لم يعد مفاجئاً توالي المعطيات التي تكشف عن عمليات تنسيق سعودي ــ إسرائيلي، أو زيارة رسمية سرية لهذا الطرف أو لذاك؛ يعود ذلك إلى المرحلة التي بلغتها عملية التدرج في تظهير العلاقات بين الرياض وتل أبيب، والانتقال إلى مرحلة التعبير العلني لدى الطرفين عن مسار هذه العلاقات.
قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن الكيان الصهيوني فتح الحدود مع سوريا لأول مرة منذ بدء الحرب السورية للسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
ونقلت الصحيفة العبرية عن “موتي كاهانا” الذي يرأس منظمة “أماليا” التابعة للأمم المتحدة، أن “تل أبيب” وافقت “أخيراً” على السماح بدخول مساعدات غذائية وطبية وتعليمية، حسب قولها.
انتصارات الجيش السوري وحلفائه في حلب، شمال سوريا، تعد إنجازاً عسكرياً كبيراً، ومن شأنه أن يلقي بظلاله على كامل المعادلة الميدانية القائمة في الساحة السورية.
ليس بين الأطراف المتحاربة بشكل مباشر وحسب، بل أيضاً بين الرعاة الدوليين والإقليميين للقتال في سوريا، وفي مقدمهم الولايات المتحدة وروسيا.
تتواصل حلقات السقوط العربي مع إسرائيل يوماً بعد يوم. ليست المشكلة في أن الأخيرة انتقلت من محلّ العدو إلى الصديق أو الحليف، أو أن هناك من الرؤساء العرب، الآتين بعد «ثورات الربيع العربي»، من يرى في فلسطين حملاً زائداً يجب إلقاؤه في البحر بسرعة، بل المشكلة في أن تل أبيب تقدم نفسها كجزء من تاريخ المنطقة. هذا ما تريد القاهرة وتل أبيب صنعه بالزيارات واللقاءات الحميمة والمتبادلة.
تنبع مسؤولية الرياض من المسؤولية عن زيارة الجنرال المتقاعد أنور عشقي ووفد سعودي معه إلى إسرائيل، من أن زيارة كهذه لا يمكن أن تتم من دون موافقتها أو إعطائها الضوء الأخضر، وإلا لكانت أدانتها رسمياً، واتخذت اجراءات بحق الزائرين...
على قاعدة المصالح المشتركة ومواجهة "العدو المشترك"، تواصل السعودية سياسة الارتقاء بالعلاقات مع تل أبيب والتدرج في تظهيرها وتطويرها باتجاه التحالف، بعدما بات الطرفان يتقاطعان على مستوى الموقف والخيار في أكثر من ملف وقضية إقليمية.
لن تستنسخ إسرائيل، بشكل فجّ، خطة «الحزام الأمني» لجنوب لبنان، ما قبل عام 2000، وتطبيقها على الجنوب السوري. الظروف والإمكانات، لا تسمح لصانع القرار في تل أبيب، باستنساخ التجربة اللبنانية، والتدخل العسكري المباشر.
بعد صمت طويل وتصريحات من قيادات حزب «النور» السلفي، بشأن ما أثير عن لقاء بين المتحدث الإعلامي باسم الحزب، نادر بكّار، ووزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، بدا أن طرفي القضية تعمدا تجنب التصريح البواح والجازم بتفاصيل ما حدث.
وبعدما حاول «النور» إظهار أنه «غير مرغم على الحديث حول إشاعات» تستهدف النيل منه، عاد في بيان صدر يوم أمس ليقرر الرد.
برغم نفي مصدر أمني إسرائيلي رفيع، تصريحات ضابط إسرائيلي آخر لموقع «بلومبيرغ» الأميركي عن أن الطائرات الحربية الإسرائيلية أغارت على أهداف في سيناء، بعلم وبرضى من السلطات المصرية، فإن الإعلام العبري تعامل مع كشف الموقع الأميركي وتسريبات الضابط، على أنها حقيقة واقعة، تفسر الكثير من النشاطات العسكرية الغامضة التي شهدتها شبه الجزيرة المصرية، خلال الشهور الماضية.