إسرائيل تواصل عدوانها وحماس تؤكد أنها لن تستسلم
واصلت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة لليوم السابع على التوالي وأعلنت خارجيتها السماح للأجانب بمغادرة القطاع فيما يبدو مؤشرا لاعتزامها تصعيد العدوان، لكن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أكدت في المقابل أنها ستواصل الصمود ولن ترفع الراية البيضاء كما أنها لن تعترف بإسرائيل.
وقالت مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن نحو 300 أجنبي غادروا القطاع في الأيام الأخيرة وأن 400 آخرين يستعدون للمغادرة، حيث قال ضابط إسرائيلي إن معبر إيريز سيفتح الجمعة لهذا الشأن.
ونقلت وكالة رويترز عن ضابط اتصال إسرائيلي أن هؤلاء الأجانب بينهم أفراد يحملون جوازات سفر أميركية وروسية ومولدوفية وأوكرانية وتركية ونرويجية، فيما أوضحت الوكالة أن كثيرا من هؤلاء هم أزواج لفلسطينيات أو زوجات لفلسطينيين.
على صعيد آخر، قرر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك فرض إغلاق تام على الضفة الغربية لمدة 48 ساعة تحسبا لاندلاع مواجهات بالتزامن مع صلاة الجمعة في الحرم القدسي الشريف.
وقد عززت الشرطة الإسرائيلية وجودها في البلدة القديمة في القدس والمسجد الأقصى بآلاف من عناصرها والقوات الخاصة، تحسبا لاندلاع مواجهات، كما ستمنع الرجال دون سن الخمسين من أداء الصلاة في المسجد الأقصى.
وكانت حركة حماس دعت إلى "يوم غضب" في الضفة الغربية عقب صلاة الجمعة تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض منذ السبت الماضي لعدوان إسرائيلي بلغ عدد ضحاياه أكثر من 400 شهيد وألفي جريح.
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي كثف غاراته على قطاع غزة الخميس في سادس أيام العدوان حيث أدت إحداها إلى استشهاد القيادي في حماس نزار ريان مع زوجاته الأربع و11 من أبنائه وأحفاده.
وأصبح ريان (49 عاما) أبرز قيادي من حماس يستشهد منذ بدء العدوان يوم 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي، مع العلم بأنه كان يرفض مغادرة منزله -رغم استهدافه- منذ بدء العدوان الإسرائيلي.
ومن جانبها ردت حماس بعنف على اغتيال ريان ودعت على لسان الناطق باسمها إسماعيل رضوان، كل الأذرع العسكرية بما فيها كتائب القسام للرد وضرب المصالح الإسرائيلية في كل مكان.
وشن الطيران الإسرائيلي غارة على منزل قيادي ميداني بكتائب القسام في حي الشيخ رضوان بغزة هي الثانية خلال ستة أيام مما أدى إلى تدمير المنزل بالكامل وجرح ستة أطفال نقلوا إلى المستشفيات.
واستمر استهداف الاحتلال لدور العبادة حيث قصفت الطائرات مسجد الخلفاء الراشدين في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع غزة، مما أدى إلى تدمير المسجد بالكامل ليصبح المسجد الثامن الذي تدمره إسرائيل منذ بدء عدوانها.
ولم تنج المدارس من العدوان الإسرائيلي حيث دمرت الطائرات مدرسة "دار الأرقم" بمدينة غزة بعد قصفها بالصواريخ، وهي إحدى المدارس التي أسستها حركة حماس.
وانضمت الزوارق الحربية الإسرائيلية إلى حملة العدوان حيث أطلقت نيرانها بشكل كثيف تجاه المنازل بالقرب من مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة.
وبينما استمرت إسرائيل في حشد قواتها على الحدود مع غزة استعدادا لهجوم بري محتمل، فقد جددت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني رفض بلادها لاقتراح فرنسي بهدنة مؤقتة تسمح بدخول مساعدات إنسانية وادعت أنه لا توجد أزمة إنسانية في القطاع.
واعتبرت ليفني خلال زيارتها لفرنسا الخميس أن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة ألحق أضرارا بحركة حماس، مؤكدة أنه سيستمر إلى أن تتأكد إسرائيل أن الحركة الإسلامية الفلسطينية لم تعد تمثل تهديدا.
وفي المقابل أكدت حركة حماس أنها لن تستسلم وذلك على لسان الناطق الرسمي باسمها سامي أبو زهري الذي اعتبر خلال زيارة حالية للجزائر أن إسرائيل استغلت ضعف الموقف العربي وقامت في البداية بالحصار ثم بعدوان يستهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية ومناضلي حركة حماس.
وترجمت المقاومة الفلسطينية تصريحاتها بشكل عملي حيث واصلت إطلاق الصواريخ المحلية الصنع على إسرائيل وسقط صاروخ على مدينة بئر السبع في صحراء النقب مساء الخميس بعد دقائق من سقوط آخر على المدينة ذاتها وصاروخين مماثلين في منطقة مفتوحة قرب عسقلان وخامس بين أسدود وعسقلان.
وقالت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس إنها وسّعت الخميس نطاق قصفها الصاروخي ليصل إلى القاعدة الجوية الإسرائيلية "حتسريم" التي تعتبر من القواعد الجوية الكبرى التي تنطلق منها الطائرات الحربية في المنطقة الجنوبية من إسرائيل.
يذكر أن أربعة إسرائيليين أحدهم جندي سقطوا جراء الهجمات الصاروخية التي انطلقت من قطاع غزة منذ بدء الغارات الجوية التي تقول إسرائيل إنها تشنها على القطاع بهدف إنهاء التهديد الذي تمثله الهجمات الصاروخية.
من جهة أخرى، دعت قيادة قوى اليسار الفلسطيني إلى التنسيق الميداني وتشكيل غرف عمليات موحدة بين كل "أذرع المقاومة" بدون استثناء لمواجهة الهجوم الإسرائيلي الذي يستهدف الجميع.
وطالبت القوى المكونة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحزب الشعب الفلسطيني، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بتشكيل اللجان الشعبية في المخيمات وفي كل المدن والقرى لتمثل أطرا لتنظيم كل أشكال التضامن والتكافل والإغاثة.
كما أكد بيان لقوى اليسار أن التناقض الرئيسي هو مع العدو الإسرائيلي، مطالبا بضرورة التحرك الفوري نحو الحوار والمصالحة الوطنية الفلسطينية.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد