الصلاة في معبد الفيس بوك
أصدقائي السوريين، الأعزاء وغير الأعزاء: أنتم لم تصلوا إلى عنق الزجاجة التي تتخيلونها بعد ومازلتم في القاع، وليس من هو دونكم في مستوى الحياة سوى سكان أفغانستان البائسين .. إن رسائل الذعر من فقدان متابعيكم على منصة الفيس بوك التي تكررونها كل أسبوع ماهي سوى اختبار لحجم ونوعية الأفراد الذين يصدقون الإشاعات دون التدقيق فيها، فهي مفيدة لهم وليس لكم، وهم لن يعلموكم عندما يبيعونكم لشركات التسويق، كما أنكم لن تقاضونهم فعلا إذا استخدموها فالمتسول لايستطيع أن يقاضي المانح .. والصديق الذي تطلب منه التعليق على بوست (القص لصق) إذا كان يشاهدك لن يغير شيئا في الخوارزمية التي تنتهج سياسة الشركة .. أما موضوع تناقص عدد مشاهدي إبداعاتكم التي لم تغير شيئا من واقعكم السيء فمردها أن المنصات المرتهنة للوبي اليهودي قد حجمت وقلصت دائرة التواصل بين المشتركين باللغة العربية، ووضعت الكثير من القيود والعقوبات عليهم منذ بداية الحرب على فلسطين، كونهم يعلمون أن الناطقين بالعربية جميعهم يناصرون الحق الفلسطيني..
أما بخصوص قاع القارورة فلن تخرجوا منه إذا لم تحطموا زجاجكم المقدس وتتحرروا من حكايات آبائكم العنصرية التي شغلتكم عن الخروج من فقاعاتكم الوهمية المتخيلة واستمريتم في الإعتقاد أن الأجداد الذين ماتوا قبل عشرة قرون أفضل منكم ، رغم أنكم في زمنكم هذا أكثر علما ومعرفة وقوة وصحة وعدالة وتحضرا من الموتى الذين تتبنون رواياتهم وتكملون صراعاتهم بالنيابة عنهم كما لو أنكم محكومون بالبقاء في قاع المقبرة .. فالشعوب التي وهبتكم شركاتها الظهور على منصاتها مجانا ليست أحسن منكم ولكنها تحررت من موتاها وقامت من مقابرها واتبعت عقول مبدعيها، ومبدعينا الذين اشترتهم بعدما استغنينا عنهم واستبدلناهم بعلماء الدين.. افتحوا غطاء القارورة السلفية وتدفقوا منها نحو استحقاقاتكم في الحياة .. الحياة الواقعية التي توجد فيها عائلاتكم وأصدقائكم وجيرانكم وأعدائكم الفعليين الذين يشاركونكم بناء سورية أو تهديمها .. عودوا إلى الواقع ولن تخسروا سوى أوهامكم الإفتراضية، والخاسر الأكبر هي شركات الميديا التي تتاجر بكم مثلما تخرب أخلاقكم وأذواقكم وأسماعكم وأبصاركم .. فقد باتت منصات التواصل أشبه بالتواليتات العامة يتساوى فيها العظماء مع الحثالة والنكرات ..
شخصيا يكفيني خمسة أصدقاء جيدين لأتواصل معهم بعض الوقت، بعدما استبد هوس الفيس بالسوريين حتى بات معبدا يجمعهم ويشكل مجمل حياتهم الخلبية ! استبدلوا الفيس بغوغل وعليكم بالكتب لأنها ستجعلكم أفضل ..
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد