاستثنائية أصبح من المهم جداً تدخل المؤسسة في الأسواق كصمام أمان للمنتج والمستهلك من خلال الدور الذي تقوم به.
و كشف مخلوف أنه تم استيراد 240 طن فروج إيراني وبيعها في صالات المؤسسة والتعاقد على 1000 طن فروج أوكراني بأسعار أقل من أسعار الأسواق المحلية، إضافة إلى أن كمية السكر التي تم استيرادها وصلت إلى 250 ألف طن، وتم التعاقد على 300 ألف طن سكر لتوزيعها على المنافذ كافة ودعم منافذ الاستهلاكية لتأمين حاجة البطاقة التموينية وترميم الاحتياط الإستراتيجي.
وأشار مخلوف خلال عام 2013 قامت المؤسسة بافتتاح أكثر من 40 صالة ومنفذ بيع لتقديم الخدمات، وإعادة تأهيل الكثير من الصالات وفق متطلبات الحياة الحديثة كمولات ذاتية مثل صالة المزة القديمة ومزة فيلات غربية وحالياً سيتم تأهيل صالة الجلاء، وعن المسالخ اللحوم أفاد مخلوف: يتم العمل الآن على «تجهيز مسلخ جديد في منطقة سوق الهال حيث قامت العصابات المسلحة بتخريب المسلخ المركزي في منطقة جوبر ويقوم المسلخ الجديد بالذبح لمدينة دمشق بحدود 1000 رأس يومياً من الغنم و100 رأس عجل أيضاً».
أوضح مخلوف أن الزيادة المتنامية في المبيعات أتت «بفضل الإجراءات الإدارية والميدانية التي اتخذت من إدارة المؤسسة لتفعيل عمل منافذ البيع والنقاط الإنتاجية حيث أصبحت منشآت المؤسسة المكان الأنسب لكل باحث عن تسويق جيد بسبب الأسعار المعتدلة والبضاعة الجيدة إضافة إلى المعاملة الحسنة والخدمة والتوزيع المتقدم»، حيث بلغت قيمة المبيعات حتى النصف الأول من 2013 قرابة 5 مليارات ل. س.
وعن الصعوبات التي تواجه المؤسسة بشكل عام قال مخلوف: «نواجه صعوبات في عملية نقل المواد وخاصة للمناطق الساخنة من وإليها، إضافة لخروج عدد كبير من الصالات من الخدمة فيها، وسرقة عدد من السيارات السائقين واستشهاد عدد من عمال المؤسسة»، مشيراً إلى أن المؤسسة تقوم بمهامها حيث «قامت بتسويق التفاح من الجولان المحتل بيعه بأسعار منافسة ما شكل دعماً لأهلنا في الجولان، وتم تفويض مديري الفروع ورؤساء الدوائر في المحافظات بالإصلاحيات الكافية للعمل ولاسيما ما يتعلق بعملية المتاجرة»، موضحاً سعي المؤسسة إلى تأمين السلع الغذائية إلى المتضررين بأسعار التكلفة، والاعتماد على العناصر ذات القدرة المهنية المتقدمة والنزيهة في المفاصل الأساسية للعمل.
عمار الياسين
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد