إيدز إجتماعي
كم سعرك يا سيدي؟ ترى هل تبقّى أشخاصٌ في هذا البلد ليس لديهم سعر؟
أجلس وسط الفضائح وأراقب العالم، أضحك حيناً وأتألم أحياناً.. العالمُ سوق كبير ودمشق دكان، كل شيءٍ فيه قابل للبيع، ومن لا يفاوض على شرفه يتم سحقه.. لقد انتهى زمن الشرفاء يا سيدي..
يولد المرء شريفاً ثم يصرف من رصيده كل يوم حتى يصل إلى سن الأربعين، ووقتها لا يتبقى له من الشرف سوى الحديث عنه، لكي يحقق بعضاً من توازنه النفسي والروحي كلما رأى وجهه في المرآة ..
كل إنسان فوق الأربعين وغد: كذلك يقول المثل، والذين يحافظون على شرفهم بعد الأربعين هم الأنبياء فقط، لذلك يعمل الشيوخ على قتلهم طيلة الوقت والتاريخ.. وإذن، هل أنت نبي أم مشروع وغد؟
ترى كم هي نسبة الشرف التي يجب أن تتوفر للفرد وأسرته لكي يكون الوطن آمناً على نفسه من أبنائه؟ وهل يتدفق الشرف من أرض الشعب أم من سماء الدولة؟
كل أبوين، حتى الأرذال منهم، يربيان أولادهما في الصغر على قيم الشرف، حتى لا يتنكروا لهم في الكِبَر.. لكن الأبناء لا يستمعون للأقوال والمواعظ بقدر ما يقتدون بسلوك أبويهم في الحياة: كذلك يصبح الجدي تيساً والجرو نمراً وابن المسؤول مستثمراً وابن البطل الخاسر شريفاً..
والشرف هو خط الدفاع الأول الذي يحمي الأمم من السقوط، وبالتالي فإن نقص الشرف المكتسب هو بمثابة إيدز الأمم الذي تجب معالجته بدءاً بأخلاق الشرطي وانتهاءً بالجندي.. ولولا تبنيها لقوانين الشرف في وصاياها إذن لكانت انهارت رسالات الأديان منذ زمن طويل، غير أن (الألواح المحفوظة) هو ما أعطاها قوة وجودها الأرضي على الرغم من ارتباطها بالمجهول السماوي!؟
هامش: الضمير بيت الشرف، والشجاعة وعاء الصدق، والمحبة سُفرة الكرم، والإباء منبع الكبرياء، وكلها أشياء معنوية لا يمكن البرهنة على وجودها مادياً، كالله تعالى، فإما أن تؤمن وتصدق وترتقي في إنسانيتك، وإما أن تذهب مع الذئاب لتتعلم العواء في وجه القمر.. فماذا أنت فاعل أيها المصاب بنقص الشرف المكتسب؟
حاشية: ككل الرجال أثارنا الحضورالساخن للفنانة هيفا (كضيفة شرف) في مهرجان دمشق السينمائي، غير أن أي منا لم يهتم بإلصاق صفة شرف بكلمة ضيفة التي جاءت كإضافة زائدة لن تضيف شيئاً إلى جمال هيفا بقدر ما تعني نيّة زجرية مبيّتة للجم أفكار الرجال الجامحة.. وبعض النساء أيضاً.. هل سمعتم أحداً يقول: هذه قطعة حلوى شريفة؟ كان الأجدر أن يقولوا: وقد حضرت الفنانة هيفا كضيفة لذيذة على مائدة المهرجان..
نبيل صالح
التعليقات
تدوير
ما في شي ينقال زيادة على
فوائد
لأهمية الشرف ... هو أهم ما
حتى الصحافة
متى سيبصبح لدينا الشجاعة
متى نقول للأعور أعور !!!؟؟؟؟
ابن احد الابطال الخاسرين ...
إضافة تعليق جديد