أيـن كرامـة الكاتـب؟! رداً على سامر اسماعيل

01-03-2010

أيـن كرامـة الكاتـب؟! رداً على سامر اسماعيل

عدت من قطر يوم 4/2/2010 حيث شاركت في الأسبوع الثقافي السوري الذي نظمته وزارة الثقافة السورية في الدوحة بمناسبة أن الدوحة عاصمة للثقافة العربية عام 2010، وفوجئت حال عودتي بعشرات الاتصالات من أناس يدعون صداقتي يخبرونني أن اسمي ملعلع في عدد من الصحف بجانب اسم خالد خليفة وخليل صويلح ونبيل سليمان، وبأن هناك لجنة سوف تتشكل في اتحاد الكتاب العرب لمساءلتنا؟ أتكلم عن نفسي. لم أفهم ما هي تهمتي وحول أي موضوع سوف أسأل، لم أعرف بما أنا متهمة؟ رغم ان الصحف أوضحت تهم زملائي، آثرت الصمت رغم إحساسي بالانزعاج والألم، ان هناك من يشكك بي، فمسيرتي الأدبية والإنسانية واضحة وناصعة نصوع شمس آب اللهاب، ولا أتوقع أن يزاود عليّ أحد بوطنيته، وبالمناسبة فقد طبع لي اتحاد الكتاب العرب أربعة كتب، ووزارة الثقافة كتاباً، وأكتب دوماً في الجرائد والمجلات السورية، وكان لي الشرف أن ألقي محاضرة بالفرنسية في المركز الثقافي السوري الفرنسي بمرسيليا، في الوقت الذي كانت فيه دمشق عاصمة للثقافة العربية عام 2008، وفي السنة ذاتها رافقت وفد وزارة الثقافة السورية إلى أبو ظبي ودبي وقدمت محاضرة في مؤسسة سلطان العويس...
لم يكن لي أية إشكالية لا مع اتحاد الكتاب العرب، ولا مع أية جهة ثقافية ورسمية في سوريا، لكن يبدو أن هناك من يؤرقه أن يعيش بعض الكتاب بسلام، فتكون ضريبة النجاح والانتشار، اختلاق مشاكل عديدة، ويُحب البعض ان يزجوا بالكتّاب إلى فم المدفع، لافتعال شجارات وأذيات بين أطراف، ليس بينها خصومات، لكن يشعر هؤلاء بالتلذذ بالأذى الذي يصيب الكاتب أو قد يصيبه...
لذا صُعقت تماماً حين قرأت ما قاله سامر اسماعيل عن لساني في المقال الذي نشره في الملحق الثقافي في السفير بتاريخ 26/2/2010، فأنا لم أقل أبدا ما تقوّله عن لساني، وأتعجب من قلة الإحساس بالمسؤولية ومن الرغبة الواضحة والفاقعة بأن يزجّني إلى مواقف من العداء رغماً عني، رغم أن أحداً لم يسألني من اتحاد الكتاب، لكن يؤسفني مناخ التخوين الذي يحاول البعض نشره، وأن يحاول البعض أن يزاودوا بالوطنية وحب الوطن... وأن يشككوا بولاء بعض الكتاب لوطنهم...
لا أحبّ أبداً ان أكون في موضع من تدافع عن نفسها، ولن أقدم براءة ذمة من تهم لا أعرف ما هي، ولا أقبل أن أتحول إلى تلميذة أو قاصر، وأن هناك من يملي عليّ نصائح ومواقف، لقد اخترت الكتابة وفضلتها على طب العيون، لأنها فعل ثوري وفعل شجاع، والأهم لأنها الفعل الأكثر حباً للوطن، الوطن الذي يعني هؤلاء البسطاء والمهمّشين الذين أكتب عنهم، حب الوطن الذي أفهمه بأن أكتب عن مظاهر الفساد، من باب الإصلاح ومحاربته...
وروايتي هوى التي اشترتها المؤسسة العامة للسينما، هي رواية هوى لوطني رغم أني سلطت فيها الضوء على العديد من مظاهر الفساد، وقد تمّت محاكمة العديد من الفاسدين، والمتنفعين الذين يزاودون في حبّ الوطن...
يؤسفني أن ننسى أن الرُقي والأخلاق هما بطانة الثقافة.
توضيح: ورد اسم الشاعرة هلا محمد في تحقيق سامر إسماعيل حول الجوائز في سوريا مقتصراً على العائلة «محمد» واسم الروائي خالد خليفة مقتصراً أيضاً على العائلة «خليفة» فاقتضى التوضيح.

هيفاء بيطار

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...