«محتلو» وول ستريت ينتظرون ربيعهم الجديد
بعد دخولهم في سبات خلال فصل الشتاء، ومع اقتراب فصل الربيع يسعى منظمو «احتلال وول ستريت» لإعادة إطلاق حراكهم، وسط صعوبات لوجستية متعددة، لعل أبرزها انخفاض مستوى التغطية الإعلامية وحجم التبرعات.
وأعلنت مجموعة المحاسبة المالية في الحركة، الأسبوع الماضي، أن حسابهم المصرفي لا يحوي سوى 119 ألف دولار، وهو مبلغ قد لا يغطي سوى تكاليف أسبوعين إذا ما استأنفت الحركة نشاطها.
ومن أبرز ما حققته حركة «احتلال وول ستريت» أنها أثارت نقاشاً حول العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة، إذ أدخلت كلمة «احتلال» في قاموس اللغة العامة، بعدما انتشرت في العديد من المدن داخل الولايات المتحدة وخارجها، كما دفعت بالرئيس الأميركي بارك أوباما إلى إطلاق دعوة للمساواة في الدخل... ولكن هل تغير شيء خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة؟
يمكن القول إن بعض النجاحات قد تحققت بجهد الحراك، وهو ما قد ينعكس إيجاباً على خططها في المستقبل.
وأطلق المحتجون في مدينة الباني في ولاية نيويورك على المحافظ الديموقراطي أندرو كيومو لقب «محافظ واحد في المئة»، وذلك بسبب رفضه، منذ حملته الانتخابية في العام 2010، الموافقة على الضريبة على أصحاب المليارات، ذلك أن الدعم المالي الأساسي لحملته قد أتى من الشركات.
لكن كيومو، الذي حاول مراراً إخلاء مخيم الاحتجاج في المدينة، اضطر في نهاية المطاف إلى تغيير رأيه في موضوع الضرائب، في خطوة وصفت بأنها جاءت تحت ضغط الاحتجاجات.
كذلك، تمكن ناشطو الحركة من الحصول على مركز في رود آيلاند لخدمة المشردين خلال الشتاء، وذلك بعد اعتصامهم في أحد المتنزهات العامة في وسط المدينة. وكان مجلس المدينة قد رفض تمويل المركز، بعدما تعهد مسؤولون بتقديم المساعدة لتمويله. واعتبر أحد المحتجين، ويدعى روجيه مالا، أن «هذا الأمر يظهر لنا أن ضغط الشارع قادر على التأثير على الحكومة».
وفي رود آيلاند أيضاً، قدم السيناتور شيلدون وايتهاوس في تشرين الثاني الماضي مشروع قانون ضد ارتفاع معدل الفوائد على بطاقات الائتمان. وفي وقت لم يكن للحراك علاقة بمشروع القرار، إلا أن المتحدث باسم وايتهاوس توقع أن يقابل هذا التشريع بترحيب المحتجين.
سيحتفل «المحتلون» في نيويورك بذكرى مرور ستة أشهر على تحركهم، ويأمل المنظمون أن يتدفق التمويل مع بداية الاحتجاجات وخصوصاً في اليوم العالمي للاحتجاج على الخلل الاقتصادي.
وفي بعض الولايات، بدأ مؤيدو الحراك التحرك للدخول في المجال السياسي، إذ قرر الناشط في حركة «احتلال وول ستريت» آشير بلات الترشح لمركز سيناتور عن ولاية ماين بصفــته مرشح «الانتخابات النظيفة» مستخدماً برنامج الحراك.
وفي فيلاديلفيا، ترشح أحد المشاركين في الحراك، ويدعى ناثان كلينمان، لعضوية الكونغرس ضد النائبة أليسون شوارتز في الانتخابات الأولية للحزب الديموقراطي في 24 نيسان المقبل. واعتبر كلينمان أنه لم يكن سيأخذ هذا القرار لولا الخبرة التي حصل عليها من الحراك. وانسحب كلينمان من السباق بعد جلسة المحكمة التي شكك فيها أنصار شوارتز بعدد التوقيعات التي حصل عليها للمشاركة في السباق الانتخابي (1500 توقيع).
المصدر: أ ب
إضافة تعليق جديد