«الفن الاسلامي في حوض المتوسط »... على الانترنت

14-12-2008

«الفن الاسلامي في حوض المتوسط »... على الانترنت

إنها وجبة يومية غير مألوفة، كالاقتراحات التي تقدمها المطاعم لوجبة اليوم، يقدم متحف افتراضي يومياً قطعة أثرية مختلفة، ويمكن الانتقال بنقرة زر لرؤيتها، وتتبع قصة صنعها وتاريخها، الذي يفتح مجالاً خصباً للاطلاع على البيئة التي صنعت فيها، بما فيها التأثيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية على الفن والعمارة.
هذه فقط الواجهة، اما المحتوى فهو مشروع «متحف» افتراضي، انشأته منظمة دولية تدعى منظمة «متحف بلا حدود»، ليمكّن اي مستخدم لشبكة الانترنت التجول في 40 متحفاً، من 20 بلداً، ليكتشف «الفن الاسلامي في حوض المتوسط».
وهذا المشروع هو باكورة المنظمة منذ انطلاقتها عام 1995. ولا يمكن القول، بحسب منسقي المشروع، انه شارف على الانتهاء، حتى ولو غطت معروضات المتحف «الافتراضي» الذي جمعت من المتاحف المشاركة، كافة حقب الفن والعمارة الاسلامية، من القرن السابع وحتى القرن العشرين. اذ ان الباب يبقى مفتوحاً دائماً لأي اضافة.
للجولة في المتحف الافتراضي خيارات عديدة، ويمكن لزواره تحديد وجهة الزيارة، وموضوعها، بإحدى اللغات الانكليزية، الفرنسية، الاسبانية او العربية. فالمتحف الافتراضي يقدم مجموعته الدائمة، عن الفن والعمارة الاسلامية. ويمكن اختيار اي من الدول المشاركة في المشروع، ورؤية القطع والمواقع الأثرية التي تقدمها متاحفها. والى جانب كل قطعة اثرية، مواقع اثرية مرتبطة بها، من بلدان ومتاحف اخرى.
ويستطيع الزائر بدوره اختيار موضوع تجوله، عبر كتابة نوع او حقبة الفن الذي يريد الاطلاع عليه، او حتى تحديد مواد معينة (خزف، نحاس، زجاج...)، عبر ادراجها في محرك بحث يتيحه المتحف الافتراضي. وهناك معارض تتصل بالفن والعمارة في حقبة تاريخية معينة، مثل الفن والعمارة الاموية في الاردن، او المملوكية في مصر والعثمانية في تركيا(...). كما يطرح المتحف معارض تتصل بموضوع محدد، مثل المرأة او الماء و«اصداء الفردوس»، وغيرهم في الفن والعمارة الاسلامية.
 واضافة الى التصنيفات التاريخية المتداولة، يقدم المتحف الافتراضي معارض عن فن وعمارة «الغرب المسلم»، و«فن المدجينين» (الحرفيون المسلمون وآثارهم الباقية في شبه الجزيرة الايبيرية)، وهناك معارض عن «فن الصليبيين»، و«النورمانديون في صقيلية».
عند رؤية المعروضات، ودقة الشروح معطوفة على هاجس «البحث المقارن»، عبر ربط القطع والمواقع الاثرية بأخرى ذات صلة بها في متاحف وبلدان اخرى، يمكن ملاحظة مدى الجهد الكبير المبذول لتحقيق مشروع «اكتشف الفن الاسلامي».
وتفيد منظمة «متحف بلا حدود» بأن العاملين على هذا المشروع هم فريق عالمي يتكون من 250 عالماً وأمين متحف ومصور ومترجم ومحرر (...) من اوروبا وحوض المتوسط. ويعمل مع المنظمة منسق او اكثر لمشاريعها، ويتصل بها مكاتب سفر، في كل بلد مشارك في مشروعها.
لكن «متحف بلا حدود» منظمة ليست افتراضية، ، اذ انشأتها الباحثة التاريخية ايفا شوبرت في فيينا، بمبادرة شخصية منها. وانتقلت المنظمة التي تضم «مجموعة صغيرة من الموظفين الدائمين» لتعمل عبر مكاتب تنسيق في روما ومدريد، قبل ان تستقر عام 2002 في بروكسل.  وتتلقى المنظمة دعما من المفوضية الأوروبية وجهات اخرى، كما تتلقى تبرعات خاصة وعائدات من بيع «ملصقات» معارضها الافتراضية.
واللافت ان انضمام دول عربية لتكون «شريكة» للمنظمة في مشاريعها، تأخر كثيراً. (انضمت سورية عام 2005).
وتوضح منسقة مشاريع المنظمة في سورية، مهندسة العمارة لونا رجب، ان تأخر انضمام سورية سببه ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي كانت من ضمن شركاء منظمة «متحف بلا حدود»، مع ان المشروع الاول الذي عملت عليه المنظمة هو «اكتشف الفن الاسلامي».
 لكن اسرائيل «لم تحضر اجتماعات المنسقين لمشروع «اكتشف الفن الاسلامي في حوض المتوسط»، ووجهت اليها المنظمة انذارات ثم فصلتها»، بحسب المنسقة السورية التي تفيد بأن كان من الطبيعي خروج اسرائيل لأن المشروع اساساً يدعو الى اكتشاف اهمية الحضارة الاسلامية وعراقتها، وهذا امر ينافي مباشرة ادعاءات اسرائيل، بعدم وجود اي شعب يقطن فلسطين عندما احتلتها.
«اكتشف الفن الاسلامي» يتبعه مشاريع اخرى تعمل عليها «متحف بلا حدود»، منها «فن القرون الوسطى» و «فن الباروك» و «رعاة الفن العظماء».  وتحاول المنظمة عبر مشاريع متحفها الافتراضي «اكتشاف الانتشار العالمي للحركات الفنية المختلفة، وتعزيز الاتجاه المقارن في دراسة التاريخ الذي ياخذ بالاعتبار وجهات النظر المختلفة»، وصولاً الى تحقيق هدفها الابعد المرتكز على «تعزيز التكامل الثقافي كوسيلة لتسهيل التعاون السياسي بين البلدان والثقافات المختلفة».

وسيم إبراهيم

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...