إسرائيل ومستوطنوها يصعّدون اعتداءاتهم:٣شهداء.. و١٣جريحاًً في الخليل
كثف المستوطنون الإسرائيليون اعتداءاتهم على أهالي مدينة الخليل، حيث حاولوا، أمس، مجدداً احتلال منزل تملكه عائلة فلسطينية، ما أدى إلى إصابة ١٣ شخصاً بجروح، في وقت أمعنت إسرائيل في انتهاك التهدئة حيث قتلت قواتها مقاوماً في الضفة الغربية، فيما استشهد فلسطينيان في غارة شنتها طائراتها على قطاع غزة.
وتأتي هجمات المستوطنين استمراراً لاعتداءاتهم على الفلسطينيين وأملاكهم في الخليل ومناطق متفرّقة في الضفة الغربية. وكانت المواجهات انطلقت، مساء أمس الأول، بعدما وصل مئات المستوطنين إلى المدينة، إثر ورود شائعات حول عزم قوات الأمن الإسرائيلية إخلاء مبنى تملكه عائلة الرجبي الفلسطينية، كان المستوطنون قد احتلوه في العام الماضي.
وقام المستوطنون بإغلاق طرق، بينها طرق رئيسية في منطقة نابلس ورام الله والقدس الشرقية، كما عمدوا الى إحراق أشجار زيتون وإلقاء حجارة على سيارات فلسطينية، وأصيب ١٣ فلسطينياً في هذه الاعتداءات.
كذلك، عمد المستوطنون إلى تدنيس مساجد في قرى فلسطينية في الضفة الغربية بكتابات تشتم النبي محمد، وبرسم نجمة داود على جدرانها، فضلاً عن كتابة عبارات عنصرية ضد العرب. ويقيم في الخليل حوالى ٦٥٠ مستوطنا يهوديا يعيشون في جيب حصين يحرسه جنود الاحتلال في قلب المدينة التي يسكنها ١٨٠ ألف فلسطيني.
وجاء المئات من مؤيدي المستوطنين، معظمهم شبان إلي الجيب اليهودي على مدى الأسبوع الماضي، في محاولة منهم لمنع إخلاء المبنى.
ونقلت صحيفة »هآرتس« عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله إن »أعمال الشغب التي ينفذها المستوطنون في الخليل غير مسبوقة من ناحية خطورتها«، مضيفاً أن »المستوطنين هم الذين يبادرون للمواجهات العنيفة وليس الفلسطينيين، وأن الحالات التي يلقي خلالها الفلسطينيون الحجارة تكون رداً على عنف المستوطنين والمس بأملاك عربية«.
واكتفى المصدر العسكري الإسرائيلي بتوجيه انتقادات لسماح مدراء المدارس الدينية اليهودية في المستوطنات بخروج طلابهم من المعاهد خلال ساعات الدراسة والتوجّه إلى الخليل للمشاركة في أعمال العنف، فيما ذكرت صحيفة »يديعوت أحرونوت« إن الجيش الإسرائيلي امتنع عن التصدي للمستوطنين.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية الاعتداءات مطالبة المجتمع الدولي ومؤسساته بالتدخل العاجل »لوقف دورة العنف الإسرائيلي ضد شعبنا وحمايته من بطش وإرهاب جيش ومستوطني الاحتلال الغاشم«.
أمّا حركة حماس فحملت الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأجهزة الأمنية في الضفة الغربية المسؤولية الكاملة عن »الخطر المحدق« بأهالي الضفة الغربية جراء هجمات المستوطنين. وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم إن التنسيق الأمني مع الجيش الإسرائيلي وملاحقة المقاومين »أطلقا العنان لجرائم المستوطنين وقوات الاحتلال الصهيوني في الضفة«.
في هذا الوقت استشهد مقاوم من »كتائب شهداء الأقصى« برصاص الجيش الإسرائيلي في نابلس خلال عملية دهم في مخيم بلاطة في نابلس. وقال متحدث باسم جيش الاحتلال إن »قوة عسكرية حاولت اعتقال المطلوب محمد كنان (أبو دراع)، لكنه بادر إلى الفرار من المكان ولم ينصع لأوامر الجنود بالتوقف حتى بعد إطلاق طلقات تحذيرية في الهواء، ما »دفع بالجنود إلى إطلاق النار باتجاهه«.
وذكر أن الناشط أصيب بجروح. وفي غزة، استشهد شابان فلسطينيان وجرح أربعة آخرون في غارة جوية قرب رفح، زعم جيش الاحتلال أنّها جاءت رداً على إطلاق قذائف هـــاون من القــطاع باتجاه المستوطنات الإسرائيلية.
ومع اقتراب انتهاء مدة التهدئة، وإمعان الاحتلال في انتهاكها، بدأت حركة حماس مشاورات مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لبحث مستقبل اتفاق التهدئة. وقال القيادي في الحركة أيمن طه إنّ »حماس ليس لديها أي تصور تفرضه على الفصائل وإن كل ما هو متعلق بالتهدئة سيتم طرحه على بساط البحث والنقاش«.
أمّا القيادي البارز في الحركة خليل الحية فقال إنه »إذا سئل الشعب الفلسطيني اليوم عن استمرار اتفاق التهدئة في طريقته الحالية فلن يجد كثيرا من المؤيدين«، فيما اعتبر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام ان استشهاد الشابين في رفح »دليل على استمرار العدوان«.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد