الاحتلال يواجه المستوطنين ... بقمع الفلسطينيين!
استغل الاحتلال، أمس، سلسلة الاعتداءات الهمجية التي نفذها المستوطنون في الخليل، ليشدد القيود على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، مبقياً على الخليل منطقة عسكرية مغلقة، فيما قمع جنوده مسيرات احتجاج عدة نظمها الفلسطينيون في مدن وبلدات الضفة، مستخدمين القنابل الصوتية والرصاص المعدني المغلف بالمطاط. وفيما توعد المستوطنون بالانتقام من الفلسطينيين، قامت الشرطة في القدس المحتلة بتشديد الإجراءات الأمنية في محيط البلدة القديمة، وخاصة في منطقة الحرم القدسي تحسباً لأي طارئ، حيث فرضت قيوداً على دخول المسلمين إلى الحرم، خشية تظاهرات فلسطينية ردا على هجمات المستوطنين. وقال مصدر امني إن الدخول إلى باحة المسجد الأقصى اقتصر على المسلمين الذين يحملون بطاقة هوية إسرائيلية وتزيد أعمارهم عن الخامسة والأربعين.
وأعلنت قوات الأمن الإسرائيلية حالة التأهب في مدن وبلدات الضفة، التي أعلنت »منطقة عسكرية مغلقة يحظر على المدنيين الذين لا يقطنون فيها دخولها«.
وشهدت العديد من البلدات الفلسطينية في الضفة تظاهرات منددة بعنف المستوطنين، حيث شارك عشرات الفلسطينيين والمتضامنين الدوليين في مسيرة في مدينة بلعين واجهها جنود الاحتلال بإطلاق قنابل مسيلة للدموع ورصاص معدني مغلف بالمطاط، ما أسفر عن جرح ثلاثة فلسطينيين، بينهم طفل، وإصابة العشرات بالاختناق.
وفي المعصرة، أصيب ثلاثة متظاهرين فلسطينيين جراء اعتداء قوات الاحتلال عليهم بالضرب، فيما أصيب سبعة متظاهرين بينهم متضامنة اسبانية في بلدة نعلين غرب رام الله إثر قمع الاحتلال المسيرة الأسبوعية التي ينظمها أهالي البلدة ضد جدار الفصل والاستيطان.
وتكرر السيناريو نفسه في العديد من بلدان الضفة، خصوصاً في الخليل ونابلس، حيث قمعت قوات الاحتلال مئات الفلسطينيين خلال تظاهرة ضد الاستيطان مستخدمة الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع. إلى ذلك، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن المستوطنين قاموا، أمس، بلصق منشورات على الجدران في الخليل تدعو إلى »أسبوع من الانتقام«، متعهدين بـ»إنهاك« قوات الأمن الإسرائيلية، من خلال العودة المتكررة إلى عدد من المباني في المدينة.
وذكر أحد كبار المستوطنين للإذاعة الإسرائيلية أن اليهودي الأميركي الذي زعم أنه اشترى »المنزل محل النزاع«، في إشارة إلى مبنى الرجبي الذي اخلي من المستوطنين في الخليل أمس الاول، اتصل به هاتفيا وتعهد له بشراء المزيد من المباني في الخليل من أجل تعزيز الوجود اليهودي في »مدينة أجدادنا«.
إلى ذلك، طالبت الأمم المتحدة إسرائيل بحماية فلسطينيي الخليل. وقال ممثل المنظمة الدولية في الأراضي الفلسطينية روبرت سيري إن »على حكومة إسرائيل، بوصفها قوة احتلال، حماية المدنيين الفلسطينيين والممتلكات والأماكن المقدسة«.
كذلك، أعربت الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي، عن قلقها البالغ إزاء تعدد أعمال العنف من جانب المستوطنين الإسرائيليين، مذكرة بأنه »وفقا لخريطة الطريق فإنه يتعين على إسرائيل تجميد الاستيطان بما في ذلك النمو الطبيعي للمستوطنات القائمة، كما أن عليها تفكيك المستوطنات العشوائية التي تم تشييدها منذ آذار من العام ٢٠٠١«.
وفي مخيم جباليا شمالي قطاع شارك نحو ثلاثة آلاف من أنصار حركة حماس في تظاهرة احتجاج على اعتداءات المستوطنين، رُددت خلالها هتافات تدعو إلى الانتقام من المستوطنين وتنفيذ هجمات داخل إسرائيل.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد