إرهابيو "جبهة النصرة" يعترفون بجريمة اغتيال الشهيد العلامة البوطي
اعترفت مجموعة إرهابية تابعة لـ "جبهة النصرة" بارتكابها جريمة اغتيال الشهيد العلامة محمد سعيد رمضان البوطي في جامع الإيمان بدمشق بعد تلقيها الأوامر من المدعو أبو سمير الأردني الذي يشغل ما يسمى "منصب الأمير العسكري العام لجبهة النصرة" ويعتبر مساعد أبو محمد الجولاني زعيم "جبهة النصرة".
وقال الإرهابي إبراهيم محمد عباس أمير في تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" الإرهابي في اعترافات بثها التلفزيون العربي السوري أمس.. "اسمي الحركي عبد العزيز وأنا عراقي الجنسية من محافظة بغداد ومستواي التعليمي إلى الثالث الإعدادي وشغلت منصب أمير الشام في تنظيم "جبهة النصرة" عندما جرى خلاف بين جبهة النصرة وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام".
وأضاف الإرهابي عباس: "إن اتجاهنا سلفي وبعد أن انتقد الشيخ البوطي عمليات (جبهة النصرة) جاءنا الأمر الأساسي من أبو سمير الاردني الذي يشغل منصب ما يسمى (الأمير العسكري العام لجبهة النصرة) والذي يعتبر مساعد أبو محمد الجولاني وتلقيت أنا الأمر من أبو أسامة بقتل الشيخ البوطي بفتوى مما يسمى (المسؤول الشرعي العام لجبهة النصرة) المدعو أبو خديجة الأردني".
وقال الإرهابي عباس.. "بدأت بتنفيذ الأمر حيث كان البوطي يلقي خطبة كل يوم جمعة في الجامع الأموي بدمشق فأرسلت شخصاً يدعى مصطفى لكي يصلي في الجامع والبقاء فيه إلى حين انتهاء الخطبة ولمراقبة البوطي والتعرف على سيارته لإخباري بذلك".
وأضاف الإرهابي عباس.. "إن مصطفى نفذ ما طلبته منه وأخبرني أن سيارة البوطي هي من نوع مرسيدس وأنه بعد الصلاة يمر عبر سوق الحميدية إلى الشارع الرئيسي فقلت إن التنفيذ يجب أن يكون في سوق الحميدية".
وقال الإرهابي عباس.. "أتيت مع شخص انتحاري يدعى أبو هيثم قلت له ان شخصاً يدعى أبو دجانة هو من سيفجر نفسه في أحد الأزقة القريبة من سوق الحميدية يوم الجمعة بعد خروج المصلين من الجامع الأموي حيث يجري مصطفى الذي سيؤدي الصلاة مع الشيخ البوطي في الجامع اتصالاً هاتفياً مع أبو دجانة ويقول له كلمة (بحبك) عندها يفهم أن الشيخ البوطي خرج من المسجد باتجاه الشارع الرئيسي فيخرج الانتحاري أبو دجانة ويتمشى في سوق الحميدية وعندما تمر سيارته يقفز إليها ويفجر نفسه وهذه كانت خطتنا".
وأضاف الإرهابي عباس.. "لقد التقيت بشخص يدعى أبو عبد الله في إحدى حدائق مساكن برزة وذكرت له انه سيتم اغتيال الشيخ البوطي بهذه الطريقة فأطلعني على طريقة أسهل وهي أن الشيخ البوطي يعطي درسا دينيا كل يوم خميس في جامع الإيمان".
وقال الإرهابي عباس إنه "في اليوم المقرر لتنفيذ العملية وقبل صلاة المغرب بدقائق خرجت مع مصطفى من الشقة التي يتواجد فيها عبد الرحمن وأبو الليث في حين بقي أبو هيثم بالشقة باتجاه جامع الإيمان لاستطلاع الطريق وتغييره في حال وجود حاجز تفتيش أمني وعندما وصلنا إلى الجامع لم نجد أي حاجز فقلت لمصطفى أنتم تعرفون واجبكم وأنا سأذهب إلى شقتي في مساكن برزة".
وأضاف الإرهابي عباس إن "مصطفى دخل الجامع وأدى صلاة المغرب فيه ورأى الشيخ البوطي وعندما بدأ بإعطاء الدرس اتصل مصطفى مع أبو هيثم وقال له إن الأمور تجري كما نريد ولا يوجد تفتيش والطريق سالك وآمن".
وقال الإرهابي عباس: "بعد فترة اتصل مصطفى وقال لي لقد قمنا بالواجب والانتحاري أبو دجانة فجر نفسه بالشيخ البوطي ولكن النتيجة غير معروفة وبعد دقائق أخبرني أبو هيثم نفس الخبر وبعد وقت علمت عن طريق الإعلام بمقتل البوطي وعندها كلمت أبو أسامة وبشرته بنجاح العملية فأبدى فرحه بمقتل البوطي ومن معه ممن أتى إلى طلب العلم منه".
وأضاف الإرهابي عباس.. "التقيت بالانتحاري أبو دجانة في شقة عبد الرحمن وأخبرته أن واجبنا قد تغير فبدلاً من اغتيال البوطي في سيارته بسوق الحميدية قررنا اغتياله في مسجد الإيمان فأبدى اعتراضه على تنفيذ العملية ضمن المسجد وبين المصلين وعندما أخبرته أن المدعو أبو خديجة الأردني ما يسمى (المسؤول الشرعي لجبهة النصرة) أجاز لنا هذا الأمر فوافق".
وقال الإرهابي عباس إن "تنظيم (جبهة النصرة) لم يتبن العملية لأنها لم تلق قبول الشعب السوري لأن من تم قتله هو شيخ وإن التفجير كان في المسجد وذهب ضحيته الكثير من المصلين".
بدوره قال الإرهابي علاء الدين محمد قطاش أمير ما يسمى (المفرزة الأمنية بمنطقة ركن الدين) التابعة لـ (جبهة النصرة).. "اسمي الحركي أبو هيثم وأنا من محافظة دمشق ووصلت في مستواي التعليمي إلى الثالث ثانوي وعملت مندوب مبيعات وانضممت إلى (جبهة النصرة) وشغلت فيها منصب أمير مفرزة منطقة ركن الدين".
وأضاف الإرهابي قطاش.. "إن أمر اغتيال الشيخ البوطي جاءنا عن طريق الأمير أبو أسامة العراقي الذي بلغ الأمير عبد العزيز بأنه يجب اغتيال الشيخ البوطي فأبلغنا عبد العزيز بالأمر ونحن كأمنيين في دمشق كلفنا مصطفى بمراقبة الشيخ البوطي خلال صلاته في المسجد الأموي كل يوم جمعة فنفذ مصطفى الأوامر وقام بالصلاة خلف البوطي وراقب الطريق الذي يخرج منها عبر سوق الحميدية إلى الشارع العام وتم تبليغنا بأنه سيتم تنفيذ العملية في تلك المنطقة".
وقال الإرهابي قطاش.. "تعرفت على الانتحاري أبو دجانة عن طريق مصطفى حيث تواعدنا أمام الجامع الأموي أنا والأمير عبد العزيز ومصطفى والانتحاري أبو دجانة الذي سيفجر نفسه وهو سوري الجنسية ومشينا جميعنا في شارع الحميدية لنرصد الطريق وقررنا أن يكون التنفيذ على سيارة الشيخ البوطي عند خروجه من الجامع واخترنا أحد الأزقة التي تطل على شارع الحميدية مباشرة".
وأضاف الإرهابي قطاش.. "عند عودتنا إلى الشقة جاءتنا معلومة من أبو عبد الله الفلسطيني بأن الشيخ البوطي يصلي في جامع الإيمان ويقوم بإعطاء دروس هناك بين صلاة المغرب والعشاء وكان هذا اليوم هو يوم الخميس الحادي والعشرين من شهر آذار الماضي فتم إلغاء عملية الاغتيال التي كانت مقررة يوم الجمعة وأصبحت يوم الخميس نفسه من خلال المعلومة التي وصلتنا".
وأوضح الإرهابي قطاش أن الأمير عبد العزيز أخبره أنه سيتم تنفيذ عملية الاغتيال يوم الخميس في جامع الإيمان "فكلفنا مصطفى بأن يصلي صلاة المغرب خلف الشيخ البوطي لمراقبة الوضع أمنيا خارج وداخل الجامع والطريق من شقة السويقة إلى الجامع بالمشي ذهاباً وإياباً".
وقال الإرهابي قطاش.. "كنت جالسا مع عبد العزيز والانتحاري أبو دجانة وأبو الليث وعبد الرحمن في الشقة بالسويقة ونتحدث عن العملية وانتظرنا مصطفى حتى يصلي خلف البوطي صلاة المغرب والعشاء ويعطينا الأمر النهائي عبر اتصال هاتفي بأن الأمور جيدة والطريق لا يوجد فيه رجال أمن والدخول إلى الجامع من دون تفتيش أو تفتيش خفيف لمعرفة كيفية الدخول إلى المنطقة".
وأضاف الإرهابي قطاش إن "مصطفى أخبرني أن الأمور تسير بشكل جيد بعد أن انهى الصلاة في جامع الإيمان وخرج وطلب أن نستعجل من أجل أن نكون بين صلاة المغرب والعشاء قبل أن ينتهي الدرس فقمت بتجهيز الانتحاري أبو دجانة وألبسته الحزام وخرجت معه من الشقة وسلكنا طريق السويقة الحميدية وسوق الخجا حتى وصلنا جامع الإيمان وخلال طريقنا التقينا مع مصطفى وأخبرني أنه سيدخل من الباب الخلفي لأنه لا يتواجد عليه حراسة ونستطيع الدخول منه من دون تفتيش وليس من الأمامي الذي عليه حراسة وسيارات أمن أمام الجامع مسؤولة عن حراسة الشيخ البوطي".
وقال الإرهابي قطاش.. "مشيت مع الانتحاري أبو دجانة حتى الباب وسألته إذا كان جاهزا فقال لي انه جاهز فأمرته أن يفك الأمان الموجود على الحزام الناسف فقام بفكه وأوصلته إلى الباب فدخل وخرجت ثم اتجهت الى الجانب الاخر من الشارع وانتظرت حتى سماع صوت التفجير وأن عملية الاغتيال قد تمت وبعد دقائق قليلة سمعت الانفجار وعلمت أن أبو دجانة فجر نفسه في الجامع فأبلغت الأمير عبد العزيز بأن العملية تمت ولكن لا نعلم إذا قتل الشيخ البوطي أم لم يقتل".
وأضاف الإرهابي قطاش.. "أخبرت مصطفى بالعملية والتقيته وعدنا إلى شقة السويقة سوية فسألنا الشباب المتواجدين هناك عما حدث وأبلغناهم بأن العملية نفذت حتى تتبناها الإمارة بشكل رسمي فجاءتنا الأوامر من الأمير عبد العزيز بألا نخبر أي أحد حتى تتبناها الإمارة بشكل رسمي وتركت المنزل مع مصطفى بعدها سمعنا مقتل الشيخ البوطي من خلال الإعلام عندها علمنا أن العملية تمت وتم قتل الشيخ البوطي".
وأضاف الإرهابي قطاش.. "حدثت مشكلة ضمن الجامع فأخبر الأمير أبو أسامة أبو خديجة الأردني بأنه سوف يتم التفجير داخل حرم جامع الإيمان فأفتى بذلك وبقتل الأشخاص الذين ضمن الجامع لأنهم تابعون للشيخ البوطي بفكره الذي هو مؤيد للنظام".
وقال الإرهابي قطاش.. "اختلافي بالمنهج مع الشيخ البوطي ولكن كنت في بعض الأحيان استمع لدروسه على شاشة التلفزيون".
وقال الإرهابي أسامة عبد الفتاح عبد الهادي أمير ما يسمى (مفرزة منطقة المزة التابعة للدولة الإسلامية في العراق والشام) الإرهابية.. "اسمي الحركي أبو عبد الله وأنا فلسطيني الجنسية ودرست إلى الثالث الثانوي وعملت في مهنة الخياطة وانضممت إلى تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق والشام) خلال الخلاف الذي حصل بينه وبين (جبهة النصرة) وعملت أميرا لمنطقة المزة".
وأضاف الإرهابي عبد الهادي.. "التقيت عبد العزيز في منطقة مساكن برزة ضمن حديقة عامة وأخبرني أن لديهم عملية كبيرة يوم الجمعة فسألته عن التفاصيل وأخبرني أن هناك انتحاريا سيفجر نفسه بسيارة الشيخ البوطي ضمن أزقة سوق الحميدية فقلت له لماذا تتكلفون على عملية قد تنجح أو لا تنجح إضافة إلى موضوع الحماية وقد تكون السيارة مصفحة فأخبرني أن مصطفى رأى السيارة يوم الجمعة وهي غير مصفحة فقلت له من المحتمل أن تكون مصفحة وتفشل العملية".
وأضاف الإرهابي عبد الهادي.. "قلت لعبد العزيز إن الشيخ البوطي يعطي درسا يومي الاثنين والخميس في جامع الإيمان وقد حضرت عنده درسا عندما كنت مارا بالقرب من جامع الإيمان فلماذا لا ترسل أحدا يتأكد أنه موجود هناك وتعدون خطة جديدة أسهل وعلى هذا الأساس غير الخطة التي أعددتموها".
وقال الإرهابي عبد الهادي.. "عندما سمعت أن أبو خديجة الأردني (قاضي الشرع في الغوطة الشرقية) أفتى بهذا الموضوع سكت سمعا وطاعة وعندما سمعت باغتيال الشيخ البوطي أيدت الفكرة جملة وتفصيلا".
وقال الإرهابي فيصل غازي حسين الشبلي عضو في (جبهة النصرة) الإرهابية.. "اسمي الحركي عبد الرحمن وأنا من محافظة دير الزور منطقة الميادين وأدرس في الجامعة السورية الدولية الخاصة هندسة بترول سنة خامسة وانضممت إلى (جبهة النصرة) وعملت في مفرزتها بمنطقة العمارة واتبع للأمير أبو مالك".
وأضاف الارهابي الشبلي.. "لقد استأجرت منزلا في منطقة السويقة منذ عام 2010 وكان أهلي يتواجدون معي وبعد سفرهم وارتباطي بـ (جبهة النصرة) دللت مصطفى وعبد العزيز على منزلي فجاؤوا لعندي بعد فترة ومعهم أبو هيثم والانتحاري أبو دجانة وكان معهم حزام ناسف فقاموا بتجهيز الانتحاري وبعد المغرب بعشر دقائق خرج مصطفى وعبد العزيز من المنزل ثم خرج بعدهم أبو هيثم والانتحاري أبو دجانة بعد أن لبس ثيابا جديدة وسترة داخلها الحزام الناسف".
وأشار الارهابي الشبلي إلى أنه بقي مع "أبو الليث في المنزل وبعد أقل من ساعة جاء إليهم مصطفى وأبو هيثم وكان معهم موالح ودخلوا إلى الغرفة التي يتواجد فيها التلفاز وجلسوا لمدة ربع ساعة ثم غادروا المنزل وخلال تواجدهم سألتهم هل نجحت العملية".
بدوره قال الإرهابي سعد جلود الكداش جدعان عضو في (جبهة النصرة) الإرهابية.. "اسمي الحركي أبو الليث وأنا من محافظة دير الزور منطقة الطيبة وأدرس في الجامعة السورية الدولية الخاصة هندسة البترول سنة خامسة انضممت إلى (جبهة النصرة) وعملت في مفرزتها بمنطقة العمارة لدى الأمير أبو مالك".
وأضاف الإرهابي جدعان إنه "بعد تجهيز الانتحاري خرج مصطفى وعبد العزيز من المنزل واتصلوا مع أبو هيثم كي يحضر الانتحاري أبو دجانة بعد صلاة المغرب ثم خرجا وخلال جلوسنا سمعنا صوت انفجار وتوقعنا أن الانتحاري أبو دجانة نفذ العملية وعند صلاة العشاء تقريبا عاد أبو هيثم ومصطفى إلى المنزل فسألناهما هل نفذ أبو دجانة العملية.
وكان إرهابي انتحاري فجر نفسه مساء يوم الخميس الحادي والعشرين من شهر آذار الماضي خلال إعطاء العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي درسا دينيا لطلاب العلم في جامع الإيمان بمنطقة المزرعة في دمشق أدى إلى استشهاد العلامة البوطي وعشرات المواطنين الأبرياء وجرح آخرين.
وأكد وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد في حديث للتلفزيون العربي السوري أن هؤلاء الإرهابيين لا يهمهم الشعب السوري وليس لديهم أي خلفية دينية أو إسلامية حقيقية وإنما هي عملية تضليلية وأن التفجير الاثم لأي بيت من بيوت الله استخفاف بكل قيمة دينية وأخلاقية ووضعية وسماوية وأرضية.
وأوضح السيد أن فكر الشهيد البوطي وتجليته للحقائق الإيمانية والإسلامية والدينية والوطنية ما زالت راسخة في قلوبنا وقلوب محبيه وطلابه والأئمة والخطباء والعاملين في الحقل الديني.
وقال السيد "إن كل من أفتى بدءا من يوسف القرضاوي والعلماء خارج سورية وكل من ساهم معهم بإسالة نقطة دم واحدة سيسأل عنها يوم القيامة" داعيا كل علماء العالم الإسلامي إلى إدراك خطورة الفكر التكفيري والضلالي المجرم على أقدس المقدسات وبيوت الله وعلى حرمة الدماء والأرواح مبينا أن الشهيد البوطي استطاع أن يواجه بأفكاره وخطبه ومناهجه مؤامرات الإخوان المسلمين والوهابية عبر زمن طويل وليس المؤامرة التي تتعرض لها سورية فقط.
وتساءل السيد كيف يتم القتل تحت شعار "الله أكبر".. وكيف يتم الاعتداء على الحرمات والامنين وتكفير المذاهب والاعتداء على المسيحيين وتكسير الصلبان وتحطيم تمثال السيدة مريم العذراء التي كرمها القران الكريم وارتكاب كل هذه الجرائم الشنيعة تحت مسمى "فتاوى شرعية".
وأوضح وزير الاوقاف أنه لدينا مشكلة حقيقية وهي أن أحكام الشريعة الإسلامية يتصدى لها بعض الناس وهذا من قصد التامر على الإسلام وعلى سورية تحديدا خلال السنوات الثلاث الماضية لأنها تمثل الإسلام والدين الصحيح.
وبين السيد أن هذا الإجرام المتواصل وما جرى ويجري من سقوط الشهداء من أبنائنا وأن المجزرة التي ارتكبها الإرهابيون في مدينة عدرا بحق المدنيين وما رأيناه من تحطيم لكل القيم ودوس على كل الأخلاق وإسالة الدماء الطاهرة من أبناء شعبنا من علماء وضباط وجنود ومثقفين يوضع تحت عبارات دينية وفتاوى مضللة ضالة لا علاقة لها لا بأصل الدين ولا الإسلام ولا بأي قيمة على الإطلاق.
بدوره أكد رئيس اتحاد علماء بلاد الشام الدكتور محمد توفيق البوطي أن هؤلاء الإرهابيين مجرد أدوات غبية عمياء بيد من يوجههم ويتحكم بهم ويمسح شخصيتهم ويملأ قلوبهم بالحقد الأسود حتى غدوا هم وأسيادهم ومفتوهم عبارة عن أدوات طيعة بيد الصهيونية وأمريكا والمتامرين على دين الأمة وسلامة هذا الوطن والشعب السوري.
وأوضح البوطي أنه تم استغلال جهل هؤلاء الإرهابيين بالقيم الدينية وغسل أدمغتهم من قبل من يقوم بتوجيههم والذي لا توجد لديه جذور دينية إسلامية لأنهم تجردوا من الدين والإيمان والأخلاق وتحولوا إلى وحوش بشرية ترتكب أشنع أنواع الجرائم.
ولفت البوطي إلى أن مرتكبي جريمة الاغتيال مضوا دون أن يعلموا إلى أين هم ماضون وهم يتبعون كل ناعق تبعية عمياء تغذيها الإغراءات والوعود التي كانوا يوعدون بها وأن عملهم هذا خال من أي مستند شرعي أو قاعدة أخلاقية يعتمدون عليها.
وقال البوطي إن "عزائي باستشهاد والدي هو أنه مضى إلى الله سبحانه وتعالى شهيداً كما كان يرجو منتصب القامة في مجلس العلم يتلو كتاب الله وأنه لم ينحن ولم يستسلم بل ظل يواجه الفكر المخرب والمؤامرة التي تستهدف دين هذه الأمة وسلامة هذا الوطن" داعيا أبناء الأمة الإسلامية إلى أن يكونوا متيقظين ليدركوا خطورة المؤامرة التي تستهدفهم وتريد أن تجعلهم وقوداً لنار يحرق بها الاستعمار وطننا وأمتنا وديننا مؤكداً أن سورية ستبقى مثالاً ورمزاً للإسلام الصحيح.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد