مقالة تسببت بتوقيف كاتبها عن النشر في جريدة «الثورة»
ما الذي تثيره فينا ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام ورسالته ؟
ما الذي تثيره ذكرى المولد النبوي الشريف ؟ وماذا تثير فينا ذكرى بقية الأنبياء والرسل ؟
كل الأنبياء والرسالات كان لها هدف واحد وهو أن تحب الناس بعضها وأن تنظم أمورها بما يحفظ حقوق الجميع وكراماتهم .
ماذا ينفع كل تطور البشرية إذا كانت الناس كالوحوش ، لا أحد يحب الأخر، وكل يأخذ اللقمة من فم الآخر ، بينما الكثير من وحوش الغابة لديها دساتيرها التي صرنا نحسدها عليها .
لا سبع ينهش سبعا آخر ، ولا ذئب ينهش ذئبا آخر . كل يعرف قدر الآخر وحقوقه وفريسته . وليس لديهم رسالة أو نبي .
الإنسان وحده ومنذ الأزل ؛ ينهش أخاه الإنسان ويذله ويشرده يسلبه حقوقه ويستمتع ويتباهى بهذا السلوك .
وفي منطقتنا العربية خصنا الله لوحدنا بالأنبياء . مئة نبي نزلوا على هذه الأرض . ولم تستطع كل رسالاتهم أن تحفر فينا لو الحد الأدني من دساتير الحياة . بينما الغرب الذي لم يحظ بأي نبي . فقط ذهب بطرس الرسول حاملا إليهم رسالة السيد المسيح . انظروا كيف أشرق الغرب وكيف غربنا غروبا يصعب بعده الشروق .
استهلكنا الأنبياء فاستهلكتنا الحياة .
لعل رسالة السيد المسيح كانت أبسط الرسائل وأكثفها . المحبة والتسامح وبعض الوصايا . وبعد ألفي سنة ورغم التطور الحياتي الهائل ؛ تبقى هذه الرسالة دستورا كاملا ينظم شخصية الإنسان والمجتمع . حبذا لو نقف عندها ونقتدي بها .
سلام عليك أيها السيد المسيح في ولادتك وقيامتك . فهل سيأتي يوم نستحق فيه منك السلام .
فواز خيو
إضافة تعليق جديد