جمعهما «فايسبوك».. بعد 25 عاماً!

تملك أناييس بوردييه وسامنتا فوترمان الضحكة ذاتها، كما أن الفتاتين تصففان شعرهما بطريقة متشابهة منذ أن كانتا طفلتين، وهما تتقاسمان كرهاً شديداً للجزر المطبوخ، وعشقاً للون محدد من طلاء الأظافر، والحاجة إلى النوم 10 ساعات في اليوم.
اليوم، تتبادل الفتاتان، اللتان أصبحتا في العشرينيات من العمر، المزاح كما لو كانتا قد ترعرعتا سوية، ولكن هذا الأمر غير صحيح، كما أن أي واحدة منهما لم تعلم أن الثانية هي أختها التوأم سوى منذ عامين، حين تمكنت قوة موقع «فايسبوك» للتواصل الاجتماعي، والقليل من الحظ، وبعض الصور، من جمعهما.
وفي كتابهما «منفصلتان عند الولادة: حكاية حب بين أختين توأم اجتمعتا مجدداً»، تروي بوردييه، التي نشأت في باريس وتدرس في لندن، كيف أنها تفاجأت حين أرسلت لها صديقتها منذ عامين صورة على صفحتها على «فايسبوك» لفتاة تشبهها كثيراً تعمل ممثلة في الولايات المتحدة، قائلة «لقد تساءلت للوهلة الأولى كيف أن أحدهم تجرأ أن يضع لي صورة على يوتيوب؟».
وعندما أيقنت الفتاة الفرنسية المنشأ أن الصورة ليست لها، حاولت أن تبحث عن اسم صاحبتها من دون جدوى. وبعد شهر، أرسلت لها الصديقة نفسها صورة ثانية للممثلة الأميركية المغمورة، مأخوذة من إعلان لفيلم تلعب فيه أحد الأدوار، فأعادت بوردييه البحث لتكتشف اسم الممثلة وأنها تتقاسم معها تاريخ ميلاد واحد، كما أن كلتيهما تم تبنيهما في كوريا الجنوبية. وبعد المزيد من البحث، عرفت أن فوتورمان ولدت في المدينة نفسها، فأرسلت لها دعوة صداقة عبر «فايسبوك».
ولأن قصتها تشبه فيلماً أميركياً، كتبت الفتاة الفرنسية لشبيهتها «أنا لا أريد أن أبدو كبطلة فيلم فخ الأهل (ليندسي لوهان)، ولكني أتساءل عن مكان ولادتك». وبعد بضعة أيام، أجابت فوتورمان «انه غريب بعض الشيء أن تحصل على رسالة من نفسك (نظراً الى الشبه بينهما)».
وبدأت الفتاتان تتبادلان الأحاديث عبر «فايسبوك» لأكثر من عام، والرسائل القصيرة، كما أثبتت فحوص الـ«دي أن أي» أنهما اختان توأم.
وقررت الأختان خلال العام الحالي أن تلتقيا للمرة الاولى، وهو ما حصل فعلاً، كما هما على وشك إصدار وثائقي حول رحلتهما، وكيفية رفض أمهما الحقيقية التواصل معهما.
وفي شأن المتصل، تقول بوردييه وفوتورمان إن «قصتنا ألهمتنا العمل سوية لتسليط الضوء على ضرورة اتخاذ خطوات أكثر وضوحاً في ما يخص عملية التبني».

(عن «سي أن أن وورلد»)