أكثر من 22 مليون مصري وقعوا لسحب الثقة من مرسي
أعلنت حركة "تمرد" المصرية أمس أن محمد مرسي لم يعد الرئيس الشرعي للبلاد داعية الشعب للاحتشاد اليوم في ميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية الرئاسي بعد أن حصلت على 22 مليونا و134 ألفا و465 توقيعا من أبناء الشعب المصري تطالب بسحب الثقة من مرسي.
وجاء في بيان للحركة تلاه محمد عبد العزيز أحد مؤسسيها خلال مؤتمر صحفي بالقاهرة "إن الشعب المصري العظيم أثبت في ثورته المجيدة منذ موجتها الأولى في 25 يناير وحتى موجة 30 يونيو أنه ماض في تحقيق أهدافها في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية".
وأضاف بيان الحركة: نعلن اليوم أن ملايين من أبناء الوطن تمردوا على استبداد "الجماعة" ونشكر الشعب العظيم على ثقته في حملة "تمرد" التي لم تعد ملكا لمؤسسيها بل للمصريين في كل قرية وشارع.
وخاطبت الحركة الشعب المصري بالقول: أنتم تصنعون التاريخ وقد حان موعد الثورة على نظام باعها لصالح مكتب الإرشاد وحان موعد القصاص لدماء "جيكا والحسيني أبو ضيف وكريستي" وغيرهم من الشهداء.
وأكد البيان أن مرسي أسقط شرعيته قبل أن تسقطها توقيعات المصريين وذلك بعد أن رفض احترام الدستور والقانون وكان أول من يخالفه ولم يراع مصالح الشعب بل مصالح الأهل والعشيرة فهو "لم يعد رئيسا لأنه قاتل".
واختتمت الحركة بيانها بالتأكيد على التزامها بالسلمية كطابع أصيل للثورة داعية أهالي الشهداء والمصريين جميعا للمشاركة في استكمال أهداف الثورة.
وقال محمود بدر رئيس الحركة في المؤتمر إن "الرؤية الطبيعية التي دافعنا عنها منذ البداية كانت أن يكون للمصريين دستور يكتبه المصريون جميعا ويشاركون بعده في انتخابات يقررون من خلالها من يمثلهم".
وأكد بدر أن "ما قامت به جماعة الإخوان المسلمين أمس الأول من محاولات جر مصر إلى الفوضى والعنف له هدف واحد هو محاولة منع ملايين المصريين وإرهابهم كي لا ينزلوا الأحد إلى الميادين لكن الرسالة واضحة والشعب المصري لن يخاف مجموعة من الإرهابيين وإن كانت السفارة الأمريكية وجماعة الإخوان المسلمين تدعم مرسي فسيعرف الجميع أن من معه الشعب المصري لا يهزم".
وخاطب قياديو الحركة جماعة الإخوان المسلمين بالقول: "على جماعة الإخوان المسلمين أن تعلم أن من يتغطى بأمريكا يبقى عريانا وإن معونة أمريكا لن تؤثر على الشعب المصري الذي قرر إسقاط مرسي وجماعة الإخوان المسلمين".
ولفت القياديون إلى أن "هناك محاولات لتغيير هوية وحضارة مصر ولكن شعبها لن يسمح بوجود دولة إرهابية يحكمها قتلة لأن مصر جمال عبد الناصر لن تسمح بمصر محمد مرسي".
الى ذلك ارتفع عدد ضحايا اشتباكات سيدي جابر بالإسكندرية التي اندلعت أمس الأول بين المتظاهرين وعناصر جماعة الاخوان المسلمين إلى 3 قتلى.
وذكرت وزارة الصحة والسكان أمس في بيان رسمي أن حصيلة الانفجار والاشتباكات التي وقعت في عدد من المحافظات المصرية بين مؤيدين ومعارضين لمحمد مرسي منذ الأربعاء الماضي بلغت 7 وفيات و606 مصابين.
وأوضح البيان أن ثلاث حالات وفاة وقعت في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية والرابعة بالزقازيق في محافظة الشرقية وحالتي الوفاة الخامسة والسادسة وقعتا في محافظة الإسكندرية وهما لمواطن مجهول توفي نتيجة طلق ناري مستقر بالجمجمة بينما الحالة السابعة في بورسعيد نتيجة انفجار وقع وسط متظاهرين معارضين لمرسي.
من جانبه أكد اللواء أمين عز الدين مدير أمن الإسكندرية أن الحصيلة النهائية لمصابي الشرطة خلال الاشتباكات هي إصابة لواء ورائد و8 مجندين ومعظمها إصابات بالخرطوش.
في هذه الأثناء تبيت مصر ليلتها على صفيح ساخن تتقلب فوقه النزاعات السياسية بين تيار مدني معاصر تمثله القوى الوطنية المعارضة واخر سلفي متطرف يتمثل بحركة الاخوان المسلمين بعد عام من حكمها للبلاد بالتسلط والفساد والمتاجرة بالدين.
وفيما يلتهب الشارع المصري بالحشود التي بدأت تتدفق على ميادين مصر استعدادا ليوم/الإنذار الاخير /اغتيل عميد في وزارة الداخلية على وقع انسحاب ثلاث قوى سياسية من مجلس الشورى في وقت دعا فيه الازهر الى الحوار ونبذ العنف.
ونقل موقع (اليوم السابع) عن مصدر أمني قوله ان المفتش العام بوزارة الداخلية المصرية العميد محمد هاني اغتيل برصاص ثلاثة ملثمين يستقلون سيارة دفع رباعي استهدفوا العميد أثناء عودته من عمله وسط مدينة العريش وأمطروه بالرصاص.
وأوضح المصدر أن سائق العميد أصيب بصدمة عصبية جراء الواقعة وتم نقله الى مستشفى العريش لعلاجه بينما تكثف الأجهزة الأمنية بالمنطقة من جهودها لكشف ملابسات الحادث والكشف عن مرتكبيه.
من جانبه أصدر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بيانا دعا فيه الجميع الى الحوار العاجل لإنقاذ مصر مستنكرا أعمال العنف التي تشهدها البلاد.
وقال البيان"إن أحداث العنف والقتل والحرق وإراقة الدماء التي شهدتها البلاد أمس الأول هي أحداث مستنكرة ومستهجنة لا تليق بالتاريخ الحضاري للشعب المصري"مطالبا كل سلطات الدولة والقوى الوطنية والأحزاب السياسية وأفرد الشعب بتحمل المسوءولية الكاملة أمام الله والتاريخ والعالم للحفاظ على دماء المصريين وصيانة المصالح العليا للبلاد.
وأكد بيان الازهر أن الحوار العاجل والجاد بين كل الأطراف المحبة للوطن هو الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة البالغة الخطورة.
من جهتها اعلنت الهيئات البرلمانية لأحزاب الوفد والمصري الديمقراطي والمصريين الأحرار في مجلس الشورى تقديم استقالتها تضامنا مع 22 مليون توقيع على استمارات حملة تمرد للمطالبة بإسقاط الرئيس محمد مرسي.
وقال الدكتور إيهاب الخراط رئيس الهيئة البرلمانية المصري الديمقراطي إن الهيئات الثلاث قدمت استقالاتها لتأكيد نزولها على رغبة الشعب الذي وقع استمارات سحب الثقة من الرئيس والمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وكان تسعة من نواب التيار المدني في مجلس الشورى أعلنوا استقالاتهم في وقت سابق أمس من المجلس في الموءتمر الصحفي لحملة تمرد بنقابة الصحفيين احتجاجا على الأوضاع التي تمر بها البلاد بينما دعا الدكتور أحمد فهمي رئيس المجلس هيئة مكتب المجلس للانعقاد للبت في استقالات النواب.
وقال فهمي في بيان له إن المجلس يعتز بجميع أعضائه وخاصة الذين أعلنوا استقالتهم من عضوية المجلس منوها بمشاركتهم الإيجابية والفاعلة في لجان وجلسات المجلس خلال الفترة الماضية.
وقال النائب المستقيل عبدالرحمن هريدي إن اجتماعا جرى صباح السبت بحضور 14 عضوا من التيار المدني وافق 9 منهم على قرار الاستقالة معتبرين أن دورهم انتهى بصدور قانون مجلس النواب.
وأضاف هريدي قررت الاستقالة انحيازا للشارع ولأننا نرفض التعامل مع سلطة لا تقبل المعارضة وتريدها شكلية ورغم محاولات مد الأيدي أصر النظام على حرق المعارضة موءكدا ان خطاب الرئيس مرسي الاخير أطاح بكل الآمال والطموحات.
وقال النائب كمال بشارة إنه استقال استجابة لإرادة 22 مليون مصري وقعوا على استمارة تمرد وطالبوا بانتخابات مبكرة رفضا لخطاب مرسي الذي لم يقدم أي مبادرة أو مصالحة وطنية.
الى ذلك استمر توافد المتظاهرين الى ميدان التحرير بينما أغلقت اللجان الشعبية المكلفة تأمين الميدان جميع مداخل ومخارج الميدان من شارع قصر النيل وعبدالمنعم رياض عن طريق وضع أجولة من الرمل في منتصف الطريق بعد توافد الكثير من المواطنين إلى ميدان التحرير بينما اضطرت السيارات إلى تغيير مساراتها إلى طريق الكورنيش وشارع البستان.
وبعد أن سقط 7 شهداء في ميادين مصر باعتداء انصار الاخوان على المتظاهرين أعلنت حملة تمرد جمعها لأكثر من/22/ مليون توقيع لسحب الثقة من الرئيس مرسي مشيرة إلى أن مرسي فقد شرعيته بالكامل.
وفيما أعلن عضو مجلس الشورى أيمن هيبة عن حزب غد الثورة استقالته من المجلس أصدرت/19/منظمة حقوقية تقريرا بمناسبة/مرور عام على حكم الرئيس مرسى/أكدت خلاله"أن السياسات التي انتهجتها موءسسة الرئاسة خلال العام المنصرم قادت إلى المزيد من التأزم في حالة حقوق الإنسان".
ويترقب العالم ما تسفر عنه المظاهرات الشعبية ضد حكم الاخوان وبدأت المواقف السياسية تظهر على السطح اذ اعلنت واشنطن اجلاء /45/من عائلات موظفي سفارتها في القاهرة وعبر الرئيس الامريكي باراك اوباما عن قلقه لسير الاحداث بينما دعت المفوضة العليا للسياسات الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون المصريين للحفاظ على"سلمية المظاهرات"موءكدة استعداد الاتحاد الاوروبى لدعم التحول الديمقراطي في مصر بالطرق السلمية كما ان وزارة الخارجية الروسية اعربت عن أملها بأن تعمل السلطات المصرية وكل القوى السياسية في البلاد في اطار المجال القانوني حصرا وانطلاقا من مهمة تجنب العنف والسعي لإيجاد حلول مقبولة لجميع الخلافات عبر الحوار والاجراءات الرامية الى التوافق.
وبينما يواصل المعتصمون المصريون في ميدان التحرير في القاهرة التحضيرات لمظاهرات 30 حزيران التي دعت إليها قوى سياسية مصرية قدمت هيئات برلمانية لثلاثة احزاب مصرية استقالتها دعما للتظاهرات المطالبة باسقاط مرسي وإجراء انتخابات مبكرة.
ويتصاعد غضب الشعب المصري ضد جماعة الإخوان التي يلجأ أنصارها إلى لغة العنف في دفاعهم عن شرعيتهم المزعومة فبعد التظاهرات العارمة التي اجتاحت الميادين الرئيسية في المحافظات المصرية أمس الأول تحت عنوان "الإنذار الأخير" سادت أمس حالة من الهدوء في ميدان التحرير بالقاهرة فيما واصل العشرات الاعتصام هناك ونظموا مسيرة صباحا تدعو الشعب المصري إلى المشاركة بكثافة في مظاهرات اليوم.
وتزايدت أعداد الخيام بالميدان واستمر إغلاق المداخل المؤدية إليه تمهيدا للمظاهرات المرتقبة اليوم وعمد المعتصمون لوضع حواجز معدنية على مداخله من ناحية المتحف المصري وكوبري قصر النيل وشارعي الفلكي وقصر النيل بينما خلا مدخل الميدان من ناحية سيمون بوليفار من تلك الحواجز في وقت انتشرت اللجان الشعبية على مداخل الميدان لتأمين المعتصمين والإطلاع على هويات الوافدين إليه خشية اندساس أي عناصر خارجة على القانون بين صفوف المعتصمين.
في مقابل ذلك بدا المشهد متوترا في محافظة الاسكندرية حيث اقتحم المئات من اهالي منطقة الحضرة الواقعة شرقا مقر حزب الحرية والعدالة صباح أمس وأضرموا النار فيه.
وأكد الناشط السياسي محمد منصور من أهالي المنطقة إن المئات من سكان المنطقة اقتحموا في ساعة مبكرة صباح أمس المقر بعدما تبين سقوط عدد من الجرحى والمصابين بالاشتباكات التي وقعت بمحيط مقر الجماعة بمنطقة سموحة أمس الأول .
من جهته اعتبر الناشط هيثم الرملي وهو من أهالي الحضرة أيضاً أحداث أمس الاول بمثابة بداية ثورة جديدة يتمنى أن تصحح مسار الثورة الأولى وصولا لتحقيق كل مطالب الشعب من عيش وحرية وعدالة اجتماعية.
ويعتزم نادي قضاة مصر رفع دعوى قضائية ضد مرسي بتهمة سب وقذف الهيئة القضائية فى خطابه الأربعاء الماضي متحدين مرسي الذي اتهمهم بتزوير الانتخابات بأن يقدم دليلا واحدا لجهات التحقيق وليس لنائبه الخاص لما ادعاه من تزوير.
في هذه الأثناء عرض شباب جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة في مصر خلال مؤتمر صحفي أمس جرائم الإخوان المسلمين منذ نشأتها حتى وصولها الى الحكم من خلال كتاب اطلقوا عليه الكتاب الأسود.
وأعلن شباب جبهة الإنقاذ إصدارهم الكتاب مؤكدين أنه سيكون متاحا للمصريين في الشوارع ليتعرفوا على جرائم هذه الجماعة.
وقال عبد الله منصور عضو اللجنة القانونية بالجمعية الوطنية للتغيير.. إن الكتاب ركز في تفاصيله على فترة حكم الرئيس محمد مرسي لافتا إلى أنه تم تسليط الضوء على اختطاف 3 ضباط شرطة في العريش خلال ثورة 25 يناير حيث لم يعلن الرئيس مرسي من اختطف هوءلاء الضباط حتى الآن.
وأضاف منصور.. إن الكتاب استعرض ايضا واقعة اقتحام السجون وقت الثورة معتبرا أن ذلك جاء في مصلحة مرسي وجماعته وكل الجماعات التكفيرية.
واعتبر الكتاب أن مقتل 16 جنديا في رفح خلال آب من العام الماضي جاء تدبيره لمصلحة مرسي وجماعة الإخوان المسلمين كما ربط بين ذلك الحادث ومقتل النقيب محمد سيد عبد العزير أبو شقرة من قوة مديرية أمن شمال سيناء وذلك لمسؤوليته عن ملف اختطاف الجنود في سيناء للكشف عن الخاطفين.
وسلط شباب جبهة الإنقاذ الضوء في الكتاب الأسود على تعدي مرسي على السلطة القضائية من خلال إصداره الإعلان الدستوري مطالبين في ختام مؤتمرهم الصحفي مرسي بالاستقالة لأنه فاقد للشرعية.
من جهة اخرى قدم اتحاد المصريين في الخارج أمس بيانا إلى الاتحاد الأوروبي تضمن انتهاكات مرسي وجماعة الإخوان المسلمين خلال العام الذي تولى فيه مرسي مسؤولية حكم البلاد.
وجاء في البيان الذي نشرته وسائل اعلام مصرية ان النظام الحاكم في مصر لا يرتقي إلى طموحات الشعب ومرسي الذراع الرئاسية لجماعة الإخوان المسلمين انتهك كل الأعراف والقيم الديمقراطية منذ وصوله السلطة عقب ثورة سالت من أجلها الدماء الزكية لآلاف الشباب.
كما تضمن البيان انتهاكات جماعة الإخوان المسلمين ومؤسسة الرئاسة بتشكيلها الإخواني منذ وصولهم السلطة مؤكدا أن هذا النظام لم يرق ولن يرقى إلى مستوى تطلعات الشعب المصري العظيم وأمانيه بحياة ديمقراطية وعدالة اجتماعية تشمل كل طوائف المجتمع ولا تميز بين أحد واخر بسبب العرق أو الدين أو النوع وخاصة أن المصريين طالبوا في ثورة يناير بالحرية والعدالة الاجتماعية وهو ما فشل به النظام الحاكم.
ولفت البيان الى انه على صعيد الحريات افتقد المصريون الحرية التي خرجوا من أجلها ونادوا بها في ثورتهم إذ أن السجون مازالت ممتلئة بالثوار ونظام الاخوان لا يتردد في قمع كل رأي يخالفه إضافة الى أنه على الصعيد الاجتماعي أصبح للوضع الاقتصادي المتردي أكبر الأثر في أن تزداد معاناة المصريين وأن ترتفع نسب الفقر والبطالة وبات الاقتصاد يعتمد على القروض والهبات والمساعدات الخارجية.
واعتبر البيان أنه في ظل كل هذه الأوضاع المزرية أصبح من المحتم على كل القوى الثورية في مصر أن تخرج لإنهاء حكم الإخوان والمطالبة بسحب الثقة من مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة دعت إليها حملة تمرد التي استطاعت الحصول على 22 مليون توقيع لسحب الثقة من نظام مرسي وجماعته وهو ما يعني أنها حصلت على أكثر مما حصل عليه مرسي في الانتخابات.
وذكر البيان.. لذلك نعلن في وقفتنا أمام الاتحاد الأوروبي مساندتنا القوية ووقوفنا مع جماهير مصر الثائرة والتي ستخرج اليوم في كل ميادين مصر لتعلن انتهاء شرعية حكم الإخوان ممثلة في مرسي.
إلى ذلك أكد عدد من السياسيين والإعلاميين المصريين أن أغلبية الشعب المصري "قررت ان تزيح الجهل والظلمة الأحد بإسقاط جماعة الاخوان المسلمين" من الحكم وتبني مستقبلا "وتكتب تاريخا مشرقا لمصر لا يحكمه القتلة والتكفيريون".
أكد حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي في مصر اليوم عبر رسالة وجهها إلى الشعب المصري قبل مظاهرات الاحد "ان غدا هو يوم طوفان الشعب الذي لن يصده طاغية ولن تقف أمامه جماعة". وقال صباحي في رسالة مصورة نشرها في حسابه على يوتيوب.. إذا فرض الشعب كلمته بملايينه السلمية المتحضرة فستنحاز إليه كل قواه في مؤسسات الدولة جيشا وشرطة وقضاء.
وأضاف: 30 يونيو يوم النصر ويوم استكمال ثورة 25 يناير ويوم الوفاء لدماء الشهداء والوقوف مع شعب حر ضد سلطة مستبدة.. يوم تفرض فيه مصر إرادتها الحرة لبناء مستقبل يليق بها ويجمع كل أهله في دولة وطنية تقوم على العدل والمحبة.
من جهته وجه الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور رسالة مماثلة للمصريين قال فيها: "إن الشعب سينزل إلى كل شوارع وميادين مصر ليطالب بإعادة ثورة يناير للطريق الصحيح ولنستعيد مصر التي نحلم بها" مؤكدا أن مصر تسير في طريق مسدود.
ودعا البرادعي الشعب إلى النزول الاحد والمشاركة بالمظاهرات بأسلوب سلمي ومتحضر للمطالبة بالعودة إلى الصندوق ولوضع دستور جديد وقضاء وإعلام مستقل مؤكدا أنه لا بد من المصالحة الوطنية ومن يرتكب جريمة سياسية أو جناية فليس له مكان بيننا.
وطالب البرادعي الرئيس محمد مرسي بأن يستجيب للشعب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وأن يتم قبلها وضع دستور جديد وإجراء مصالحة وطنية لأن البلد ينهار.
ومن جانبه أكد عمرو موسى رئيس حزب المؤتمر القيادى بجبهة الإنقاذ الوطني "إن المصريين يترقبون يوم 30 يونيو رغم أننا لا نرى أى تقدم فى وضع مصر ولا نرى من النظام الحالى إلا التراجع للوراء فى دور مصر خارجيا وداخليا" لافتا إلى أن "الشعب المصري لديه غضب لا يحتمل".
وأضاف موسى خلال مداخلة هاتفية في برنامج تلفزيوني نقلته صحيفة اليوم السابع الالكترونية "إن النظام الحالي يرى أن الغضب ليس حقيقيا ومدفوع به نتيجة تحريض من المعارضين" مشيراً إلى "أن الفشل فى الإدارة هو السبب الحقيقى في غضب الشارع المصري".
وأشار موسى إلى أنه لا يمكن تكرار عام آخر من أداء مرسى مرة أخرى //ولن نتحمل هذا لأنه فشل فى الإدارة وليس فى مصلحة مصر أن نكرر هذا الأداء غير الكفء" موضحا ان المعارضة" حاولت إقناع النظام ببعض التعديلات ولكنها رفضت ولم تتم الاستجابة لمطالب المعارضة خلال الفترة الماضية".
كما لفت إلى "ان طلب حركة (تمرد) الرسمي يتمثل فى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وتغيير جذرى فى الحكومة التى تحتاج إلى كفاءة اقتصادية كبيرة وهذا ما وقع عليه الشعب المصرى فمصر الآن تغرق ولا بد من إنقاذها".
وناشد موسى جموع الشعب المصري بالالتزام بالسلمية في مظاهراتهم مطالبا النظام الحالي بأن يتعامل مع الغضب الشعبى بذكاء أفضل من ذلك.
وعن تهديدات القنوات التلفزيونية قال موسى.. لا بد من الحرية للإعلام وعلاج ذكى لاستخدام هذه الحريات والنظام الحالى فى حاجة لفهم الإعلام وطبيعته.
وفي السياق ذاته قال رئيس تحرير صحيفة التحرير ابراهيم عيسى "ان مصر تستنجد بأبنائها ألا يتركوها فى يد الإرهابيين والفشلة والجهلة وذوى الخلل والعلل النفسية" والشعب هو الداعى وهو المدعو وهو الدعوة فلا كلام مهما ولا كلمات مهمة.. هو الموقف فقط ما تنتظره مصر من شعبها وهو ما يقدر الشعب على تقديمه لمصر.
وأكد عيسى في افتتاحية الصحيفة أمس: ان غدا يوم حار للحرية يوم ينزل فيه كل مصرى فى شارع أو ميدان يؤدي واجبه "ضد التخلف والفساد والمتاجرة بالدين والفرعنة والغباوة والجهالة".
من جهته قال القيادى بالتيار الشعبى المصرى أمين إسكندر ان المشهد الحالى فى المحافظات وفي القاهرة يؤكد "أن من سينزل الأحد وينزل الشارع حاليا هم من عامة الشعب لا من النخب أو الطلائع" مشيرا الى أن الشعب المصري يرى أن "الإخوان لن يرحلوا عن السلطة إلا بالضغط والمظاهرات والاحتجاجات" .
وشدد إسكندر في تصريحات صحفية على أن "الشعب المصري سينتصر في النهاية" لانه مهما كان حجم جماعة الإخوان وتنظيمهم فلن يكون أكبر من الشعب الذى يرفضهم حاليا.
ورأى اسكندر أن عامة الشعب المصري أصبح لديهم يقين الآن أن هذه الجماعة أفقدتهم كل شىء من البنزين والكهرباء والمياه إضافة إلى ان هذا النظام فشل فى التعامل مع أزمة سد النهضة وموقفه من الازمة في سورية والقضية الفلسطينية ودول حوض النيل.
وأكد إسكندر أن "الكلمة العليا للشعب المصرى" الذى سينزل ليزيح هذه السلطة الغاشمة ولا توجد سيطرة عليه من نخبة أو طلائع فى أى من الأحزاب أو الحركات السياسية وهو قادر أن ينجز ما يطالب به.
بدوره اعتبر المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى أحمد بهاء شعبان أن اللحظة التى تعيش فيها مصر حاليا واحدة من اللحظات القليلة التى مرت بها حيث هذا الزخم من الإرادة الشعبية والاتفاق على مطلب واحد وهو ضرورة رحيل النظام الحالي.
وقال شعبان: لم أشاهد مثل هذه الحالة الشعبية الرافضة لجماعة الإخوان من قبل فالشعب المصرى لديه حاليا طاقة رد فعل جبارة لن يستطع أحد أن يقف أمامها لا جماعة الإخوان ولا الأحزاب الملتصقة بها ولا حتى الميليشيات التي يحاولون إخافة الناس منها ولن تستطيع أحزاب أو حركات سياسية إيقاف هذا المد الثوري الذى لن يهدأ إلا بإزاحة جماعة الإخوان عن السلطة.
من جهته رأى سامح عاشور نقيب المحامين وعضو جبهة الانقاذ الوطني "أن حكم الإخوان الآن في النزع الأخير" معربا عن أمله بألا يختلف أحد على تفاصيل المرحلة على أن يكون "عنوانها حكومة مستقلة محايدة لها صلاحيات حقيقية يرأسها أشخاص قضائيون مثل رئيس المحكمة الدستورية العليا ولجنة قانونية محايدة تراجع الدستور" وإعادة تعيينات المحافظين ورؤساء الهيئات.
وحذر عاشور من محاولة الإخوان التعامل مع المتظاهرين بالعنف مؤكدا أن "مؤيدي الإخوان بدؤوا في التراجع بشكل ملحوظ" وفي كل مرة تقل أعدادهم عن المرة السابقة.
وفي معرض الحديث عن تطورات الأحداث بمصر أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن "قلقه من تطورات الأوضاع في مصر" مبينا أن إدارته "اتخذت إجراءات لضمان أمن سفارتها وقنصلياتها وموظفيها الدبلوماسيين".
ونقلت رويترز عن أوباما قوله في مؤتمر صحفي من بريتوريا أمس: "بالطبع كلنا نتابع الوضع بقلق" داعيا نظيره المصري والأطراف الأخرى إلى "نبذ العنف وبدء حوار بناء".
وحذر أوباما من "تفاقم الأوضاع في مصر" مضيفا "أن زعزعة الاستقرار في مصر يمكن أن تمتد إلى الدول المجاورة".
من جهتها قالت صحيفة الكوريير النمساوية إن مرسي تسبب بتقسيم الشعب المصري وجلب مزيد من خيبة الأمل بعد سنة من حكم الإخوان المسلمين اتسمت بأزمة اقتصادية حادة و ارتفاع معدل البطالة والجريمة.
ووصفت الصحيفة الأوضاع في مصر بعد عام من حكم الإخوان المسلمين وتسلم مرسي الرئاسة "بالخطيرة وغير المبشرة" لافتة الى أن الدلائل و المؤشرات تنذر بوجود تهديدات باستخدام القوة والتحريض ضد المتظاهرين السلميين في ميدان التحرير من قبل قوات الأمن وجماعة الإخوان المسلمين.
وحذرت الصحيفة من "عواقب تصاعد وتوتر الأوضاع مع تزايد استخدام العنف والقمع وضرب المدنيين" موجهة انتقادات حادة إلى مرسي والإخوان المسلمين وتوجهاتهم لأسلمة البلاد والمجتمع وضرب دعائم الديمقراطية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوعود التي قطعها مرسي وحزبه على أنصاره والشعب المصري لم يبق منها شيء بعد مرور عام على تسلم السلطة.
ولفتت الصحيفة إلى أن أنصار مرسي من الشعب المصري خاب أملهم وابتعدوا عنه لأنه لم يحقق لهم أيا مما وعد به قبل الانتخابات مشيرة إلى أنه في ظل حكم الإخوان المسلمين ازدادت الأزمة الاقتصادية مع ارتفاع نسبة البطالة والجريمة في البلاد وانهيار العملة المصرية وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة بشكل ملحوظ.
وبينت الصحيفة أن المعارضة المصرية توجه اتهاماتها إلى مرسي بالسيطرة على القضاء والجيش لمصلحته الشخصية مما يهدد بتدهور الأوضاع ومزيد من العنف وإراقة الدماء.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد