هل تتكفّل 3مسلسلات سورية بتغيير سياسة العرض على الشاشة المصرية؟
أُعلن مؤخراً عن شراء التلفزيون المصري حقوق عرض ثلاثة مسلسلات سورية، هي: »صلاح الدين الأيوبي« و»ملوك الطوائف« للمخرج حاتم علي، ومسلسل »بالشام أهلي« للمخرج باسل الخطيب، بالإضافة إلى النسخة المدبلجة سورياً من المسلسل التركي »نور«.
ظاهرياً، يأتي قرار التلفزيون المصري بشراء حقوق عرض المسلسلات الثلاثة، متناغماً ووعود لوزير الإعلام المصري أنس الفقي، كان أطلقها منذ نحو ثلاثة شهور، لوفد من المنتجين والموزعين السعوديين بـ»دراسة عرض مسلسلات عربية مختلفة على شاشات التلفزيون المصري«. ويبدو القرار أيضاً كما لو أنه استجابةٌ لدعوات مصرية أطلقها فنانون والجمهور المصري، بضرورة عرض الأعمال السورية على القنوات المصرية. إلا أنه ما من كلام مؤكد عن سبب الخطوة المصرية، التي تعتبر الأولى منذ ١٢ عاماً.
لقد سبق وعرضت القناة الثانية في التلفزيون المصري في العام ١٩٩٦ الجزء الأول من المسلسل السوري »خان الحرير«، بعدها لم يعرض التلفزيون المصري أيَّ عمل سوري، من دون أن نسمع أيّ مسؤول في التلفزيون المصري يتحدث عن أسباب عدم تكرار التجربة.
هذه المرة، أيضاً، لم يخرج أيّ من مسؤولي التلفزيون المصري، ليبيّن دواعي اتخاذ قرار شراء حقوق عرض المسلسلات السورية الثلاثة، وسبب اختيار هذه المسلسلات بالذات. ولكنَّ تفاصيل القرار المصري، وإن بدت غامضة، فإنَّ خطوطها العامة واضحة بما يكفي. في السنوات الماضية، بدا الجمهور المصري مأخوذاً بالدراما السورية، فراح يفتّش عنها عبر أزرار الريموت كنترول، ما جعل التلفزيون المصري يخسر بعض مشاهديه. هذا الإعجاب ترجم نفسه على الأقل في أمرين اثنين، حتى الآن: أولهما تحرك المنتجين المصريين لاستقطاب نجوم الدراما السورية للمشاركة في بطولة الأعمال المصرية، وثانيهما قيام »راديو وتلفزيون العرب« بإنشاء قناة »آرتي حكايات كمان«، وهي قناة متخصصة بعرض المسلسلات غير المصرية، ولا سيما الدراما السورية. وفي حين كانت شبكة »أي آر تي« قد أطلقت القناة في شهر رمضان الماضي، على أن تبثّ خلال هذا الشهر وتتوقف بعده، إلا أنَّ الإقبال الكبير على متابعة القناة دفعَ الشبكة للعدول عن رأيها والاستمرار بالبث، ولم تكتف »آرتي حكايات كمان« بعرض الأعمال السورية القديمة، بل عملت على بثّ أعمال حصرية تعرض لأول مرة، فعرضت منذ شهرين مسلسل »يوم ممطر آخر« للمخرجة رشا شربتجي، وها هي اليوم تشرع بعرض مسلسل »هيك تجوَّزنا« في عرض أول للمخرج عمار رضوان.
الأكيد أن تجربة »آرتي حكايات كمان«، وقناعة المنتجين المصريين برغبة الجمهور المصري في رؤية نجوم سوريين في أعمالهم؛ كانا مدعاة لتفكير المسؤولين المصريين بضرورة إعادة جمهورهم إلى أحضان التلفزيون المصري.
على ان القرار بعرض المسلسلات السورية لا يعني تسليماً من جانب المصريين بتفوق الدراما السورية ونجاحها في الاقتراب من الجمهور في جوانب لم تستطع الدراما المصرية مقاربتها. هي محاولة لإرضاء الجمهور من بوابةٍ أدرك المصريون أنهم لم يستطيعوا منافسة السوريين فيها، أي الدراما التاريخية، فاختاروا عملين تاريخيين من أصل ثلاثة اشتروا حقوق عرضها، في وقت تجنّبوا فيه الدراما الاجتماعية والكوميدية السورية، رغم شهرتهما أيضاً.
يبدو واضحاً ان القيمين على التلفزيون المصري لا يريدون تسليم الراية بالكامل للسوريين، أو على الأقل يتجنبون مفاجآت المقارنة، كما حدث منذ سنوات عندما قورن المسلسل المصري التاريخي »الظاهر بيبرس« ، مع »الظاهر بيبرس« لكن بنسخته السورية.
في كلّ الأحوال، لا يجزم البحث عن سبب الخطوة المصرية ان كان الأمر تسليماً بأهمية الدراما السورية، أم تغييراً لسياسة العرض بالتخلي عن عقلية تصدير الإنتاج الفني فقط وتحركها باتجاه استيراده أيضاً.
ماهر منصور
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد