اعتذار اردوغان لروسيا: هل حدث خطأ في الترجمة؟
الجمل ـ ترجمة وصال صالح: قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في 27 حزيران الجاري ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان "اعتذر" في رسالة وجهها للرئيس بوتين عن مقتل الطيار الروسي، في الوقت نفسه اوردت وسائل الإعلام التركية وبخاصة وكالة الأناضول التابعة لنظام اردوغان، بأن الروس أساؤوا تفسير كلمات اردوغان، فهل أخطأت روسيا الترجمة؟
أنا آسف، اعذرني، اغفر لي، أنا أعتذر، ما الذي قاله اردوغان بالفعل، وفقاً لمدير مركز الدراسات الشرقية تركولوجييست فلاديمير أفاتكوف، قال أردوغان kusara bakmasinlar" " والتي تترجم على النحو التالي "اسمح لي" وهذ لم يكن تماماً اعتذاراً، تركيا تحاول التلاعب بالمعلومات بشتى الوسائل المتاحة بعد إسقاطها للطائرة الروسية" فال أماتكوف لصحيفة ازفستيا، وفقاً لاختصاصي تحاول تركيا السعي لإعادة الأيام الخوالي دون أن تفعل شيئا على الإطلاق.
بعد الإعلان عن الرسالة، صرح اردوغان خلال مأدبة إفطار رمضانية في القصر الرئاسي في أنقرة "أعتقد أن الرسالة التي وجهتها لبوتين، ستساعد في تحسين العلاقات بين البلدين، عبرت في الرسالة عن أسفي العميق إزاء الحادث، وذكرته بفرص التعاون الإقليمي الذي يمكننا تنفيذه، أعتقد أنه يمكننا تطبيع العلاقات بسرعة" بعد ذلك سمعنا تصريحات لرئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم "عبرنا عن اعتذارنا، ونحن سندفع تعويضات بهذا الخصوص، إذا لزم الأمر" ونقلت الجزيرة التركية عنه قوله"يجب أن يفترض المرء بأنه كان قد تم الاتفاق على نص الترجمة التي نُشرت من الجانب التركي" في إشارة واضحة إلى "الصعوبات" التي كانت تستهدف المواطن التركي في الداخل، "لايزال البعض يصرون على طلب اعتذار واضح، لكن من الأفضل انتظار الخطوة التالية، التي يحب على الحكومة التركية اتخاذها ، وبصرف النظر عن التعويضات والتدابير الرامية لتقديم الجناة للعدالة، أخيراً، يجب على تركيا التوقف عن دعم تنظيم داعش" في سورية، إذا ما أخذ اردوغان بعين الاعتبار "قواعد اللعبة" الروسية في سورية، فإن العلاقات مع تركيا ستتحسن بالفعل".
تجدر الإشارة إلى أن تطبيع العلاقات مقيد لكل من روسيا وتركيا وستكون تركيا قادرة على استعادة تدفق السياح من روسيا بعد تراجع بنسبة 92 بالمئة في أيار مقارنة مع السنوات السابقة، تركيا أيضاً ستستأنف تزويد روسيا بمنتجاتها الزراعية ، في المقابل، فإن لدى روسيا الفرصة لتعزيز مواقفها في سورية وتصبح اللاعب المهيمن في الشرق الأوسط، بالنسبة لموسكو، سيكون الأمر أكثر فائدة في إرساء علاقات مستقرة مع دولة عضو في حلف شمال الأطلسي عندما تستمر المواجهة مع الناتو، بالتزامن مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تصريحات اردوعان هذه جاءت كعامل لخفض كبير لخطر الصراع الساخن، من الناحية الاستراتيجية يبدو من المفيد القبول برسالة اردوغان وتبني أسفه إلى درجة الاعتذار، خصوصاً إذا ما قرر العودة إلى سياسة "صفر مشاكل مع الجيران".
اردوغان يريد تطبيع العلاقات مع إسرائيل ومصر
أعلنت تركيا يوم الاثنين عن التوصل لاتفاق بشان تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لا سيما بعدما شهدت العلاقة بينهما توتراً ومن ثم قطيعة بعد مهاجمة الإسرائيليين لسفينة مرمرة التي كانت تحمل مساعدات إنسانية للفلسطين وعلى متنها مواطنين أتراك مؤيدين للقضية الفلسطينية، تركيا ترمي أيضاً إلى تحسين علاقاتها مع مصر على الرغم من شعور الاحباط والقلق بسبب الإطاحة بالرئيس الاخواني محمد مرسي، الاتفاق مع اسرائيل سيتيح الفرصة لتركيا للوصول إلى الغاز الطبيعي الإسرائيلي، بالمقابل، تُعد مصر شريكا مهما في المنطقة، باختصار فإن تركيا تسعى لتحسين علاقاتها مع جيرانها في المنطقة، أكثر منها مع الغرب، وكانت أسهم شركات الطاقة الإسرائيلية والتركية شهدت ارتفاعاً في الأسعار بعد أنباء عن الاتفاق الذي تم توقيعه وكذلك ارتفعت أسهم الخطوط الجوية التركية TA بنسبة 3,9 بالمئة في الوقت الذي شهدت فيه هذه الخطوط (تراجعاً وصل إلى 20 بالمئة هذا العام) .
أوزدم ساندبرك وهو السفير السابق في لندن وبروكسل ورئيس منظمة البحوث الاستراتيجية الدولية ومقرها أنقرة قال "لم تعد تركيا تريد البقاء في عزلة" يبدو أن استعادة السياسات السابقة هي مسألة بقاء بالنسبة لتركيا والرئيس التركي، قال يفغيني ساتانوفسكي وهو رئيس معهد الشرق الأوسط في مقابلة مع البرافدا، في الوقت الراهن يواصل الضباط الأتراك القتال ضد الجيش السوري "تركيا لا تزال تواصل أنشطتها التخريبية على أراضي آسيا الوسطى وروسيا، اعتذار اردوغان لطيف جداً، لكن يحتاج لتطبيق" .
إلى حد كبير وجدت روسيا وتركيا نفسها في عزلة" قال شامل سلطانوف وهو رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية "روسيا والعالم الاسلامي": لذلك، فإن الرغبة لاستعادة مستوى العلاقات الموجودة بين البلدين ستستغرق بعض الوقت، في الحقيقة، يُفترض أن تؤدي المكالمة الهاتفية بين اردوغان وبوتين إلى إنهاء المفاوضات السرية التي كانت تجري بخصوص هذا الموضوع منذ مطلع أيار".
عن:Pravda.Ru
Lyuba lalko
إضافة تعليق جديد